الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بمناسبة مرور 50 عامًا على إنشائه.. مجلس كنائس الشرق الأوسط.. نصف قرن من نشر المحبة والتسامح والحوار بين الأديان

صورة تذكارية لقادة
صورة تذكارية لقادة مجلس الشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

احتفل مجلس كنائس الشرق الاوسط مساء اليوم السبت باليوبيل الذهبي له حيث مضى 50 عاماً على تأسيسه، وذلك على مسرح الأنبا رويس في المقرّ البابوي بالعباسية، تحت رعاية البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وجاء ذلك بمشاركة الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، المطران الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، والبابا ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس. 

ويُعد المجلس بمثابة هيئة دينية تضم العائلات الكنسية الأربعة في الشرق الأوسط وهى الأرثوذكسية والأرثوذكسية المشرقية والإنجيلية والكاثوليكية، ويقع مقره في بيروت، العاصمة اللبنانية، وللمجلس مكاتب أخرى في القاهرة وليماسول وعمان والقدس طهران. وغاية المجلس هو العمل على تعزيز روح الوحدة المسيحية بين الكنائس المختلفة في المنطقة، وذلك من خلال توفير سبل الحوار فيما بينها ومن خلال إقامة الدراسات والأبحاث المشتركة التي تشرح تقاليد الكنائس الأعضاء، وإقامة الصلوات المشتركة لا سيما أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس المسيحية.

ويذكر المجلس عبر موقعه الرسمي " يعمل المجلس من خلال هيئاته وبرامجه على تحقيق هذا الهدف عبر:

- الحوار بين الكنائس محليا وإقليميا وعالميا وتعزيز روح الشركة والوعي المسكوني.

- الدراسات والأبحاث المشتركة الهادفة الى تفهم تقاليد الكنائس الأعضاء وتاريخها وسبل تفعيل الحضور المسيحيّ في المنطقة وتعزيز دور المسيحيّين في مجتمعاتهم وأوطانهم.

 - التنشئة المسكونيّة للفئات والأعمار المختلفة في سبيل تعزيز الروح المسكونيّة والتشجيع على الصلاة والعمل من أجل الوحدة .

 - تنمية ودعم الحوار بين الأديان الهادف الى اكتشاف القيم المشتركة والفهم المتبادل لتعزيز وترسيخ روح المواطنة والشراكة الكاملة في الوطن الواحد.

- التعاون والعمل المشترك في سبيل الخدمة الإنسانية والمجتمعية بصورة حيادية بما يوافق المبادئ الإنسانية والمسيحية، والسعي لتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان للتمكن من العيش بحرية وسلام ومساواة مع جميع شركاء الوطن الواحد.

تاريخ عريق 

شهد عام 1974 ولادة مجلس كنائس الشرق الأوسط في منطقة هي مهد المسيحية حيث تألف آنذاك من العائلات الثلاث الإنجيلية والأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية، وفي العام 1990 انضمّت العائلة الكاثوليكيّة الى عضوية المجلس، فأصبح يضم العائلات الكنسيّة الأربع في المنطقة.
ومر المجلس بمراحل عديدة،حيث تعود جذوره  الى سنة 1929 حيث كانت مؤسسة سميت آنذاك المجلس المسيحي للشرق الأدنى، تحولت تدريجيا الى مجلس كنائس الشرق الأدنى سنة 1964، ثم مجلس كنائس الشرق الأوسط سنة 1974، حيث اتخذ شكله الدستوري والتنظيمي الحاليين وبقي عليهما مع بعض التعديلات في التركيبة التنظيمية، لم تغير في الجوهر شيئاً. وكان الأمين العام الأول للمجلس هو القسيس ألبيرت لستيرو والذي استمر في هذا المنصب من عام 1974 إلى 1977، وخلفه كبرائيل حبيب من عام 1977 إلى 1994، وبعده تولى المنصب القسيس رياض جرجور من عام 1994 إلى 2003، خلفه الأستاذ جرجس صالح من عام 2003 إلى 2011 حيث عين أمينا عاما فخريا وتولى الأمانة العام الأب الدكتور بولس روحانا. الامين العام الحالي هو د. ميشل أ. عبس.

وأشار  المجلس عبر موقعه الرسمي ، إلى أنه في أنطاكية دُعي المؤمنون أولًا مسيحيون (أعمال 11: 26)، ومنذ ذاك الوقت الى اليوم لعِب المسيحيون في المنطقة دورًا حيويًا ورائدًا في صناعة حضارة الشرق، ولا يزالون يلعبون هذا الدور ويشهدون للحقّ رُغم التحدّيات التي تواجههم ويؤدّون الشهادة المسيحيّة في حياتهم اليوميّة من خلال التزامهم بعيش القيَم الإنجيليّة والتقيد بأنظمة شئون الأرض والمواطنة والعيش معًا، من هنا يقوم مجلس كنائس الشرق الأوسط بتأدية رسالته المسكونيّة من خلال الشهادة نفسها.وإن مجلس كنائس الشرق الأوسط هو رابطة من الكنائس التي تؤمن بالربّ يسوع المسيح إلهًا ومخلّصًا حسب الكتب المقدّسة والتقليد الكنسيّ وتسعى معًا لتحقيق دعوتها المشتركة ووحدتها المنشودة لمجد الله الواحد.

صلاحيات 

يستمّد المجلس صلاحياته وشرعيته من الكنائس المسيحيّة الأعضاء مجتمعة، كما أنه ينتسِب الى الحركة المسكونيّة العالميّة ويساهم بصورة فعّالة في النشاطات المسكونيّة المعاصرة كافة. من هنا فإن المجلس يجمع في إطاره تقريبًا كل مسيحيّي المنطقة ضمن هيئة تهدِف الى تقوية العلاقات بين الكنائس في المنطقة وتقريب وجهات النظر في المسائل اللاهوتيّة، الى جانب الحفاظ على حوار المحبّة وحياة المشاركة بين المسيحيين والمسلمين الموروثة منذ قرون.وإن بُنية المجلس الإداريّة تقوم على أساس العائلة التي تنطوي تحت إطارها الكنائس المنضوية في شركة كاملة مع بعضها البعض. تسمح هذه البنية الإداريّة بتمثيل أكبر عدد من الكنائس على تنوّعها، وتُمكّنها من العمل معًا باسم السيد المسيح وتقريب وجهات النظر في المسائل الخلافية لا سيما تلك التي ادت الى الانشقاقات الأولى في الكنيسة.

يستمد المجلس صلاحياته من الكنائس الأعضاء وهو مسئول أمامها مجتمعة ممثلة برؤسائه الأربع (رئيس من كل عائلة) وأمام اللجنة التنفيذيّة.

 

رؤساء وممثلي كنائس المجلس



يقول الدكتور ميشيل عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط: متواجدون في القاهرة من أجل الاحتفال بالسنة الخمسين لتأسيس مجلس كنائس الشرق الوسط ضمن فعالية غنية بالمحبة والمحتوى، برعاية صاحب القداسة، البابا تواضروس الثاني، الدائم المحبة والاحتضان للمجلس، جرى تنظيم احتفال بشكل ندوة في كنف كرسي الكرازة المرقسية وبتدبير معنوي ومادي منها، وهي التي لم تتراجع يوما عن دعم أنشطة المجلس.إضافة إلى ذلك، فقد جرى توقيت الاحتفال لكي يكون يوم عيد النيروز، رأس السنة القبطية، وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على المكانة التي للمجلس في قلوب القيادات المسيحية المصرية، وقداسة البابا تواضروس الثاني بالتحديد، في حالتنا هذه، وهو الذي أشرف على برمجة الاحتفال وقدم كل الدعم اللوجيستي والمادي من أجل نجاحه، من نافلة القول ان المعنيين بالمجلس أيضا، من أمين عام فخري وأمين عام مساعد قد قدما أيضا جزءا يسيرا من الجهود التي أدت الى تحقيق هذا الاحتفال.

وتابع، لا بد لنا أن نؤكد، في الإدارة المركزية للمجلس في بيروت، أن الأمر متبادل، فكما يكن لنا قداسته، ورؤساء الكنائس، كل المحبة ويقدمون لنا كل الاحتضان، فإننا نكن للكنائس في مصر، ولشخص صاحب القداسة، كل المحبة والتقدير والامتنان، إذ إننا ما زلنا نذكر العطاء دون حساب الذي قدمته لنا بطريركية الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس، والطائفة الإنجيلية في مصر، خلال الجمعية العامة الثانية عشرة، الناجحة جدا، التي عقدناها في كنفهم.

وأكمل، أما الأمر الذي هو قيد التحضير أيضا، فهو عودة المجلس إداريا إلى مصر من أجل العمل على مشاريع مرتقبة هناك، وقد طال غيابه عن البلاد التي تحوي العدد الأكبر من مسيحيي الشرق، إن المؤسسات الكنسية لم تبخل يوما علينا بكل ما طلبنا من أجل نجاح عملنا، وهذا الأمر إن دل على شيء، فإنه يدل على قناعة راسخة لدى "كنيسة مصر" بأهمية وجدوى العمل المسكوني، على ضوء المبادرة التي أخذتها في إعداد الاحتفال الذي نحن بصدده.

 

واختتم عبس؛ إن المجال المصري، وجواره، واعدين بالعمل المسكوني، إذ إن المنطقة هي أولا غنية بالطاقات المسيحية الواعدة، وثانيا، إن الحاجة إلى أنشطة من النوع الذي تتكون منه البرامج المسكونية هي كبيرة جدا، ومصر، بما هي كوطن، ودولة، وكنيسة، هي المكان الأمثل لانطلاق هكذا عمل، بارك الله بالكنيسة التي تحتفل بتأسيس المجلس يوم رأس السنة عندها، إذ هي تحملنا محبة نتمنى ونحاول أن نستحقها.

ويقول الدكتور القس رفعت فكري رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية ، أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": مجلس كنائس الشرق الأوسط يحتفل بمرور 50 سنة على تأسيسه، ويسعى المجلس لعمل احتفالاته في مختلف بلدان الشرق، وخلال تلك الاحتفالات يكون هناك فرصة لاسترجاع رسالة المجلس والأنشطة والمؤتمرات واللقاءات وأهم الموضوعات والقضايا إلى ناقشها عبر تاريخه، والهدف الرئيسي للمجلس هو تدعيم الوحدة بين كنائس الشرق الأوسط وتقارب الكنائس بين بعضها.

وعن القضايا البارزة التي شغلت المجلس، اكد ان أبرز القضايا التي شغلت المجلس بالطبع كانت القضية الفلسطينية وذلك منذ تأسيسيه والمجلس لديه موقف واضح من القضية، وقد شارك المجلس خلال فترة الحرب بإرسال الإغاثات والمعونات بقدر المستطاع، وهذا الأمر لم يكن مقصورا على الفترة الماضية، بل يدعم المجلس القضية بل على مدار الـ50 عاماً التي قضاها المجلس منذ تأسيسيه،  وكذلك يهتم المجلس بالحوار المسيحي الإسلامي ومشاركة المسلمين والمسيحيين في كل القضايا المشتركة، ونبذ العنف التعصب والإرهاب.
وأكمل، هناك العديد من الأنشطة التي تبرز سبل التعاون بين الكنائس وبعضها في المجلس مثل أسبوع الصلاة من أجل الوحدة، وهذا الأسبوع يقام كل عام ، الكنائس تصلي فيه مع بعضها البعض، وله شعار ويناقش موضوعات مختلفة، فده يقرب الكنائس بعضها من البعض، وهناك أيضاً مؤتمرات ينظمها المجلس، وهناك كذلك لقاء طلبة كليات اللاهوت، حيث يتم مقابلة الكلاب والأساتذة التابعين لكليات اللاهوت الخاصة بالكنائس في المجلس، حيث يناقشون مع بعضهم موضوعات وقضايا مختلفة وكيف يعزز التعليم اللاهوتي الروح المسكونية بين الكنائس وبعضها، وهناك العديد من اللجان في المجلس مثل رابطة كلية اللاهوت، هناك خدمات للاجئين وهناك خدمات للإغاثة.

وأضاف، الإنجيليون هم جزء أصيل في المجلس ومتواجدين في المجلس سواء في رئاسة المجلس أو في الأمانة العامة واللجنة التنفذية كذلك، وتعمل الكنيسة الإنجيلية في مصر مع الكنائس المختلفة المشاركة؛ فالكنيسة موجودة في كل الأنشطة بالمجلس، ويعملون بفاعلية وبحب مع الآخرين.
 
 


 

القس رفعت فكري
الدكتور ميشيل عبس