الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

تفجيرات لبنان تثير تساؤلات حول مستقبل الهجمات السيبرانية.. هل هواتفنا المحمولة في خطر؟ خبراء أمن معلومات: تفخيخ الأجهزة الشخصية سابقة لم تحدث من قبل وقد تفتح الباب أمام مزيد من الصراعات

تفجيرات البيجر في
تفجيرات البيجر في لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هجوم متزامن ومخطط وقع في تمام 3.30 دقيقة مساء يوم الثلاثاء الماضي، تسبب في إصابة أكثر من 3 آلاف شخص، وأودى بحياة 37 شخصًا على الأقل في العاصمة اللبنانية بيروت ومنطقة الجنوب اللبناني، حتى مساء يوم أمس الجمعة، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام العديد من الأسئلة حول مستقبل الهجمات السيبرانية، وما إذا كانت الأجهزة المتنقلة مثل الهواتف والحواسب في خطر أو معرضة للتفجير على غرار أجهزة البيجر والووكي توكي التي تم تفجيرها في لبنان. 

تفجيرات البيجر في لبنان 

الهجوم السيبراني كان له صدى واسع في العالم، نتيجة لارتفاع عدد صحابا حوادث تفجير نحو 3 آلاف جهاز لاسلكي تنوعت بين أجهزة "بيجر" و"ووكي توكي"، تعتمد عليها عناصر حزب الله اللبناني في اتصالاتهم ومراسلاتهم. 

كيف تم اختراق أجهزة البيجر؟

بعد اختراق دوائر الاتصالات اللاسلكية، أشارت بعض التكهنات إلى أن أجهزة البيجر قد تكون تعرضت لهجوم قرصنة معقد تسبب في انفجارها، ولكن خبراء أمن المعلومات استبعدوا هذه النظرية نتيجة لاتساع حجم الأضرار الناجمة عن الانفجارات، ورجحوا أن تكون الأجهزة قد تم تجهيزها بالمتفجرات قبل أن تصل إلى حيازة حزب الله، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". 

كيف تم تفجير الأجهزة؟

أظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام المحلية أن الضحايا قبل التفجير كانوا يمدّون أيديهم إلى جيوبهم في الثواني التي سبقت تفجير الأجهزة، ما تسبب في فوضى في الشوارع والمتاجر والمنازل في جميع أنحاء لبنان، وخلصت السلطات اللبنانية إلى أن الأجهزة تم تفجيرها بواسطة "رسائل إلكترونية" تم إرسالها إليها، وفقًا لرسالة من البعثة اللبنانية إلى الأمم المتحدة، التي اطلعت عليها وكالة رويترز.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين أن أجهزة الإرسال تلقت رسائل بدت وكأنها آتية من قيادة حزب الله قبل التفجير. وذكرت الصحيفة أن الرسائل بدت وكأنها قد قامت بتفعيل الأجهزة.

هل هواتفنا في خطر؟ 

في هذا الشأن نقلت قناة الحرة الأمريكية عن الخبير التكنولوجي، عمر سامي، قوله أن "تفجير أجهزة البيجر والووكي توكي الخاصة بحزب الله تم عن طريق زرع متفجرات داخل الأجهزة بعد تصنيعها وقبل تصديرها إلى لبنان".

وأفاد سامي أنه "في نفس عملية وضع المتفجرات داخل الأجهزة تم تعديل البرمجيات، بحيث يتم إصدار أمر بالتفجير فور وصول رسالة محددة من الجهة التي قامت بهذا العمل "في الغالب وحدة 8200 للحرب الإلكترونية بالجيش الإسرائيلي"، موضحًا أن "الأجهزة التي تم تفجيرها خاصة بشحنة تم تصديرها إلى لبنان منذ بضعة أشهر، ويوجد داخل جهاز البيجر المستخدم مكان يتسع من 30 إلى 60 غراما من المتفجرات بالإضافة لوحدة المفجر".

وشدد على أنه "لا يمكن لأي تكنولوجيا تفجير أي جهاز إلكتروني محمول عن طريق زرع برنامج خبيث أو فيروس أو اختراق إلكتروني مهما كان تطوره، مما يؤكد أن الأجهزة تم تفخيخها بالمتفجرات قبل تفجيرها بالرسائل، 

وأشار سامى إلى أنه "لتفجير أي جهاز إلكتروني محمول مثل البيجر أو الووكي توكي أو حتى الهاتف المحمول، يجب وضع عبوة متفجرة داخله ثم يتم بعد ذلك تعديل برمجياتها كما حدث في التفجيرات الأخيرة".

في هذا الشأن، قال أحمد السخاوي، خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، إن الهجوم السيبراني الإسرائيلي الذي استهدف عناصر حزب الله في لبنان، من خلال اختراق أجهزة النداء الألي "البيجر"، وأجهزة اللاسلكي "ووكي توكي"، تؤكد أن الحرب السيبرانية العالمية قد بدأت ومن المنتظر أن تلقي بظلالها على العالم. 

وأوضح السخاوي في تصريحات تليفزيونية أن الأجهزة التي انفجرت في لبنان "البيجر" لا تعتمد على الشبكات الخلوية كالهواتف، وتعد آمنة على الأشخاص المعرضين لمشاكل صحية بسبب الشبكات الخلوية، لذا فإن أجهزة البيجر يتم الاعتماد عليها في المستشفيات والمراكز الأمنية.

وتابع: "تفجيرات لينان وقعت نتيجة لزرع متفجرات في أجهزة البيجر أو اختراق خوادم "سيرفرات" الأجهزة، موضحًا أن "طبيعة الانفجار ترجح أنها تمت عن طريق زرع المتفجرات في الأجهزة وليس عن طريق السيرفرات".

 

من جهته، قال الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن السمة الأبرز في تفجيرات لبنان هو استخدام التكنولوجيا في تفخيخ الأجهزة الشخصية، وهي سابقة لم تحدث من قبل، وهذا الفعل قد يفتح الباب أمام مزيد من الصراعات. 

وأضاف "عزام" أن العالم به أكثر من 5 مليارات هاتف ذكي وحوالي 250 مليار جهاز متصل بالإنترنت، وهذه النوعية من التكنولوجيا تُغير من شكل التسليح ومن استخدامات الأجهزة التكنولوجية والرقمية، لذا يجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف لاستبعاد هذه النوعية من الحروب السيبرانية.