في إطار حرص مصر الدائم على تعزيز العدالة الاجتماعية ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، تعمل الدولة المصرية بالتعاون مع المجتمع المدني على تمكين ودمج ذوي الهمم في مختلف جوانب الحياة، وتأتي مبادرة "أحسن صاحب"، التي أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بالتعاون مع المجلس القومي لذوي الإعاقة ووزارتي التضامن الاجتماعي والشباب والرياضة كأحد أبرز المبادرات التي تسعى لتحقيق هذا الهدف.
ووفقًا للموقع الرسمي للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، تهدف المبادرة إلى الوصول إلى 10 ملايين مواطن في 24 محافظة مصرية، وتدريب 10,000 متطوع من شباب مؤسسة "صناع الحياة" لتقديم الدعم والمساندة اللازمة لذوي الهمم، كما شهدت فعاليات الحملة مشاركة 800 متطوع، مما يعكس حجم التعاون المجتمعي الكبير الذي تحظى به هذه المبادرة.
أهداف المبادرة
تهدف "أحسن صاحب" لتحقيق عدد من الأهداف الواضحة التي تصب جميعها في صالح تمكين ذوي الهمم ومساعدتهم على الانخراط الكامل في المجتمع كرفع الوعي المجتمعي بأهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز دور الشباب في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لذوي الهمم، بجانب تقديم فرص تدريب وتأهيل للمتطوعين لتمكينهم من مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة في التغلب على التحديات اليومية، فضلا عن تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني.
وذكر المجلس القومي للإعاقة ان التعاون بين المجلس القومي لذوي الإعاقة والجهات الحكومية الأخرى مثل وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والرياضة يٌعد عنصرًا رئيسيًا في نجاح مبادرة "أحسن صاحب"، وتأتي هذه الشراكة في إطار سياسة الدولة لتوحيد الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لتحقيق أكبر تأثير ممكن على حياة الأشخاص ذوي الهمم، ويعمل المجلس القومي لذوي الإعاقة على مراقبة وتقديم المشورة بشأن السياسات الحكومية المتعلقة بحقوق ذوي الهمم، بينما توفر الوزارات المعنية الدعم المالي واللوجستي لتنفيذ برامج.
مبادرات مشابهة
"أحسن صاحب" ليست المبادرة الأولى في هذا السياق، بل سبقتها مبادرات أخرى، كالخطة التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتنسيق مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، في يوليو الماضي لدمج الطلاب من ذوي الهمم في الحياة الجامعية كسر الحواجز بينهم و بين باقي الطلاب، وتقديم التيسيرات اللازمة للطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية، كإعفاءهم من الرسوم الدراسية وتوفير دعم مادي وإعانات مجانية، بالإضافة إلى تخصيص 10% من أماكن الإقامة لهم بالمدن الجامعية، وتنفيذ فعاليات و انشطة متنوعة لدمج جميع الفئات الطلابية مع بعضهم.
مبادرة "قادرون باختلاف"
وفي ديسمبر 2021، أطلقت الدولة المصرية مبادرة "قادرون باختلاف"، التي تستهدف تمكين ذوي الإعاقة وتقديم الدعم اللازم لهم في مجالات الصحة، التعليم، والتوظيف المبادرة التي تنظم سنويًا تركز على تعزيز فرص ذوي الهمم من خلال تقديم برامج تدريب وتأهيل ودعم نفسي واجتماعي، وهي جزء من خطة مصر 2030 للتنمية المستدامة .
دور الشباب والمتطوعين في دعم ذوي الهمم
ووفقا لموقع جمعية صناع الحياة، يلعب الشباب دورًا محوريًا في تعزيز دمج ذوي الهمم من خلال مشاركتهم الفعّالة في المبادرات التطوعية تم تدريب نحو 10,000 شاب وشابة للمشاركة في أنشطة "أحسن صاحب"، لتقديم الدعم والمساندة للأشخاص ذوي الهمم ومساعدتهم على تجاوز التحديات الاجتماعية والنفسية، هذا التدريب لا يهدف فقط إلى تحسين مهارات المتطوعين، ولكنه أيضًا يساهم في نشر الوعي المجتمعي حول حقوق ذوي الهمم واحتياجاتهم.
عدد ذوي الهمم في مصر
وفقًا لآخر الإحصائيات التي نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في يوليو 2024، فإن عدد الأشخاص ذوي الهمم في مصر يقدر بحوالي 12 مليون شخص، وهو ما يمثل نحو 10% من إجمالي عدد السكان، وتسعى الدولة المصرية من خلال مبادراتها لتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة المهمة من المجتمع، وتحقيق دمجهم الكامل في مختلف مجالات الحياة.
