مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي هو منصة متميزة للاحتفاء بالأعمال المسرحية الحديثة والمبتكرة، في إطار هذا المهرجان، نظم عدد من الورش التدريبية التي تستهدف استكشاف وتطوير عناصر المسرح الأساسية بطرق غير تقليدية، وذلك خلال الدورة 31، التي أقيمت في الفترة من 1 حتى 11 سبتمبر الجاري، برئاسة الدكتور سامح مهران، والتي تحمل اسم الأكاديمي الراحل الدكتور علاء عبدالعزيز.
وتبرز ورش "الانغماس الدرامي"، و"الحركة وتشابك الجسد"، و"المسرح المبتكر" كأمثلة بارزة على كيفية تعزيز الإبداع وتطوير المهارات المسرحية. كما تسهم في تعزيز المشهد المسرحي، حيث توفر للمشاركين الأدوات والتقنيات اللازمة لتحويل رؤاهم الإبداعية إلى عروض مسرحية مؤثرة وجديدة.
أولجا بوزيلي: لماذا يظل المسرح المبتكر غائبًا عن الساحة المصرية؟ أتمنى وصوله للعالم كله
وعن ورشة "مسرح الابتكار الجماعي" التي قدمتها الفنانة اليونانية أولجا بوزيلي، قالت، إن المسرح المبتكر هو تمكن مجموعة من الأشخاص في إنشاء عرض مسرحي من التدريبات والارتجالات دون وجود نص.
وأضافت بوزيلي، أن هذا النوع من المسرح تكون فيه مساحة حرية مفتوحة لجميع المشاركين، وهذه طريقة تعتمد على الحدس والعفوية ومزج الأفكار حيث يقوم المشاركون فيها بالبحث وتحويل تجاربهم الشخصية وأحلامهم وأبحاثهم من خلال الارتجال والتجريب، مشددة على أن المسرح المبتكر يدور في الأساس حول الخيال والمجازفة والتزام الفريق بإنشاء قطعة فنية منفردة.
وأوضحت بوزيلي، أن المسرح المبتكر يعتمد على مجموعة، وليس الفرد يعمل على المشاركة، ويوجد به نوع من أنواع الديمقراطية، والهدف من الورشة أن يكون الحق للمسرحيين أن يعبروا عن رأيهم بدون قيود وأي شخص يكون له الحق في التعبير عن رأيه.
وترى بوزيلي، أن المسرح المبتكر غير منتشر في مصر بدرجة كبيرة، وتتمنى أن يصل هذا النوع للعالم كله لأنه به أفكار كثيرة متنوعة، لافتة إلى أن الفرق بين المسرحين المبتكر والتقليدي، أن التقليدي يكون اعتماده علي نص أدبي يسير عليه الممثلين، أما المسرح المبتكر فلا يوجد به نص محدد، ويكون خارج من إحساسهم الداخلي.
رافاييل بينيتو: قوة الدمى في إحداث تأثير درامي مذهل
وأعرب الفنان الإسباني رافاييل بينيتو، عن مشاركته في المهرجان، بعرض بعنوان "medea treno" كممثل ومخرج، ضمن المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى ورشة بعنوان"الانغماس الدرامي" التي استخدم فيها العنصر المساعد ككائن درامي، أيا كان العنصر سواء كان موسيقي أو إكسسوارا، وتأكيد لقدرة هذا العنصر على أن يكون وسيلة العرض في المشهد التمثيلي كأساس درامي.
وأضاف بينيتو، أن الورشة تعد بمثابة دورة تمهيدية صغيرة للمسرح باستخدام الأشياء والدمى وغيرها من العناصر، مع المشاهد المسرحية التي نقدمها "ميديا تربينو" للاستمرار مع تدخلات المشاركين ومحاولة فهم مفتوح للعمل الدرامي.
جاستن دي يجير: سر التوازن المثالي بين الجسد والأرض في الأداء الحركي
ركز الفنان الهولندي جاستن دي يجير، خلال ورشته التي قدمها بعنوان "الحركة وتشابك الجسد" على استكشاف الجسد من خلال مفهوم "حركة الخيوط"، الذي يتمحور حول ربط أجزاء الجسم المختلفة لخلق نقاط مرور تسمح بتواصل بين هذه الأجزاء، وسيقوم جاستن بتبسيط هذه الفكرة وتقديمها في إطارات واضحة تجعل مفهوم الترابط سهلاً للفهم والتطبيق، سواء للمبتدئين أو للممارسين المتقدمين.
وتحدث "جاستين" عن تقنية جديدة في الرقص الجسدي وكيفية اكتشاف الجسد بأسلوب مختلف، موضحا أن الأداء الحركي يعتمد على تحقيق توازن بين الجسد والأرض، وقد أطلق على هذه الطريقة اسم "الخيط والإبرة"، وهو مصطلح يعبر عن لغة جديدة في الرقص.
وركزت الورشة على إدخال حركات جديدة ومبتكرة في عالم الرقص، حيث تعلم المتدربون كيفية استخدام أجسادهم بشكل يعبر عن ذاتهم، مع تحقيق الربط بين العقل والجسد والمشاعر، فكان الهدف هو تعزيز المرونة الجسدية والإبداعية، وتطوير الوعي الجسدي من خلال فهم كيفية التفاعل مع الأرض، وذلك لضمان انسيابية الحركة وعدم وجود عوائق أثناء أداء الرقص الحديث.
وقد قدمت هذه الورش فرصاً للمشاركين لتوسيع مهاراتهم وتجربة أساليب جديدة في المسرح. من خلال الانغماس الدرامي، يمكن للممثلين والكتّاب تطوير طرق جديدة لجذب الجمهور، بينما تركز ورشة الحركة وتشابك الجسد على تعزيز الأبعاد الجسدية للأداء. أما ورشة المسرح المبتكر، فهي تفتح المجال لاستكشاف أفكار وتجارب مسرحية غير تقليدية، مما يساهم في دفع حدود الفن المسرحي إلى آفاق جديدة.