في حالة غضب عارمة أقدم عمال النظافة على نثر القمامة في جميع شوارع تعز الخاضعة لإدارة حزب (الإصلاح) "الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن"، ذلك كان احتجاجًا و إضرابًا على تأخر صرف رواتبهم، وتعنت جماعة الإخوان معهم فيما يخص الرواتب، ذلك بحسب مواقع محلية.
وقاموا العمال بنقل أكياس القمامة من داخل البراميل الخاصة بها ونثروها في الشوارع الممتفرقة بتعز ، ووصفوا تلك التصرفات بالتخريب والفوضى والإضراب عن العمل حتى يتم محاسبتهم، حتى لا تيتكرر الأمر ثانية معهم.
وكانت قد أكدت نائبة مدير عام صندوق النظافة والتحسين بتعز، " ارتفاع القباطي "، أن هناك مطالب حقوقية مشروعة لعمال النظافة يجب تحقيقها.
وأوضحت القباطي في تصريح، أن هناك عمال تم استبعادهم من كشوفات الرواتب والتوظيف لمصلحة تعيين عمال جدد، وهذا الأمر أثر على العمال والموظفين القدامى و اثار غضبهم.
وأوضحت، أن الإصلاح لم يكتفي بالتعنت في دفع الرواتب بل قام بتهميش المهندسين في ورشة الصيانة في مشروع النظافة وتوقيف مستحقاتهم، كما قام بالتعاقد مع ورشة خاصة تتبع أحد أقارب مديرة الصندوق.
وأشارت القباطي، إلى أن عمال النظافة المحتجين قاموا بعمل مذكرات إلى مديرية الصندوق والمحافظ ووكلاء المحافظة، وتم طلب تحديد موعد من المحافظ حتلا يتم معالجة قضايا عمال النظافة، ولكن لم يكن هناك أي تجاوب.
وأكدت القباطي، أن عمال النظافة عندما طالبوا بحقوقهم المشروعة شنت الأجهزة الأمنية بحزب الإصلاح حملات اعتقال طالت النقابيين والعمال في منازلهم.
وواصلت:" إن طقماً من قسم 26 سبتمبر بمدينة تعز، قام خلال الساعات الماضية بإعتقال الناشط النقابي والحقوقي محمد ناجي شعبان، و ذلك بعد مداهمة منزله واقتياده إلى سجن إدارة الامن، وكان ذلك على خلفية مطالبته بحقوق ومستحقات عمال وعاملات النظافة.
مشيرة، إلى أن الطقم الأمني اجبر بعض العمال والعاملات على العمل بالقوة و بالعنف، مهددين إياهم بالسجن، الأمر الذي تسبب في غضب
إيرادات الصندوق
والسبب الحقيقي وراء أزمة عمال النظافة في تعز هو " إيرادات الصندوق"، وهو صندوق تقوم المنظمات الدولية بوضع أموال فيه للأهتمام بالبيئة و النظافة في اليمن بشكل عام.
هذا ما أكدة الصحفي اليمني، عمران صبحي، إذ قال :" إن قيادات جماعة الإخوان و جماعة الحوثي يتقاسمون إيرادات صندوق القمامة و النظافة، ويرفضون أعطاء العمال حقوقهم المشروعة، على الرغم أن تلك الأموال لم تكن في البداية من حقهم.
وأكد في تصريح خاص لـ " البوابة نيوز"، أن من ضمن المنظمات التي تساهم في الصندوق و تدفع أموال كثيرة بهدف الحفاظ على البيئة، منها منظمة " كير " تبك المنظمة تدعم ترحيل النفايات، وكذلك منظمة " مارسيكور" و تدعم تنظيف الشوارع، و رغم ذلك العمال منذ سنة و 8 أشهر لم يتقاضوا أجورهم.
الحميات الفيروسية والكوليرا
انعكست أزمة عمال النظافة و انتشار القمامة في شوارع تعز، بشكل سلبي على الوضع البيئي للمدينة، خصوصًا أن المعدات الخاصة بصندوق النظافة والتحسين تم نهبها منذ فترة، وهو أمر الذي ادى تراكم النفايات ومخلفات البناء ومخلفات الصرف الصحي وغيرها، وفي كثير من الأحيان يتسبب تراكن القمامة في انتشار الروائح الكريهة والذباب والبعوض.
وفي ظل التكدس المستمر لمئات الأطنان من النفايات، و بالتحديد على طول مجرى السيول، التي تمتد من منطقة أسفل جبل صبر جنوبًا، مرورًا بعدد من الأحياء السكنية، وصولًا إلى سد العامرة شمالًا، تراجع عمل القنوات، التي من المفترض انها أنشئت بهدف تصريف مياه الأمطار، الأمر الذي تسبب في انتشار الأمراض الوبائية و الفيروسية منها الكوليرا.