يحتفل العالم باليوم العالمي للغة الإشارة في 23 سبتمبر من كل عام، وتم تحديد هذا اليوم من قِبل الأمم المتحدة في ديسمبر 2017 ليكون مناسبة دولية لرفع الوعي حول أهمية لغة الإشارة في تعزيز حقوق الصم ودمجهم في المجتمع.
وفي ضوء الاحتفال هذا اليوم أعلنت شركة (أر إيه تي بي) المسؤولة عن إدارة وتشغيل الخط الأخضر الثالث لمترو القاهرة والقطار الكهربائي الخفيف "قطار العاصمة"عن خطوة هامة لدعم ذوي الهمم من خلال إدخال لغة الإشارة ضمن منظومة المعلومات المتاحة لركاب القطار الكهربائي الخفيف كتجربة أولية، ويشمل تقديم خدمات بلغة الإشارة مثل توفير صراف تذاكر مخصص، وعرض فيديوهات توعوية داخل القطارات، وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في مصر.
ويظهر في السنوات الاخيرة اهتمام مصر المتزايد بدعم حقوق ذوي الهمم، خاصة الصم وضعاف السمع، وبدأت في إطلاق عدد من المبادرات لدعم لغة الإشارة، وتوفير بيئة داعمة لهم للتواصل والتعليم، منها:
مبادرة "قد التحدي" لتمكين ذوي الهمم
في عام 2019، أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي مبادرة "قد التحدي"، التي تهدف إلى تمكين ذوي الهمم من خلال تقديم خدمات شاملة تشمل تعليم لغة الإشارة، تضمنت هذه المبادرة إنشاء مراكز متخصصة لتدريب المعلمين على لغة الإشارة، وتطوير موارد تعليمية تساعد في تمكين الصم من التواصل بشكل أفضل مع المجتمع.
برنامج "المترجم الإشاري" من وزارة الاتصالات
في إطار جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدعم ذوي الهمم، أطلقت الوزارة برنامج "المترجم الإشاري" في عام 2020، هذا البرنامج يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتوفير تطبيقات ذكية تقدم خدمات الترجمة الفورية بلغة الإشارة، يُستخدم هذا التطبيق في المؤسسات الحكومية والقطاعات الخدمية لتسهيل تواصل الصم مع مختلف الجهات وتلبية احتياجاتهم بشكل أسرع وأكثر فعالية.
مبادرة الأزهر الشريف لتعليم لغة الإشارة
أطلق الأزهر الشريف مبادرته الرائدة لتعليم لغة الإشارة في عام 2021، وهي خطوة استباقية لدمج ذوي الهمم داخل المؤسسات التعليمية الدينية، المبادرة تستهدف تقديم تعليم ديني وثقافي لطلاب الصم وضعاف السمع عبر لغة الإشارة، بالإضافة إلى تدريب معلمين متخصصين لضمان جودة التعليم المقدم لهؤلاء الطلاب.
لغة الإشارة تعزز ثقة الاصم والبكم بنفسه
قالت فاطمة ياسين معلمة لغة إشارة لـ( البوابة نيوز) معلمة لغة الإشارة عن تجربتها في تعليم هذه اللغة لطلابها، انها تعلمت لغة اللإشارة في 2018، حيث انها خريجة كلية التربية رياض أطفال، وارادت ان تتخصص في تعليم الأطفال من ذوى الهمم، فبدأت ان تتعلم لغة الإشارة لتترجم المناهج الدراسية للطلاب بلغة الإشارة.
وأضافت ان لغة الإشارة ليست فقط وسيلة للتواصل للصم والبكم، بل أنها لغة تعزز ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم استقلالية هوية خاصة بهم، لأن لديهم حساسية شديدة تجاه عدم قدرتهم على التواصل مع الاخرين، لأنهم يكونوا قادرين على المناقشة والابداع ولكن لا توجد لغة يستطيعوا من خلالها إبداء رأيهم.
كما أنها أشارت إلى ان هؤلاء الفئة من ذوى الهمم ينزعجوا بشدة لعدم وجود محتوى إعلامي وفني خاص بهم و ليس محتوى مترجم بلغة الإشارة، وضحة أن على رغم من سرعة بديهة هؤلاء الاشخاص و لكن احيانا كثيرة يُشتت انتباهم من عدم توافق سرعة اداء المشاهد التمثيلية مع حركات لغة الإشارة، حيث ان لغة الإشارة يجب ان تؤدى حركاتها ببطء لينقل المعنى و الشعور الذي يتضمنه الإشارة، وهذا لا يتماشي مع سرعة الكلام الطبيعي.
بينما قالت ياسمين أبو زيد لـ( البوابة النيوز)، أنها أم لتوأم ( جوري-ياسين) 8 سنوات، أنها لاحظت بعد ولادتهم انهم لا يلتفتون للأصوات، فسارعت بالكشف عليهم، لتكتشف ان جوري تعاني ضعف سمع، و تم تشخيص ياسين انه اصم، فبدأت رحلة تعليم اولادها لغة الإشارة اولا و الحقتهم بمدارس متخصصة لهم، ولكنها أشارت إلى أن دراسة اولادها المناهج والمقررات الدراسية ليست العائق بالنسبة لهم ليعيشوا حياة طبيعية، بل أنهم يجدوا اشخاصا يستطيعوا ان يتواصوا معهم بلغتهم في العموم، ليتبادلوا معهم الاحاديث و الاراء و يندمجوا في المجتمع، ولا ينزوا مع زملائهم من الصم و البكم في عالم وحدهم، ولكن مؤخرا لاحظت أن هناك اهتمام متزايد من قبل الإعلام أو الأشخاص الذين تقابلهم بالصدفة، حيث أنها لاحظت انهم على معرفة ببعض الإشارات مما يسعد اطفالها بشدة.