شارك السفير طارق علي فرج الأنصاري، سفير دولة قطر لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، كمتحدث رئيسي وضيف شرف في حفل تخريج دفعة جديدة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والذي أقيم في القاهرة.
وفي كلمته خلال الحفل، قال سفير دولة قطر، إن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، لطالما جسدت روح العروبة وقيم ثقافتها الثرية، منوها في هذا الصدد بتعددية الأطراف بالأكاديمية والتي تميزها عن غيرها من الصروح الأكاديمية الأخرى.
كما عبر عن فخره بتخرج قيادات قطرية من هذه المؤسسة المتميزة، والذين أصبحوا اليوم نماذج يُحتذى بها في مجالاتهم، حاملين راية العلم والمعرفة عالياً، ومساهمين في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وكذلك مؤكدين أن التعليم هو السبيل إلى التقدم والازدهار، ومساهمين في بناء مستقبل مشرق لأمتنا.
وثمن جهود الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية، في قيادة هذه المؤسسة بكفاءة ورؤية واضحة، مما جعلها منارة تنير دروب المعرفة وتلهم الأجيال الجديدة، معربا عن سروره بحضور حفل تخريج الدفعة الأولى من فرع الأكاديمية بمدينة العلمين العريقة الشهر الماضي.
وقال المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية: "إن ما أرآه من نموٍ لهذا الصرح العربي، الذي نفتخر به، ما كان ليتحقق إلا بالتزامٍ مستمر وعمل دؤوب تحت قيادة الأكاديمية، وهو ما يهيئ للخريجين مستقبلًا واعدًا مليئًا بالفرص والآفاق، يكونون فيه قادة للتغيير وصناعًا للفارق"، مضيفا أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري - والتي هي أحد الكيانات المهمة تحت مظلة جامعة الدول العربية - تُمثل صرحًا علميًا متميزًا يجمع بين العلم والتكنولوجيا والإدارة، وتؤكد على أهمية التميز المستدام والتنمية وانتهاج البحث العلمي والتطوير.
وتابع "بحق لشرف عظيم أن أشهد معكم ثمرة جهودكم وتفانيكم.. فنحن هنا لنحتفل ليس فقط بتخرج دفعة جديدة من شبابنا العربي، بل أيضاً بتجسيد الأحلام والطموحات التي عانقتموها خلال مسيرتكم التعليمية".
وأوضح الأنصاري أن التحديات التي تواجه المنطقة العربية، تتطلب من خريجي الأكاديمية مواكبة التطورات السريعة في التكنولوجيا وتركيز الجهود على التخصصات العلمية، بما يصب في صالح مستقبل الأمة العربية، بالإضافة إلى الاطلاع على كافة تقارير ومخرجات منظمة الأمم المتحدة المتصلة بأجندة التنمية المستدامة، وأساسيات بناء النظام الدولي والتي منها: نزع السلاح والأمن الدولي، والاقتصاد والتنمية، وحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وشؤون الأسرة، والقضايا السياسية العالمية، فضلا عن أبرز الاتفاقيات العالمية والإقليمية.
ونوه في هذا الصدد، بحرص دولة قطر على ضمان تحقيق أعلى مؤشرات الجودة في كافة مدخلات ومخرجات العملية التعليمية بشكل يلبي احتياجات المجتمع، من خلال بذل الجهود المثمرة نحو تحقيق أهداف وأجندة التنمية المستدامة الأممية، خاصة الهدف الرابع وغاياته، ضمن أجندة التنمية المستدامة العالمية، الذي يُعنى بجودة التعليم، مع إعادة تصور مستقبل التعليم، وضمان حق التعليم كأحد حقوق الإنسان الأساسية.
ولفت إلى أن تلك الجهود "رسَّخت مكانتها في مجال التعليم والتنمية المستدامة، وأكدت حرص الدولة وقيادتها الحكيمة على تطوير المنظومة التعليمية وفق أحدث الطرق والأساليب التربوية والتقنية والابتكارية التي تواكب روح العصر، كون ذلك يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لها، بعد أن جعلت الاستثمار في التعليم الجيد دائما أحد أولوياتها القصوى، على المستويين الوطني والدولي.
في سياق متصل، قال السفير المندوب الدائم للدولة لدى الجامعة: “ إنه في عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم، يبرز الإعلام كقوة حيوية ومؤثرة في تشكيل الوعي العام وتعزيز الحوار البناء بين الثقافات والمجتمعات حيث لا يقتصر دوره على نقل الأخبار والمعلومات فحسب، بل يمتد ليكون جسراً يربط بين الأفكار والآراء، ووسيلة لتسليط الضوء على القضايا الملحة التي تمس حياة الأفراد والمجتمعات”.
وأوصى سفير قطر في هذا الصدد الخريجين وصناع القرار بانتهاج الإعلام الإيجابي كشريك حقيقي في نقل الأمل، والحذر من الإعلام الهدام الذي يستهدف أمتنا ويحاول تفريقنا، مستغلاً وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل المنتشرة في أيادينا، والهجمات السيبرانية التي باتت وسيلة سهلة لاستهدافنا؛ وهو ما يزيد من مسؤوليتنا تجاه عروبتنا ووطننا الكبير، مؤكدا ضرورة العمل على حماية ثقافتنا والإسهام في بناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل بين بلداننا العربية، وكذلك مع الحضارات والثقافات الأخرى.
كما أوضح أن التعايش المشترك مع الآخر وحضارته وثقافته أصبح واقعاً حقيقياً، وهو أمرُ محمود له من الفوائد العظيمة التي يمكن استثمارها في سبيل تحقيق التنمية والسلام، حيث بات الجميع يعيش في قرية عالمية، لافتا إلى أن التاريخ أثبت أن نهضة الأمم لا تتحقق إلا بتفاعل العلوم والتكنولوجيا بين مختلف الحضارات، منوها بأن العرب أسهموا في نقل العلوم والتكنولوجيا إلى الغرب، وهو ما يتطلب استعادة هذا الدور الريادي في عالم اليوم، منوها بمصر كبلد مضيف للأكاديمية والجامعة بأن لها تراث غني، ومكانة رائدة، تلعب – على إثرها - دورًا محوريًا في حفظ التوازن والأمن والاستقرار تحت قيادتها ومؤسساتها، وتلك عوامل مشتركة بين البلدين الشقيقين مصر وقطر.
وفي ختام كلمته، توجه سفير قطر بالحديث إلى الخريجين؛ قائلا: إن "الكثير منكم سيتولى مسؤوليات في المستقبل، وسيصبح بعضكم صناع سياسة في منطقة مليئة بالتحديات، وعالم يعرف لغة الاقتصاد والقوة والتفوق العلمي، وستعتمد نجاحاتكم على ذكائكم العاطفي، وإيمانكم بقيم العروبة، وقدرتكم على التعاطي مع التنوع الحضاري.. تذكروا ذلك دائماً واستعدوا لاتخاذ القرارات الصائبة".
حضر المناسبة شخصيات أكاديمية وأعضاء السلك الدبلوماسي وكل من وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحي ووزير العمل محمد جبران وفضيلة د. علي جمعة مفتي الديار السابق وأهالي الخريجين ومؤسسات الإعلام.
وثمن ورئيس الأكاديمية والمشاركون دور دولة قطر في الحوكمة والتنمية ودعم التعليم.