حذرت صحيفة "التليجراف" البريطانية من خطورة النزيف المستمر لرأس المال من الصين، مؤكدة أن هذا مؤشرا خطيرا على حالة الاقتصاد الصيني المتردية، وأن هذا "النزيف" قد يُؤثر بشكل كبير على الاقتصادات الغربية.
وذكرت الصحيفة أن حالة الاقتصاد الصيني، التى توصف بالمتردية، دفعت إلى زيادة غير مسبوقة فى هروب رأس المال، كثيرا منه غير قانوني، وبالتالى لا يتم الإبلاغ عنه.
وأشارت إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينغ، على الرغم من محاولاته وقف تدفق ثروات الشركات، لم يتمكن من منع هجرة الأفراد الأثرياء الذين ينقلون مليارات الدولارات إلى الخارج عبر طرق سرية مثل العمل المصرفى الموازي. وتوقعت "التليجراف" أن يغادر نحو ١٥ ألف صينى من الأثرياء جمهورية الصين الشعبية هذا العام إلى ملاذات آمنة مثل الخليج أو اليابان، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن العام الماضي.
وتلقى "التليجراف" باللوم على سياسات شى جين بينغ فى هجرة الأثرياء الصينيين، حيث تصفها بـ"اللاإنسانية" التى تُجعل الحياة لا تطاق بالنسبة لهم. وتُشير الصحيفة إلى انعدام الثقة الشديد من جانب شى جين بينج، واضطهاده وتعطيله لرجال الأعمال الناجحين، وعدم قدرته على معالجة الأسباب الرئيسية للركود الاقتصادى والانحدار، وأبرزها سوق العقارات المشوهة والعلاقات المتوترة بشكل متزايد مع الشركاء التجاريين الأجانب الرئيسيين والمخاوف بشأن التعريفات الجمركية والعقوبات المستقبلية المرتبطة بعلاقة أوكرانيا وتايوان.
صراع الصين مع الغرب
الصراع المتصاعد الذى يخوضه بوتين فى أوكرانيا يعتمد إلى حد كبير على الدعم الصيني، فبدلًا من إعطاء الأولوية للازدهار المحلي، ينفق شى جين بينغ مبالغ أكبر كثيرًا على المراقبة الرقمية فى الداخل وتوسيع النفوذ العسكرى فى الخارج، بما فى ذلك أسرع انتشار للأسلحة النووية منذ الحرب الباردة.
وسمحت رعاية بكين لكيم جونج أون بالعودة علنًا إلى سباق التسلح النووي، وإيران عضو آخر فى هذه المؤامرة، وقضيتهم المشتركة هى التفوق على الولايات المتحدة، بحسب التليجراف.
وتوضح "التليجراف" أن شى جين بينج لا يرغب فى إحياء حالة مستقرة فى أى جانب من جوانب العلاقات مع الغرب، وأن هدفه هو الانخراط فى شراكات مالية وتجارية أجنبية تخدم أجندته العسكرية والسياسية، التى تعارض بشكل مباشر المصالح الغربية. وتشدد الصحيفة على أن الصين تستخدم فوائضها التجارية للتصعيد من الصراع والمنافسة مع الغرب.
وتُذكر "التليجراف" أن الصراع فى أوكرانيا، الذى يخوضه بوتين، يعتمد بشكل كبير على الدعم الصيني، وأنه بدلًا من إعطاء الأولوية للازدهار المحلي، ينفق شى جين بينغ مبالغ أكبر على المراقبة الرقمية داخل الصين، وتوسيع النفوذ العسكرى فى الخارج، بما فى ذلك أسرع انتشار للأسلحة النووية منذ الحرب الباردة.
وتختم "التليجراف" مقالها بتحذير صريح، تُؤكد فيه أن استيراد السيارات الكهربائية الصينية يشكل "منافسة نظامية" تُهدد الأمن الوطني للدول المستوردة، وتعمل على تقويض جهود الحلفاء والشركاء. وتدعو الصحيفة إلى ضرورة الوعى بمخاطر التعامل مع الصين، والتعامل معها بحذر شديد.