الأربعاء 18 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لـ"الثقافة والتعليم": نسعى لحماية الآثار المصرية من التهريب

رفيق منصور نائب مساعد
رفيق منصور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

غدًا الثلاثاء، تطلق الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية، مشروع جديد لرقمنة أرشيف المتاحف في مصر، الأمر الذي سيساعد في مكافحة تجارة الآثار غير الشرعية. ويشارك في إطلاق المشروع من الجانب الأمريكي رفيق منصور، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الثقافة والتعليم، ممثلًا لحكومة الولايات المتحدة.

وعلى هامش زيارته للقاهرة، التي تستمر عدة أيام، نظّم المكتب الصحفي للسفارة الأمريكية، لقاء لـ "منصور" مع عدد من ممثلي الصحف المصرية الكبرى، من بينها "البوابة نيوز"، في حديث امتد لما يقرب من 40 دقيقة، تناول العلاقات الثقافية والتعليمية بين مصر والولايات المتحدة؛ إضافة إلى التعاون المشترك في مجالات الحفاظ على الآثار والتراث الثقافي المصري. 

 

رفيق منصور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الثقافة والتعليم يتحدث لـ “البوابة نيوز”

بلغة عربية، وباللهجة المصرية، تحدث منصور طيلة اللقاء، مشيرًا إلى أنه من أصل مصري "أنا مولود في مصر، وعشت فيها إلى أن بلغت الخامسة عشرة من عمري، وهذا هو سبب إجادتي للعربية. بعدها هاجرت مع والديّ إلى الولايات المتحدة، التي صرت جزء منها. ومنذ ما يقرب من 25 عاما التحقت بالعمل في الدبلوماسية الأمريكية، وتدرجت في المناصب حتى توليت منصبي الحالي".

وأشار منصور إلى أن قصته تعّد نموذجا لما يُطلق عليه "الحلم الأمريكي"، وقال: "الولايات المتحدة، كما نعرف، بلد مليء بالتعددية ويسمح للمرء بالاجتهاد بغض النظر عن اللون والديانة. هكذا تجدني، الشاب القادم من مكان بعيد عن القارة الأمريكية، صرت في هذا المنصب".

الحفاظ على الآثار

عند الحديث عن الآثار المصرية، وصفها منصور بأنها "كنز"، ليس فقط بالنسبة لمصر ولكن للعالم أجمع، كما قال. مؤكدًا أن الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي لديهم اهتمام بالغ بالحفاظ على التراث الثقافي والأثري المصري.

وقال: "في الأعوام الثلاثين الأخيرة قدمت الحكومة الأمريكية دعم بقيمة 150 مليون دولار من أجل الحفاظ على الآثار والتراث المصري، وتحول هذا الدعم إلى العديد من البرامج الخاصة بالعناية بالمناطق التراثية والأثرية في عدة مناطق في مصر، من الإسكندرية إلى أبو سمبل".
وأضاف: "مصر كانت رائدة في هذا المجال، فقد كانت أول دولة عربية توقع مع الولايات المتحدة في عام 2016 معاهدة للحفاظ على الآثار المصرية. هذه المعاهدة سهّلت على السلطات الأمريكية إيقاف بيع مئات من القطع الأثرية المسروقة في الولايات المتحدة وإعادتها إلى مصر".

وأوضح نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لمحرر "البوابة نيوز" أن الولايات المتحدة تعتبر أكبر سوق في العالم للفنون والآثار، والتي دخل أغلبها إلى الولايات المتحدة بشكل شرعي "لكن هناك أيضًا الكثير من القطع الفنية والأثرية التي دخلت الأراضي الأمريكية بشكل غير شرعي، وهنا تكمن أهمية المعاهدة التي تم التوقيع عليها بين القاهرة وواشنطن". 

وأضاف: منذ تم توقيع المعاهدة، أعادت السلطات الأمريكية إلى مصر ما يقرب من 5 آلاف قطعة أثرية كادت أن يتم بيعها في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.

وأكد منصور أن الولايات المتحدة تهدف، من خلال عمليات دعم التراث والآثار في مصر، إلى دعم السياحة المصرية التي تعتبر أحد أهم ركائز الاقتصاد المصري، ومن روافد تدفق النقد الأجنبي إلى مصر، إضافة إلى استمرار التعاون الثقافي الذكي" -حسب وصفه-  بين البلدين.

 نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الثقافة والتعليم وجينا كابريرا المتحدثة الرسمية للسفارة الأمريكية بالقاهرة

الثقافة والتعليم

"يصعب على الإنسان التفرقة بين الثقافة والتعليم، ولا يمكن التفكير في أحدهما دون الآخر"، هكذا أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الثقافة والتعليم. والذي لفت إلى أن هناك الكثير من مجالات التعاون الثقافي والتعليمي بين الحكومة المصرية والإدارة الأمريكية "وهناك ما يقرب من 27 ألف خريج لبرامج التبادل التعليمي والثقافي بين البلدين، والتي من بينها المنح الدراسية، مثل منحة "فولبرايت"، وكذلك التبادل في المجالات الرياضية".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تستعد لعقد رياضي بالغ الأهمية"، وفق تعبيره. مضيفًا: "في عام 2026 سوف تستضيف الولايات المتحدة، بالتعاون مع كندا والمكسيك، منافسات كأس العالم لكرة القدم. وعام 2028، سوف تستضيف مدينة لوس أنجلوس -التي أنتمي إليها بالمناسبة- فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة. وفي عام 2034، سوف تستضيف ولاية يوتا دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية". مؤكدًا على أهمية التعاون الرياضي بين الولايات المتحدة ومصر، من بين دول العالم.

كما لفت منصور إلى أن المكتب الثقافي والتعليمي في وزارة الخارجية الأمريكية يقدم العديد من المنح الدراسية طوال العام، وأن هناك ما يقرب من 4 آلاف مصري يدرسون في الجامعات الأمريكية سنويًا. وأن واحدة من أكبر المنح التي تقدمها الولايات المتحدة في المجال الأكاديمي والثقافي هي منحة "فولبرايت". وأضاف أنه في مصر سيتم قريبًا الاحتفال بمرور 75 عامًا على منحة فولبرايت التي أتاحت لكثير من المصريين السفر والدراسة في الولايات المتحدة، والعكس.

كما أشار إلى أن هناك أكثر من 3500 جامعة في أمريكا، وأن برنامج Education USA" " في مصر يقدم خبرات من مستشارين لمساعدة الطلاب المصريين الراغبين في الدراسة في أمريكا. موضحًا وجود ثلاثة مراكز ثقافية أمريكية في مصر، أو ما تُعرف باسم American Corners""، أحدها في مقر السفارة الأمريكية وآخر في المعادي والثالث في الإسكندرية.