الأزياء فن وموهبة وعالم من الأسرار، الملابس تعبر عن تراث وحضارات للدول فهناك المصريين القدماء المعروفين عالميا بالأزياء والقطع التي تمثل حضارتهم التي نفذت وصممت منذ الاف السنين فظلت تلك القطع تعبر عنهم رغم تطور الموضة والتكنولوجيا فالمصري القديم ترك بصمة ثابتة ورائعة لم تتغير او يمحوها التقدم فالنوبة جزء من الحضارة والتراث المصري الحالي ومصر القديمة شاهدة على عظمة المصريين القدماء وحضارتهم الأشهر في العالم، لديهم عادات وتقاليد وملابس تختلف عن أي بلد في العالم يراها أي شخص يعجب بها لذلك خرجت فكرة انشاء اول براند نوبي عالمي من أبناء النوبة وحفيدتي المصريين القدماء "رابعة وفاطمة.
الشقيقتين أبناء النوبة رابعة فاروق وتوأمها فاطمة فاروق قررتا منذ سنوات انشاء براند نوبي مصري لتصميم الملابس النوبية والأفريقية وتركوا فيها اللمسة النوبية كما ان الملابس تواكب الموضة والأزياء الحديثة وفي فترة قصيرة من انشاء الماركة الخاصة بهم حققت نجاح وشهرة واسعة بدأت بشحن الملابس لمحافظات مصر ثم بعد فترة اصبح هناك طلب عالمي وشحن خارج مصر، وحصل البراند في أول ظهور له على اعجاب الالاف وعدد كبير من المصريين ساعدوا في الترويج لماركة مصرية تعبر عن حضارتها.
تقول "رابعة فاروق" خريجة كلية دار العلوم جامعة القاهرة، صاحبة البراند ومصممة الأزياء فيه انها وشقيقتها توجهتا لتصميم الأزياء بسبب حبهما لها من الصغر فكانت تصمم ملابسها بنفسها، وبعد زواجها بدأت تصميم الملابس لأطفالها وأخذ صور لهم يرتدون الملابس النوبية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت الملابس إعجاب الألاف، وأشارت إلى انها رغم اختلاف مجال دراستها إلا انها وجدت نفسها في مجال تصميم الأزياء، لذلك قررت هي وشقيقتها التوأم العمل في المجال الذي يحبوه منذ طفولتهم، واختيار الملابس النوبية بالتحديد هو أنهم من النوبة في الأصل، واقامتهم بالقاهرة بسبب الدراسة والعمل.
حبهم للنوبة وزيارتهم لها بشكل مستمر كان من أسباب القرار انشاء ماركة ملابس للأزياء النوبية ثم دمجها مع الأزياء الأفريقية حيث يرون أن بعض الملابس بينهم متشابهة وتتميز الملابس النوبية بألوانها وتصميماتها عن أي ملابس أخرى في العالم فرأت ان العالم يجب ان يرى هذه الأزياء والتراث ولكن بتصميمات حديثة تواكب الموضة والتقدم فلدى كل نوبي رغبة في نشر ثقافته وتراثه في العالم ومن ضمن نشاطاتها في الترويج لماركتها المشاركة في مهرجان دولي للازياء التي تقوم بتصميمها وتنفيذها.
كما عقدت جلسات تصوير قامت فيها بارتداء الملابس الأفريقية والنوبية ومنها جلسة في صيف عام 2020، فتلقت بسببها اتصالات من برامج ومجلات مهتمة بالأزياء، واقترحوا عليها ضرورة صنع الملابس النوبية، فمن هنا بدأت بخياطة الملابس وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتستخدم القماش الأفريقي في تصاميمها حيث تقوم باستيراده وأسست هي وشقيقتها المشغل الخاص بهم، وشكلوا فريق عمل يقوم بالخياطة، وبعد سنوات قليلة قاموا بتوسيعه حتى يتمكنوا من المشاركة في المعارض الدولية وواجهت الأختان صعوبة كبيرة في توفير الأقمشة في البداية لكن حلمهم بحفظ التراث كان هدف ليكملوا مشروعهم الذي بدأوه.
وبالرغم من نجاحهم كان هناك الكثير من الصعاب التي واجهتهما بجانب توفير الأقمشة وتصميم الأزياء وتصديرها لعدة دول خارج مصر، فالأمر تطلب الكثير من الاجتهاد والاستمرار بجانب تطوير الموهبة التي احتاجت اتقانها اكثر واكثر في البداية عن طريق الكورسات، ولكن في النهاية اصبح الحلم حقيقة والتعب والمجهود الذي بل كان له نتيجة واضحة وعرف الكثير بالمنتج الخاص بهم واعجب الالاف وعليه اقبال من كل مكان.