دائمآ ما تكون الخلافات المتكررة بين الزوجين هي الشرارة التي لو لم يتم تداركها لتحول المنزل الذي كان شاهدًا علي تجمع الأسرة إلي مسرح جريمة يقتل فيه أحد الطرفين رفيق دربه ونصفه الثاني؛
هناك في مدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، كانت "ثريا م"، السيدة التي تبلغ من العمر 37 عامًا، تعيش مع زوجها "عادل ش" صاحب ال 45 عامًا، وأبنائهما، محاولين أن يتجاوزوا الصعوبات الحياتية التي تواجه الكثير من الأسر، ولكن الخلافات المستمرة بين الزوجين جعلت حياتهما تنقلب رأسًا على عقب عندما نشبت بينهما مشادة كلامية في تلك الليلة، بسب المنزل الذي كان مسجلاً باسمها منذ عامين.
أصر الزوج على أن تتنازل له زوجته عن ملكية المنزل حتى يتمكن من بيعه وشراء منزل أصغر، كان هدفه من ذلك توفير أموال، لكن الزوجة رفضت التنازل عن المنزل، لأنه كان بالنسبة لها الملاذ الأخير الذي يؤمن لهم الاستقرار بعد كل ما مروا به من أزمات وخلافات مستمرة.
المرأة والساطور
لم يكن الخلاف مجرد نقاش عادي؛ بل تصاعد بسرعة إلى درجة التهديد بالعنف، حيث فقد زوجها السيطرة على نفسه وهددها باستخدام ساطور إذا لم تسلمه أوراق المنزل، في تلك اللحظة، شعرت بالخطر على حياتها وقررت الدفاع عن نفسها.
وفي مشهد مؤلم، تمكنت "ثريا" من انتزاع الساطور من يد زوجها وضربته به مباشرة في صدره، لكنها لم تتوقف عند هذا الحد، حاول عادل استعادة الساطور منها، لكن ذلك أدى إلى بتر أصبعيه، الخنصر والبنصر من يده اليمنى.
الضحايا زوج وابن
ما زاد الوضع سوءًا هو محاولة ابنهما "مصطفى"، الذي كان حاضراً في المشاجرة، التدخل لفض الاشتباك بين والديه، خلال هذا التدخل، أصيب الابن بجرح متهتك في كف يده اليسرى وقطع في أوتارها، كانت تلك اللحظات مليئة بالفوضى والدماء، حيث انهارت الأسرة أمام نفسها.
"ثريا" بعد أن تسببت في هذه الإصابات، ألقت بأصابع زوجها المبتورة في القمامة دون أن يحرك لها ما حدث ساكنا.
تفاصيل الواقعة
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة طهطا بمديرية أمن سوهاج كانت بتلقي رئيس وحدة المباحث إشارة من المستشفى تفيد باستقبال عامل مصاب بجرح طعني نافذ في صدره وبتر أصبعيه، وكذا استقبال نجله "مصطفى" مصابا بتهتك في كف يده.
بالإنتقال وسؤال المصاب الأول "عادل" والذي قدم شهادته ضد زوجته، متهمًا إياها بالاعتداء عليه وعلى ابنهما مستخدمة الساطور، وأكد المصاب الثاني رواية والده، مشيرًا إلى أن الخلاف نشب حول مسألة بيع المنزل.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهمة واقتيادها إلي ديوان القسم، وبالعرض علي النيابة العامة والتي قررت حبس ثريا أربعة أيام على ذمة التحقيق، وتم تجديد حبسها لمدة 15 يومًا.