تخيل عالمًا مليئًا بالألوان والأصوات الغريبة، حيث تتواصل الكائنات البحرية بلغة خاصة بها، هذا العالم الساحر موجود بالفعل تحت سطح البحر الأحمر، وهو ينتظر منك استكشافه!
يعتبر البحر الأحمر موطناً لأكثر من 1000 نوع من الأسماك، ومئات الأنواع من الشعاب المرجانية، والكثير من الكائنات البحرية الأخرى.
وتلعب الشعاب المرجانية دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي البحري؛ حيث توفر المأوى والغذاء للكثير من الكائنات الحية.
ما هي لغة الشعاب المرجانية؟ لطالما تساءل العلماء عن كيفية تواصل الكائنات البحرية مع بعضها البعض. اليوم، وبعد سنوات من البحث والدراسة، تمكن العلماء من فك بعض رموز هذه اللغة الغامضة.
قالت الدراسات والأبحاث في عالم البحار، عن هذا الموضوع، إن الشعاب المرجانية والكائنات البحرية الأخرى تستخدم مجموعة متنوعة من الإشارات الكيميائية والصوتية والضوئية للتواصل فيما بينها. هذه الإشارات تحمل معلومات هامة حول الطعام، الخطر، التكاثر، وغيرها الكثير.
ماذا تقول الشعاب المرجانية؟ ️
قالت الدراسات، عندما تشعر الشعاب المرجانية بالخطر، فإنها تطلق إشارات كيميائية تحذر الكائنات البحرية الأخرى من الاقتراب.
دعوة للتكاثر: في مواسم التكاثر، تطلق الشعاب المرجانية مواد كيميائية تجذب الحيوانات المنوية والبويضات لتكوين أجيال جديدة.
تبادل الغذاء: تستخدم بعض الكائنات البحرية إشارات كيميائية لتبادل الغذاء مع بعضها البعض.
كيف يمكننا الاستماع إلى هذه اللغة؟ باستخدام أجهزة تسجيل صوتية خاصة، يمكن للعلماء تسجيل الأصوات التي تصدرها الكائنات البحرية وتحليلها. كما يمكنهم استخدام أجهزة استشعار كيميائية لقياس الإشارات الكيميائية التي تطلقها الشعاب المرجانية.
هل تتحدث الصخور والشعاب المرجانية؟
قال حسن الطيب، الخبير البحري ومؤسس جمعية الإنقاذ البحري بالبحر الاحمر، الحقيقة هي أن الصخور والشعاب المرجانية لا تتحدث بالمعنى الحرفي للكلمة، مؤكدا أن الشعاب المرجانية والكائنات البحرية الأخرى تستخدم مجموعة متنوعة من الإشارات الكيميائية والصوتية والضوئية للتواصل فيما بينها، لافتا، إلى أن هذه الإشارات تحمل معلومات هامة حول الطعام، الخطر، التكاثر، وغيرها الكثير، لكن، يمكننا القول أنها "تروي قصة" عن تاريخ البحر الأحمر وتنوع الحياة البحرية فيه، وعندما تشعر الشعاب المرجانية بالخطر، فإنها تطلق إشارات كيميائية تحذر الكائنات البحرية الأخرى من الاقتراب.
كيف نفهم "حديث" الصخور والشعاب المرجانية؟
أكد الطيب: باستخدام أجهزة تسجيل صوتية خاصة، يمكن للعلماء تسجيل الأصوات التي تصدرها الكائنات البحرية وتحليلها. كما يمكنهم استخدام أجهزة استشعار كيميائية لقياس الإشارات الكيميائية التي تطلقها الشعاب المرجانية، موضحا ان تشكل الصخور والشعاب المرجانية أشكالاً وألواناً متنوعة، كل منها يحكي قصة عن الظروف البيئية التي تشكلت فيها، وان في الحياة البحرية أنواع المختلفة من الكائنات البحرية خاصة الذي تعيش حول الشعاب المرجانية والذي تعكس صحة النظام البيئي.
وعن الآثار الموجودة تحت مياه البحر الأحمر، أشار الخبير البحر، إلى توجد آثار قديمة على بعض الشعاب المرجانية، تدل على التغيرات التي حدثت في البيئة البحرية على مر العصور.
ما هي المعجزات التي تخفيها الصخور والشعاب المرجانية؟
أوضح الطيب في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، ان الشعاب المرجانية تلعب دورًا حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي البحري، حيث توفر المأوى والغذاء للكثير من الكائنات الحية، وهذا يعد من المعجزات الإلاهية التي خلقها الله بالفطرة تحت مياه البحر الأحمر، موضحا أن منظر الشعاب المرجانية الملونة والأسماك الزاهية يعتبر من أجمل المناظر الطبيعية في العالم.
ماذا يمكننا أن نفعل لحماية هذه المعجزات؟
أضاف، الخبير البحري، يجب علينا الحد من التلوث البحري، والحفاظ على نظافة المياه، كما يجب علينا حماية الحياة البحرية من الصيد الجائر، مشيرا إلى الأهم من ذلك، يجب علينا نشر التوعية بأهمية الحفاظ على الشعاب المرجانية والحياة البحرية.
يذكر أن دراسة لغة الشعاب المرجانية تساعدنا على فهم أفضل لكيفية عمل النظم البيئية البحرية وحماية الشعاب المرجانية من التدهور.
كما يمكن أن تساعدنا في تطوير تقنيات جديدة لحماية البيئة البحرية.