أعادت انفجارات أجهزة الاستدعاء الآلي "البيجر" في لبنان إلى الأذهان الحروب العابرة للقارات، فإذا كانت انفجارات "البيجر" في لبنان قد وقعت بشكل متزامن مساء الثلاثاء الماضي وتسببت في مقتل وإصابة نحو 4 آلاف من عناصر حزب الله اللبناني، إلا أنه مع بداية الألفية الثالثة، وبالتحديد بعد أحداث 11 سبتمبر 2011 كان العالم على موعد مع حرب بيولوجية عالمية أثارت الفزع بين الأوساط السياسية في العالم عندما أرسلت سلالات معدلة في المختبرات من الجمرة الخبيثة إلى سياسيين ومكاتب إعلامية أمريكية بعد أيام قليلة من هجمات 11 سبتمبر في هجوم ملحوظ عام 2001.
الجمرة الخبيثة سلاح الألفية الجديدة
وبالنظر إلى الفزع الذي انتاب العالم بداية الألفية الجديدة بالتحديد في 2001 بعد انتشار مراسلات تحوي الجمرة الخبيثة، فقد كشف مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية "CDC"، أن الجمرة الخبيثة عن طريق الاستنشاق هي الشكل الأكثر فتكا من المرض، وهو ما يسببه استنشاق الجراثيم. وبدون علاج، يكون المرض مميتا في معظم الأحوال، ولكن مع العلاج القوي، ينجو حوالي 55 في المئة من المرضى.
وتحولت الجمرة الخبيثة إلى سلاح بيولوجي نظرًا لسهولة العثور عليها في الطبيعة، حيث جرى إنتاجها في المختبر، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة في البيئة، حيث يتطلب الأمر الوصول إلى مرافق التكنولوجيا الحيوية المتطورة إلى حد معقول، وإلى المصدر الأصلي لبكتيريا الجمرة الخبيثة لبدء عملية استزراعها، بحسب مركز السيطرة على الأمراض.
وتكمن خطورة الجمرة الخبيثة أيضا في أنه يمكن إطلاق سراحها دون أن يلاحظ أحد. ويمكن وضع الجراثيم المجهرية في المساحيق والبخاخات والطعام والماء، ويصعب رؤيتها أو شمها أو تذوقها.
انتشار الجمرة الخبيثة في أفريقيا 2023
وفي 2023 أكدت منظمة الصحة العالميةوجود حالات تفش لمرض الجمرة الخبيثة في شرق أفريقيا وجنوبها، حيث تم تسجيل أكثر من 1100 حالة مشتبه بها سجلت، من بينها 37 حالة مؤكدة و20 حالة وفاة ذات صلة بالمرض في الأشهر الأخيرة في كينيا، وملاوي، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوي، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض متوطن في تلك البلدان، مع تفش موسمي له كل عام.
ومن بين الدول الخمس، شهدت زامبيا أكبر انتشار للمرض، إذ تأثرت تسع من مقاطعاتها العشر. وتقول منظمة الصحة العالمية، إنه حتى 20 نوفمبر2023، أبلغت زامبيا عن 684 حالة مشتبها بها، و25 حالة مؤكدة وأربع وفيات.
انفجارات "البيجر" في لبنان
وشنت إسرائيل هجوم إلكتروني استهدف أجهزة الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الاستدعاء الآلي "بيجر" والتي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان وسوريا، مساء الثلاثاء الماضي، الأمر الذي أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة 3539 آخرين، حسبما أكدت وزارة الصحة اللبنانية التي أكدت أن ما لا يقل عن 170 شخصًا في حالة حرجة.
وتعهد حزب الله بالرد على هجوم إسرائيلي أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وإصابة الآلاف في جميع أنحاء لبنان، الثلاثاء، عندما انفجرت أجهزة اتصال تابعة لحزب الله، مما كشف عن خرق أمني هائل وإظهار حجم الاستخبارات الإسرائيلية.
الشركة المصنعة لـ"البيجر": الأجهزة المتفجرة مصدرها أوروبي
وقد تزايدت التكهنات حول كيفية استغلال أجهزة الاتصال اللاسلكية منخفضة التقنية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، أن إسرائيل أخفت متفجرات داخل مجموعة من أجهزة النداء التي تم طلبها من الشركة المصنعة التايوانية Gold Apollo والموجهة إلى حزب الله. وأضافت أن مفتاحًا تم تضمينه لتفجيرها عن بعد.
وصرح مؤسس ورئيس شركة" "Gold Apollo، هسو تشينغ كوانغ للصحفيين، الأربعاء، أن أجهزة النداء المستخدمة في الهجوم صنعها موزع أوروبي، مضيفا أن شركته وقعت عقدًا مع الموزع لاستخدام العلامة التجاريةGold Apollo.، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.