تحل اليوم الموافق ١٥ سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان إسماعيل ياسين، والذى يعد رمزاً من رموز الفن العربي، وأحد أهم نجوم الكوميديا، والذى رحل عن عالمنا تاركاً إرثاً فنياً هاماً.
دراما منذ الصغر
عاش الفنان إسماعيل ياسين مراحل قاسية طوال حياته، وكانت البداية منذ الطفولة، حيث بدأت بأن عاش اليتم منذ صغره، وعمل بالعديد من الحرف والمهن فى طفولته.
عشق الفن منذ الطفولة، ولكن بدأ بالغناء لا التمثيل، وكان يسعي أن يكون مطرب، والسبب فى ذلك عشقه للفنان محمد عبدالوهاب.
البداية مع الفن من القاهرة
سافر اسماعيل ياسين إلى القاهره، بعد أن غادر مدينة السويس، والتى عاش فيها طفولته القاسيه، ولكن لم تكن القاهرة فى بداياتها كما ظن، وإنما عاني فيها الكثير وأصبح يبحث عن مصدر دخل، وعمل بالكثير من المهن، وسكن البانسيونات الشعبية،ولكن ظل حلم الغناء يسكنه طوال الوقت.
أبو السعود الابياري وفن "المونولوج"
كان لظهور الكاتب والمؤلف أبو السعود الابياري فى حياة اسماعيل يس علامة فارقة، وتحول حلم الفن والغناء إلى واقع ملموس، حتى ولو كان فى البدايات واقع بعيداً عن شاشات السينما، فبعد ظهور الكاتب والمؤلف أبو السعود الابياري فى حياته، قدمه لكازينو بديعة مصابني، وكان المكان الأشهر فى ذلك الوقت، واستطاع الفنان إسماعيل ياسين أن ينجح فى تقديم فن المونولوج،وحقق من خلال هذا اللون الفني شهره واسعه، حتى فتحت له أبواب السينما.
رحلة السينما
برغم الشهرة الواسعة التى حققها فى مجال المونولوج، بدأ الفنان إسماعيل ياسين رحلته مع السينما، بأدوار صغيره وثانويه، ولكن كانت له بصمة مختلفة، إعتمد فى أداؤه الفني على الفطره، والتى وصلت إلى قلوب الجماهير بأسرع الطرق.
وتدرج فى الأدوار حتى ظهر لفترات طويلة بالدور الثاني فى العمل، وهو من يلعب الخط الكوميدي لصديق البطل، إلى أن جاء وقت البطولة وقدم تاريخ فني كبير.
أبرز أعماله الفنية
قدم الفنان إسماعيل ياسين مسيرة سينمائية حافله، وحقق نجاحاً كبيراً على مستوى نجم الشباك لسنوات طويلة، وأبرز تلك الأعمال فيلم "إبن حميدو، كدبة إبريل، نشاله هانم، فاعل خير، ملك البترول، المجانين فى نعيم، حلاق السيدات، حماتي ملاك، المليونير الفقير، العتبة الخضراء، عريس مراتي، الستات ميعرفوش يكدبوا، حرام عليك، الحموات الفاتنات، حلال عليك"، وقدم أيضاً سلسلة أعمال تحمل إسمه "مغامرات إسماعيل ياسين، إسماعيل ياسين فى الجيش، إسماعيل ياسين فى الاسطول، إسماعيل ياسين بوليس حربي، اسماعيل ياسين فى متحف الشمع، اسماعيل ياسين للبيع، اسماعيل ياسين فى الطيران".
"أصعب مشاهد الدراما فى حياة سمعه"
بعد رحلة فنية كبيرة فى عالم السينما، قدم من خلالها العديد من الأعمال الفنية الهامة، وبعد شهره جابت كل أرجاء العالم العربي، وأصبح الرمز الفني الأشهر، إبتعدت الأضواء رويداً رويداً عن الفنان إسماعيل ياسين، بعد أن اتجهت الدولة إلى الإنتاج الفني، وأصبح المسرح والسينما فى حالة رواج، إلى جانب إصابته بمرض القلب، وهو ما جعله يقل فى أعماله، وقلت الأدوار المعروضة عليه، إلى أن تكدست عليه الضرائب بأرقام كبيرة، فإضطر إلى أن ينهي فرقته المسرحية، وسافر للعمل ببعض الأعمال فى الدول العربية، ثم عاد وحاول تقديم فن المونولوج فى بعض الكازينوهات، إلى أن توفي وهو فى اصعب حال.
الوفاه "ختام درامي لملك الكوميديا"
كانت قصة رحيل الفنان اسماعيل يس مليئة بكواليس الدراما، حيث كشف الموسيقار الراحل حلمي بكر فى إحدى اللقاءات التلفزيونية أن الفنان إسماعيل ياسين توفي بين يديه، حيث كان يسعي فى أواخر أيامه أن يعود للعمل فى أى فرصة يقدم مونولوج فى أى من الكازينوهات الفنيه، حتى يجد مصدر رزق له.
وتابع بكر فى تصريحاته تلفزيونية أنه اتفق مع أحد الكازينوهات ليساعد إسماعيل يس فى العودة للعمل بها، وبالفعل بدأ العمل لمدة ٦ ليالي، وفى اليوم السابع تأخر كثيراً عن العرض، توجه الفنان حلمي بكر إلى منزل إسماعيل ياسين ليجده ملقي على الأرض وقد فارق الحياة، ليرحل اشهر كوميديان فى تاريخ الفن المصرى والعربى رحيلاً درامياً.