قال الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، ورئيس مجلسي إدارة وتحرير «البوابة نيوز»، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لديه مشكلة رئيسية ليس مع اليمين المتطرف فقط، ولكن مع اليسار المتطرف أيضًا؛ لأن اليسار المتطرف لديه سياسة مختلفة عن السياسة الوسطية التي تحكم فرنسا منذ فترة طويلة للغاية.
وأضاف "علي" خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول تجميع بعض الأحزاب من أجل تشكيل وزارة قادرة على تسيير البلاد إلى الأمام، من أجل إيجاد حل لبعض المشاكل مثل مشكلة الموازنة العامة، خاصة أن هناك بعض الأزمات حول فرض ضرائب جديدة، موضحًا أن إسناد حقيبة الداخلية في فرنسا لـ"برونو روتايو" زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ مغازلة واضحة لحزب الجبهة الوطنية بقيادة مارين لوبان، لكي يُصوِّت لصالح الحكومة اليمينية في البرلمان.
وعقب الدكتور عبد الرحيم علي، على تشكيل حكومة يمينية متطرفة في فرنسا برئاسة ميشيل بارنييه، قائلًا: "هذه ولادة متعثرة لحكومة جاءت في توقيت صعب، خاصة أن الموازنة الفرنسية تُعاني من أزمات ومشاكل كبيرة للغاية"، موضحًا أن التوقعات كانت تُشير إلى حصول حزب الجبهة الوطنية على الأغلبية المطلقة، ولكن بسبب حدوث مجموعة من التحالفات البعيدة عن فلسفة الديمقراطية والليبرالية الفرنسية، من خلال إخلاء دوائر لمرشحين بعينهم من أجل الانتصار على الجبهة الوطنية، حدثت النتائج الحالية في الانتخابات الفرنسية.
وأوضح أنه يعرف زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ برونو روتايو بشكل جيد الذي أسندت إليه وزارة الداخلية في فرنسا، وتربطه به علاقة صداقة منذ عام 2017، وقام بزيارته مرارًا عندما كان زعيمًا للأغلبية في مجلس الشيوخ، معقبًا: "هذا الرجل لديه موقف عنيف ضد الإسلام السياسي بشكل عام مثل الإخوان والتنظيمات المتطرفة، ووقف بقوة وراء قانون الهجرة، وقانون الانفصالية "احترام القيم الجمهورية".
ولفت إلى أن معظم الإسلاميين في فرنسا تحالفوا مع التحالف اليساري، وهذا كان أمرًا عجيبًا للغاية، لأن الإسلاميين بهذا التحالف أعطوا أصواتهم لبعض ملاك المجلة التي كانت تنشر صورًا مُسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، مؤكدًا أن تحالف الإسلاميين في فرنسا مع التحالف اليساري كان مكايدة في اليمين، موضحًا أن الإسلاميين راهنوا على مجيء وزير داخلية يستبعد عنهم معظم التحقيقات، ويُخفف من حدة قانون الهجرة، ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، حيث جاءت حكومة يمينية متطرفة، وهذا يُمثل كابوسًا شديدًا على الإسلاميين.
وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد فتح الكثير من التحقيقات التي كانت متوقفة في فرنسا مثل ملف تمويل جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، معقبًا: “هذه التحقيقات ستتحرك إلى الأمام الفترة المقبلة”، مطالبًا قادة الدول العربية، خاصة وزراء الداخلية العرب بمساندة وزير الداخلية الفرنسي في محاربة التطرف، قائلاً: "عليكم مد يد العون لوزير الداخلية الفرنسية للكشف عن العناصر الإرهابية، خاصة أن هذا الرجل يريد القضاء على التطرف، خاصة في فرنسا".