أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في عظة الاحد الى ان "المطلوب هو اتباع الرّبّ، أي السّير في الطّريق الّذي سلكه هو، طريق الآلام والصّلب وصولا إلى القيامة. لهذا قال الرّبّ: "إن أراد أحد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني" (لو9: 23).
واعتبر عودة إنّ "عيش الصليب يكون في إنكار الذات وتخلّي المؤمن عن كلّ ما يربطه بهذا العالم الماديّ ليرتفع نحو السماويات. حمل الصليب يكون في المحبة المضحّية، والصبر على التجارب، واحتمال الشدائد ليس قهرا للنفس بل رجاء بمستقبل مشرق بنور القيامة البهيّ. ليس هناك سبيل للسّير على خطى الرّبّ سوى المحبّة المصلوبة من أجل الجميع من دون استثناء. هذا الأمر لا يمكن أن يحقّقه الإنسان في الخفاء، أي بعيدا عن نظر النّاس الّذين حوله، بل عليه أن يظهره أمام الملء، وألّا يستحي ممّا قد يقوله النّاس عليه "لأنّ من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحي به ابن البشر متى أتى في مجد أبيه" كما يقول الربّ يسوع".
وشدد عودة على ان "التعبير عن المحبّة لا يكون بالكلام لأنّ المحبّة لا تتحقّق إلاّ بالأفعال. احترام الحياة، العطاء، المسامحة والتعاطف، قبول الآخر كما هو، عدم إدانته أو ظلمه أو قتله، عدم شنّ الحروب وإبادة البشر، كلّها أفعال محبّة. بذل الذات من أجل خير الآخر فعل محبّة. في هذا العالم يسعى الإنسان إلى تحقيق ذاته لا إلى نكرانها، واتّباع الرّبّ كما أوصانا يشكّل فعلا نافرا أمام عيون، إلّا أنّه لا مفرّ من ذلك ولا مساومة عليه، وإلّا كانت العواقب وخيمة لأنّ من يستحي بالرّبّ وبكلامه سوف يستحي به ابن الإنسان متى جاء في مجد أبيه مع الملائكة القديسين".
ورأى أن "دعوتنا اليوم، في هذا الأحد الّذي يلي عيد رفع الصّليب الكريم المحيي، أن نحمل صليب المحبّة ونتبع الرّبّ بلا خجل أو تململ. كثيرون قد لا يقبلون المحبّة خوفا من أن تكون زائفة، وما عادوا يثقون بمحبّة أحد من هذا العالم، لأنّ أساسها المصالح الشّخصيّة. عملنا وواجبنا أن ننشر المحبّة الحقيقيّة الّتي أساسها المسيح، لكي يصبح العالم الخاطئ الفاسق فردوسا أرضيّا".