الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أديب نوبل.. أولاد حارتنا أكثر رواية إثارة للأزمات!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كنت عائدا إلى منزلي في حوالى الساعة الخامسة والنصف، مساء يوم الجمعة الموافق ‏14 أكتوبر 1994 وفوجئت بسيارة قسم شرطة الدقي تقف أمام العمارة التي أقيم فيها، وعند نزولي من السيارة فوجئت بضابط  يبلغني، بالعودة فورًا إلى وزارة الداخلية لمقابلة اللواء أحمد العادلي، مساعد أول وزير الداخلية، لمباحث أمن الدولة (كان هذا المسمى قبل تغييره إلى الأمن الوطني بعد ثورة يناير) وقال بأدب شديد: أرجو من سيادتك أن تتوجه فورًا إلى مكتب سيادته حسب تعليماته.

في هذا التوقيت، لم تكن التليفونات المحمولة، قد ظهرت بعد، وأيضًا كنت طوال اليوم في مكتبي كمدير للإعلام الأمني بالإدارة العامة للإعلام والعلاقات، وضابطا نوبتجيا، نظرًا لأن يوم الجمعة يوم إجازة  لجميع العاملين بالإدارة العامة للإعلام والعلاقات.

 كان مديري اللواء رؤوف المناوي، مساعد الوزير للإعلام والعلاقات، مسافرًا للخارج، ولذا تم اسْتِدْعائيّ  مباشرة من اللواء مساعد أول الوزير لمباحث أمن الدولة.

أدركت على الفور أن استدعائي عن طريق سيارة نجدة؛ يؤكد أن حدثًا مهمًا قد وقع بعد مغادرتي المكتب، فلقد انتهيت من عملي في الخامسة مساءً، وبالقطع هذا الاستدعاء يؤكد وقوع حادث يتطلب إعداد بيان أمني لإرساله لوسائل الإعلام المختلفة.

عدت فورًا إلى وزارة الداخلية، وصعدت إلى مكتب اللواء أحمد  العادلي مساعد أول الوزير، فعرفت بمحاولة اغتيال أديب نوبل نجيب محفوظ، وكانت المعلومات قد تجمعت كلها أمام اللواء أحمد العادلي، وهو للحق من أفضل القيادات الأمنية التي تولت جهاز مباحث أمن الدولة، واستطاع بالفعل، أن يحدث تغييرات جوهرية في المكافحة الأمنية للجماعات الإرهابية؛ ما أدى إلى انحسار ظاهرة الإرهاب بصورة واضحة بعد أن استطاع إيقاف الحوادث الإرهابية التي كانت في بداية التسعينيات قد استفحلت وسببت خسائر بشرية فادحة وسياسية وأمنية، واستطاع بمهارة وتميز أن يحدث انهيارًا لكل خطط الجماعات الإرهابية والقبض على رؤوسها. 

اختيار اللواء أحمد العادلي رئيسًا لجهاز مباحث أمن الدولة، جاء بعد تعيين السيد  حسن الألفي وزيرا للداخلية.

عرفت بعض المعلومات من سيادته، لكى أعد البيان الأمني وهي باختصار أن أديب نوبل نجيب محفوظ تعرض لمحاولة اغتيال عندما كان يستعد للذهاب إلى ندوته الأسبوعية التي يلتقي فيها أصدقاءه في كازينو على النيل، وقد وقع الحادث أمام منزله بحي العجوزة، حيث كان أحد أصدقائه "الدكتور فتحى هاشم" يقف في انتظاره لينقله إلى الكازينو، بسيارته وبعد أن جلس في المقعد الأمامي للسيارة، واستدار الدكتور صديقه ناحية الباب الآخر للسيارة اقترب أحد الأشخاص وظن أديب نوبل نجيب محفوظ أن هذا الشاب واحد من القراء يتوجه لمصافحته، كما اعتاد خاصة بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب، ولكنه طعنه بمطواة في رقبته، ولاذ بالفرار. 

نقل الأديب الكبير نجيب محفوظ بمعرفة صديقه إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، والتي تقع أمام منزله وعلى بعد أقل من دقيقة واحدة من مكان الحادث، وكان هذا أحسن تصرف، قام به صديقه، وأيضا كان استقبال مستشفى الشرطة من أرقى التصرفات التي تحسب له، حيث اتخذ مستشفى الشرطة  الإسعافات الطبية العاجلة، وأدخل على الفور إلى غرفة العمليات وهو ينزف، وتم استدعاء عدد كبير من أهم الأطباء المصريين لمتابعة حالته.

عرضت البيان بعد كتابته على اللواء أحمد العادلي مساعد أول الوزير لمباحث أمن الدولة، فوافق عليه وطلب إرساله لكل وسائل الإعلام، وطلب أن انتقل فورًا إلى مستشفى الشرطة كمسئول عن الإعلام الأمني، وحلقة وصل بين وسائل الإعلام المختلفة ووزارة  الداخلية.

أرسلت البيان إلى كل وسائل الإعلام، وذهبت إلى المستشفى، حيث تم تخصيص حجرة لي في مدخل المستشفى كمركز إعلام أمني مؤقت.

وصل إلى مستشفى الشرطة حسن الألفي وزير الداخلية لمتابعة الإجراءات، وتوالى وصول الوزراء  والمسئولين والكتاب والمفكرين..

الأسبوع المقبل بإذن الله أكمل تفاصيل ما حدث.