الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ذاكرة السويس.. قبل احتفالات أكتوبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى مثل هذا اليوم 26 سبتمبر 1974 منذ خمسين عامًا، أصدر الرئيس محمد أنور السادات القرار الجمهورى رقم 1540 لسنة 1974 باعتبار يوم 24 أكتوبر عيدًا قوميًا لمحافظة السويس والمقاومة الشعبية ليكون ضمن الأعياد الوطنية الرسمية، وذلك تقديرًا لشعب السويس وشباب المقاومة ضد العدو الإسرائيلى .

حيث تم تدمير جميع الدبابات الأمريكية الصنع من طراز سنتريوم وقتل عشرات الجنود والضباط الإسرائيليين، وتدمير أسلحة العدو من الآليات العسكرية والاستيلاء على بعض معداته وأسلحته ومنع المشروع الإسرائيلى باحتلال مدينة السويس واستغلال اسمها العالمي التي منحته لقناة السويس حتى تكون السويس رهينة مثل الجولان السوري فى محاولة شيطانية يائسة من أجل طمس انتصارات الجيش المصري البطل فى 6 أكتوبر 1973.

وقد جاء قرار الرئيس السادات استجابة للمطلب الشعبي الذي تقدم به محمد أبو المجد مرزوق ابن السويس وأمين الاتحاد الاشتراكي في ذلك الوقت بأن يتم تغيير عيد السويس القومى القديم "22 مارس" من كل عام ذكرى رفع العلم المصرى على معسكر ومطار الشلوفة للاحتلال الإنجليزى القريب حاليا من نفق الشهيد أحمد حمدي على أرض السويس بمنطقة الجناين.

وقد قرر الرئيس السادات عيد السويس القومي باعتباره الرمز الوطني المهم بتاريخ مقاومة الشعب المصري فى العصر الحديث وبعد سنوات طويلة على معركة رشيد 1807 ضد الاحتلال الإنجليزي.

وقد حيا السادات فى خطبة رسمية مقاومة شعب السويس البطل بقوله المأثور "إن السويس التى خرج شبابها لمقاومة العدو الاسرائيلي الذي قام بتدمير دباباته فى شوارع السويس فى هزيمة نكراء لم يكن يدافع عن المدينة ولكن كان يدافع عن مصر وشرف الامة العربية".

هذا غير اهتمام الرئيس السادات فى جلسة مجلس الشعب الشهيرة بسؤال قائد الجيش الثالث الميدانى اللواء احمد بدوى عن عدم تمكن إسرائيل من احتلال السويس وكان حريصًا رحمة الله عليه أن يزور السويس سنويًا ويوجه خطابًا خاصًا للاشادة ببطولة شعب السويس.

والآن يطرح أبناء السويس مجموعة من الاسئلة المهمة بعد 50 عامًا منها :

•      لماذا تم إلغاء عيد السويس القومى والمقاومة الشعبية من قائمة الاحتفالات الرسمية؟!

•      لماذا لم يتم إنشاء المتحف الوطني الذي يضم تاريخ اشرف معركة فى تاريخ المقاومة الشعبية ليكون المتحف مزارًا هامًا وانعاشا لذاكرة الانتماء الوطنى؟!

•      لماذا تم ترميم العمارة السكنية بمنطقة المثلث بحي الأربعين والتى تم تدميرها بسبب القنابل ونيران العدو الإسرائيلي وأطلق عليها عمارة الذكرى ووضع لافتة "حتى لا ننسى" وللأسف تم إزالة اللافتة وترميم العمارة ولم تعد شاهدًا على العدو الإسرائيلى الذى دمر 86% من مبانى السويس "مساكن – كنائس – مساجد – مصانع – طرق – كهرباء – مياه شرب"؟!

•      لماذا تم طمس شعارات وأغاني فرقة أولاد الأرض "الكابتن غزالى" من على سور حائط ورشة الوابورات بمنطقة المثلث بحي الأربعين والتى كانت تمثل جدارية وطنية بطول 500 متر وتم طمسها لتكون أشعار المقاومة فى النسيان؟!

•      لماذا تم تحويل حديقة الشهداء بحي الأربعين مرة بتأجيرها كافتيريا للمشروبات والالعاب ومرة تحويلها الى موقف لسيارات الاجرة والميكروباص؟!

•      لماذا تم الاعتداء على حديقة الخالدين أمام مبنى المحافظة وتحويل نصفها الى جراج للسيارات الملاكى والأجرة فضلا عن التعدي على الحديقة لإنشاء مبانى إدارية "دار للإفتاء – نقطة للحماية المدنية – مبنى لهيئة الرعاية الصحية" بالمخالفة الأخلاقية إلى رمزية حديقة الخالدين من الشهداء وبالمخالفة للمخطط العام للسويس؟!

وبعد يتساءل أبناء السويس لماذا كل هذا التجاهل لمحافظة لها تاريخ وطني والتى قال عنها الرئيس جمال عبد الناصر  فى قول مأثور "ما من بلد ارتبط اسمه بالتاريخ والكفاح المصرى كما ارتبط اسم السويس".

ومع قرب الاحتفال باليوبيل الذهبى للعيد "الـ50" لمحافظة السويس فإن الأمر مطروح الآن أمام المحافظ النشيط اللواء طارق حامد الشاذلي ورئيس الوزراء والقيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسى بأهمية الاستعداد لليوبيل الذهبي لمحافظة السويس بمشاركة لجنة شعبية وتنفيذية من أجل عيد وطني للسويس يليق بتضحيات شعبها البطل.