في 29 سبتمبر من كل عام، يُحتفل باليوم العالمي للقلب لتسليط الضوء على الأمراض القلبية الوعائية، التي تعد من أكثر الأمراض القاتلة في العالم، تسعى المبادرات العالمية والمحلية في هذا اليوم إلى نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية الكشف المبكر والعناية بالصحة العامة لتقليل مخاطر هذه الأمراض، ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يتسبب مرض القلب في نحو 17.9 مليون حالة وفاة سنويًا، مما يجعل تعزيز الوعي والمشاركة في الأنشطة التوعوية في اليوم العالمي للقلب أمرًا بالغ الأهمية.
قال الدكتور أحمد صبري، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية لـ(البوابة نيوز) أن هناك العديد من الأعراض التي يجب الانتباه إليها، إذ قد تكون علامة على وجود مشكلة في القلب، من بين هذه الأعراض الآلام في الصدر، الشعور بالتعب السريع، ضيق التنفس، وخفقان القلب، مشيرا إلى أن هذه الأعراض قد تكون مؤشراً على وجود مشاكل مثل الذبحة الصدرية أو فشل القلب.
و أوضح أن الكشف المبكر هو المفتاح الأساسي للوقاية من تطور الحالة إلى مراحل أكثر خطورة، وأن أمراض القلب غالبًا ما تنشأ نتيجة ارتفاع ضغط الدم و زيادة مستويات الكوليسترول، وهي عوامل يمكن الوقاية منها من خلال اتباع نمط حياة صحي يتضمن الحفاظ على وزن مناسب، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والابتعاد عن التدخين، مؤكدا ان مرض السكري، و السمنة، والتدخين تعد من أهم المسببات المؤدية إلى أمراض القلب، وأن الفحص الدوري والمتابعة الطبية المستمرة تساعد في اكتشاف الأمراض في مراحل مبكرة، مما يزيد من فرص العلاج والوقاية .
كما شدد استشاري القلب على أهمية الكشف المبكر لجميع الفئات العمرية عند ظهور عرض او اثنين من الأعراض التي ذكرتها، لأن العديد من الأشخاص يعتقدون أن أمراض القلب لا تصيب إلا كبار السن، ولكن الحقيقة أن الشباب أيضًا عرضة للإصابة، ولهذا يعد الفحص المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات الخطيرة، وبيّن أن التوعية المستمرة وتثقيف المجتمع حول مخاطر العادات الغذائية السيئة ونقص النشاط البدني هي أمور أساسية للحفاظ على صحة القلب.
الأعراض المشابهة لأمراض القلب
و أشار (صبري) الى ان هناك بعض الأعراض التي تشبه أمراض القلب قد تكون ناجمة عن حالات أخرى غير مرتبطة مباشرة بالقلب، كخفقان القلب السريع يمكن أن يكون بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية وليس نتيجة مشكلة قلبية مباشرة، حيث ان فرط نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى إفراز كمية زائدة من هرمونات الغدة، مما يجعل القلب يعمل بسرعة أكبر وبشكل غير منتظم، وهو ما قد يسبب خفقانًا ملحوظًا وأحيانًا يشعر الشخص بأن هذه الأعراض ترتبط بالقلب، لكنها في الواقع ناتجة عن اختلالات هرمونية .
كما حذر من ان مرضى السكري لا يشعرون بالأعراض المعروفة للذبحة الصدرية مثل ألم الصدر بسبب تلف الأعصاب المرتبط بالسكري (الاعتلال العصبي)، و هذا التلف قد يعيق الشعور بالألم في الصدر الناتج عن نقص تدفق الدم إلى القلب، وبالتالي قد لا يشعر مريض السكري بالتحذيرات التقليدية للأزمة القلبية مثل الأشخاص الآخرين، فيجب عليه الانتباه ومراقبة انفسهم و الكشف و المتابعة مع الطبيب المعالج بشكل دوري.