يحتفل مجلس كنائس الشرق الأوسط، باليوبيل الذهبي، اليوم السبت، في تمام الساعة السادسة مساء على مسرح الأنبا رويس، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبحضور الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، المطران الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، والبابا ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس.
ومن المقرر أن يشارك بالحضور قيادات مجلس كنائس مصر، وعدد كبير من القيادات الدينية من مختلف الطوائف والشخصيات العامة وكبار رجال الدولة وعدد من الوزراء والسفراء.
وفي نفس السياق وصل بعد ظهر أمس الجمعة، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس، إلى مطار القاهرة الدولي للمشاركة في احتفال السنة الخمسين لتأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي سيقام برعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
يرافقه في الزيارة منسقة العلاقات الكنسية والإعلامية في المجلس الإعلامية ليا عادل معماري، وكان في استقبالهما المطار الأمين العام المشارك في مجلس كنائس الشرق الأوسط القس الدكتور رفعت فكري.
يذكر أن مجلس كنائس الشرق الأوسط تأسس عام 1974 في منطقة هي مهد المسيحية حيث تألف آنذاك من العائلات الثلاث الإنجيلية والأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية، وفي العام 1990 انضمّت العائلة الكاثوليكيّة الى عضوية المجلس، فأصبح يضم العائلات الكنسيّة الأربع في المنطقة.
هنا في هذا الشرق الذي شهد ولادة الديانات السماوية تنقل إبراهيم وأولاده وأحفاده، وهنا ترعرع الأنبياء والكهنة والحكماء والرسل الذين تحدث عنهم الكتاب المقدس، وفي هذا الشرق، في فلسطين تمّت ولادة السيد المسيح وتحقق سرّ التجسّد والوعد بالخلاص الذي أشار اليه الأنبياء الأوّلون.
في هذا الشرق ولدت الكنيسة من جنب السيّد المصلوب، وفيه حصلت القيامة، ومنه انتقلت البشارة إلى جميع المسكونة، في هذا الشرق أكمل السيد المسيح سرّ الفداء وأنزل الروح القدس على رسُلِه موصيًّا إياهم أن يكرزوا بالكلمة ويعمِّدوا الجميع باسم الآب والأبن والروح القدس.
في أنطاكية دُعي المؤمنين أولًا مسيحيين (أعمال 11: 26)، ومنذ ذاك الوقت الى اليوم لعِب المسيحيون في المنطقة دورًا حيويًا ورائدًا في صناعة حضارة الشرق، ولا يزالون يلعبون هذا الدور ويشهدون للحقّ رُغم التحدّيات التي تواجههم ويؤدّون الشهادة المسيحيّة في حياتهم اليوميّة من خلال التزامهم بعيش القيَم الإنجيليّة والتقيد بأنظمة شؤون الأرض والمواطنة والعيش معًا.
ويقوم مجلس كنائس الشرق الأوسط بتأدية رسالته المسكونيّة من خلال الشهادة نفسها.
يذكر أن مجلس كنائس الشرق الأوسط هو رابطة من الكنائس التي تؤمن بالربّ يسوع المسيح إلهًا ومخلّصًا حسب الكتب المقدّسة والتقليد الكنسيّ وتسعى معًا لتحقيق دعوتها المشتركة ووحدتها المنشودة لمجد الله الواحد.
يستمّد المجلس صلاحياته وشرعيته من الكنائس المسيحيّة الأعضاء مجتمعة، كما أنه ينتسِب الى الحركة المسكونيّة العالميّة ويساهم بصورة فعّالة في النشاطات المسكونيّة المعاصرة كافة. من هنا فإن المجلس يجمع في إطاره تقريبًا كل مسيحيّي المنطقة ضمن هيئة تهدِف الى تقوية العلاقات بين الكنائس في المنطقة وتقريب وجهات النظر في المسائل اللاهوتيّة، الى جانب الحفاظ على حوار المحبّة وحياة المشاركة بين المسيحيين والمسلمين الموروثة منذ قرون.
إن بُنية المجلس الإداريّة تقوم على أساس العائلة التي تنطوي تحت إطارها الكنائس المنضوية في شركة كاملة مع بعضها البعض. تسمح هذه البنية الإداريّة بتمثيل أكبر عدد من الكنائس على تنوّعها، وتُمكّنها من العمل معًا باسم السيد المسيح وتقريب وجهات النظر في المسائل الخلافية لا سيما تلك التي ادت الى الانشقاقات الأولى في الكنيسة.
يستمد المجلس صلاحياته من الكنائس الأعضاء وهو مسؤول أمامها مجتمعة ممثلة برؤسائه الأربع (رئيس من كل عائلة) وأمام اللجنة التنفيذيّة.