كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم السبت، أن الجيش الأمريكي غير مستعد لعصر جديد من الحروب لتجاهله الذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه العديد من أنظمة الأسلحة المنتشرة حاليا على مستوى العالم.
وأوضح راج شاه وهو الشريك الإداري لشركة شيلد كابيتال والدكتور كريستوفر كيرشوف الذي ساعد في بناء وحدة الابتكار الدفاعي التابعة للبنتاجون، في مقال للرأي نشرته الصحيفة إن العالم يقف حاليا على شفا ثورة أكثر أهمية في الشؤون العسكرية حيث أن موجة جديدة من الحرب تلوح في الأفق وأن أنظمة الأسلحة المستقلة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تنتشر على مستوى العالم، والجيش الأمريكي ليس مستعدا لها.
وذكر المقال أنه قبل أسابيع، شهد العالم لحظة فارقة حيث قام الجيش الأوكراني بإجلاء دبابات القتال من طراز أبرامز M1A1 التي قدمتها الولايات المتحدة من خطوط المواجهة بعد أن دمرت طائرات بدون طيار روسية العديد منها، ما ينبئ انسحاب إحدى أكثر الدبابات القتالية تقدمًا في العالم في حرب طائرات بدون طيار تعمل بالذكاء الاصطناعي، بنهاية قرن من الحرب الآلية المأهولة كما نعرفها.
ومثلها كمثل المركبات غير المأهولة الأخرى التي تهدف إلى تحقيق مستوى عال من الاستقلالية، فإن هذه الطائرات الروسية بدون طيار لا تعتمد على نماذج لغوية كبيرة أو ذكاء اصطناعي مماثل أكثر دراية بالمستهلكين المدنيين، بل تعتمد على تكنولوجيا مثل التعلم الآلي للمساعدة في تحديد الأهداف والبحث عنها وتدميرها. وحتى تلك الأجهزة التي لا تعمل بالكامل بالذكاء الاصطناعي تستخدم بشكل متزايد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المجاورة للاستهداف والاستشعار والتوجيه.
وأضاف المقال أن المتشككين في التكنولوجيا الذين يجادلون ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب يتجاهلون حقيقة مفادها أن الأنظمة المستقلة موجودة بالفعل في كل مكان ويتم نشر التكنولوجيا بشكل متزايد لصالح هذه الأنظمة.
وتابع المقال أن استخدام حزب الله المزعوم لطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، أدى إلى تهجير ما لا يقل عن 60 ألف إسرائيلي جنوب الحدود اللبنانية كما يستخدم المتمردون الحوثيون طائرات بدون طيار يتم التحكم فيها عن بعد لتهديد 12 % من قيمة الشحن العالمية، وفي هجمات 7 أكتوبر الماضي، استخدمت حماس طائرات بدون طيار - والتي ربما استخدمت بعض الذكاء الاصطناعي.
ولكن في الوقت نفسه، لا تزال إسرائيل تنفق أموالها على أنظمة الأسلحة القديمة وتستمر في الاعتماد على نظام إنتاج تقني قديم ومكلف لشراء الدبابات والسفن وحاملات الطائرات التي يمكن للأجيال الجديدة من الأسلحة - المستقلة والأسرع من الصوت - أن تقتلها بشكل واضح، حسبما أفاد المقال.
وضرب المقال مثالا على طائرة إف-35، وتُعرف المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس باسم "الكمبيوتر الطائر" لقدرتها على دمج بيانات الاستشعار بالأسلحة المتقدمة، ومع ذلك، فقد نشر هذا البرنامج الذي تبلغ تكلفته 2 تريليون دولار طائرات مقاتلة بقوة معالجة أقل من العديد من الهواتف الذكية.
ووفقا للمقال، إنها نتيجة لنظام إنتاج تكنولوجي مصمم خصيصًا للجيش ومنفصل عن النظام البيئي للتكنولوجيا الاستهلاكية. لقد تجمد تصميم طائرة إف-35 إلى حد كبير في عام 2001، وهو العام الذي منح فيه البنتاجون عقده لشركة لوكهيد مارتن. وبحلول الوقت الذي كانت فيه أول طائرة إف-35 تهبط على المدرج، كانت أحدث التقنيات قد تجاوزتها بالفعل.
وأكد المقال إلى حاجة الجيش الأمريكي إلى منصات فريدة، مثل المقاتلات الشبح والغواصات، فضلًا عن التقنيات الأحدث، بما في ذلك الطائرات بدون طيار كما تحتاج جميع أنظمة الأسلحة، القديمة أو الجديدة، إلى الاستفادة الكاملة من ثورة البرمجيات والذكاء الاصطناعي - وهي ثورة يقودها وادي السليكون في المقام الأول، وليس المقاولون الدفاعيون التقليديون الكبار.
وأشار إلى أن هناك تقدم يحرز حيث أن الجيل الجديد من شركات الدفاع الناشئة تعمل على إنشاء أنظمة مستقلة متقدمة تعمل بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به في حين أن ميزانية وحدة الإبتكار الدفاعي أكثر بثلاثين مرة مما كانت عليه حيث يبلغ إجماليها الآن ما يقرب من مليار دولار سنويًا، فإن البنتاجون ينفق بنسات فقط على الابتكار مقابل كل دولار ينفقه على الأنظمة القديمة.
العالم
نيويورك تايمز: الجيش الأمريكي غير مستعد لعصر جديد من الحروب لتجاهله الذكاء الاصطناعي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق