السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

بـ20 طعنة.. صداقة الطفولة تنتهي بجريمة مروعة في المنيب

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى منطقة المنيب الهادئة، حيث تلتقى قصص الأحياء مع بعضها فى تداخل يومى بين حياة الناس البسيطة وأحلامهم الصغيرة، انقلبت الأمور رأسًا على عقب فى ليلة مظلمة من شهر سبتمبر، "محمد"، شاب فى مقتبل العمر، قُتل بوحشية على يد صديق طفولته، "إبراهيم"، الذى سدد له عشرين طعنة قاتلة، مما جعل هذه الجريمة مأساة لا تنسى فى ذاكرة الجميع.

 

صداقة منذ الطفولة

 

المجنى عليه والمتهم كانا صديقين منذ الطفولة، نشآ معًا فى نفس الشارع، وشاركا الكثير من الذكريات والمواقف التى من المفترض أن تجمع القلوب، لا أن تفرقها، كل من فى الحى كان يعرفهما كصديقين لا ينفصلان، وكأنهما أخان أكثر من مجرد صديقين، لا أحد كان يتوقع أن تتحول هذه الصداقة إلى كابوس ينتهى بمقتل أحدهما على يد الآخر.

 

ليلة الجريمة

 

كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، عندما سمعت والدة "محمد" المجنى عليه، صوت ضجيج غريب قادم من الشقة التى يسكنها المتهم "إبراهيم"، لم تكن تتخيل أن ما تسمعه كان صرخات ابنها وهو يطلب النجدة، كان هذا الصوت هو آخر ما سمعته قبل أن تتبع آثار الدماء التى وجدتها على السلم، بخطوات مرتعشة، تابعت القطرات حتى وصلت إلى مشهد لا يمكن لأى أم أن تتحمله.. ابنها ملقى على درجات السلم، غارق فى دمائه، بعد أن تلقى عشرين طعنة نافذة.

 

المواجهة الصادمة

 

عندما تجمّع الأهالى حول مكان الجريمة وطرقوا باب المتهم، خرج الأخير بكل برود وثبات، وكأن شيئًا لم يحدث، نظر إلى الدماء التى تسيل وقال بلامبالاة: "هم دول شوية الدم اللى عاملين عليها مشكلة؟"، ثم أشعل سيجارته بهدوء وقام بمسح الدم من على السلم وكأن ما حدث لا يعنى له شيئًا.

 

هذا المشهد ترك الجميع فى حالة من الذهول والصدمة، إذ لم يكن أحد يصدق أن "إبراهيم"، الذى عرفوه جميعًا كصديق مخلص لـ"محمد"، يمكن أن يرتكب مثل هذه الجريمة الوحشية.

 

تفاصيل الخيانة

 

والدة "محمد"، وهى تحت تأثير الصدمة، بدأت فى استرجاع ما حدث بين ابنها وصديقه، لم يكن هناك أى علامة تشير إلى مشاجرة أو خلافات جسدية بينهما، ما يشير إلى أن المجنى عليه ربما لم يكن يتوقع أن يُغدر به من الخلف.

 

الطعنات العشرون التى سددها له المتهم كانت أغلبها فى الظهر، مما يدل على خيانة صريحة من صديق كان من المفترض أن يكون الأمان والحماية لصديقه.

 

بصوت متهدج وبدموع لا تتوقف، قالت والدة محمد: "ابنى كان ونيسى فى الدنيا، كان هو كل شيء لي. لم يكن يستحق هذا المصير، كيف يمكن لصديق الطفولة أن يتحول إلى قاتل بهذه الوحشية"؟

 

ما وراء الجريمة

 

التحقيقات التى أجرتها الشرطة كشفت عن أن الجريمة وقعت إثر مشادة كلامية بين الضحية والجاني، التحريات أوضحت أن المتهم استخدم سكينًا كان بحوزته ليطعن صديقه طعنات متتالية، بدون أن يظهر عليه أى تردد أو خوف.

 

بعد القبض عليه، اعترف القاتل بجريمته وقال ببساطة إن الخلاف الكلامى هو الذى دفعه لارتكاب الجريمة، ولكن هذا التفسير لم يكن كافيًا لتبرير هذا الكم من العنف والغدر.

 

تلقى المقدم هشام فتحى رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها نشوب مشاجرة ووجود قتيل بدائرة القسم.

 

وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة عامل به آثار ٢٠ طعنة نافذة، وبعمل التحريات تبين نشوب مشادة كلامية بين المجنى عليه وصديقه عقب وصلة هزار.

 

وتحولت إلى مشاجرة قام فيها المتهم بالانهيال بسلاح أبيض على المجنى عليه محدثا إصابته التى أودت بوفاته، جرى نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

 

وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلى القسم، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات والتى أمرت بانتداب طبيب شرعى لتشريح جثة المجنى عليه وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة.

 

وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحة لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، وواجهت النيابة الجانى بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها.

 

وعليه أمرت النيابة بحبس المتهم ٤ أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات واصطحب فريقاً من النيابة العامة بالجيزة المتهم إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة صحيفة الحالة الجنائية للجناة وتحريات المباحث التكميلية حول الواقعة.