الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

أول مناظرة بين ترامب وهاريس.. كامالا تبنى برنامجها على بناء «اقتصاد الفرص» ومساعدة الطبقة الوسطى.. ودونالد: المهاجرون يأخذون وظائف يستحقها الأمريكيون

ترامب وهاريس
ترامب وهاريس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واجه الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس جو بايدن، كامالا هاريس بعضهما البعض في أول مناظرة لهما في حملة انتخابات ٢٠٢٤ الرئاسية الأمريكية، والتي كانت مشحونة بالتباين الكبير والهجوم العنيف بين الطرفين حول عدة قضايا رئيسية.

وفي ظل تقارب شعبية المرشحين في استطلاعات الرأي الأخيرة، كامالا بنسبة ٤٧.١٪ وترامب بنسبة ٤٤.٤٪، بناء على آخر استطلاعات «ايه بي سي نيوز»، سيكون للمناظرة تأثير كبير على ارتفاع أو تراجع شعبية كلا المرشحين قبيل الانتخابات مباشرة، وقد تناولت المناظرة موضوعات تشغل الشارع الأمريكي مثل ملفات الاقتصاد، حقوق الإجهاض، وقضايا الهجرة، وقضايا العرقيات، والسياسة الخارجية، والمزيد. من الورقي.. أول مناظرة بين ترامب وهاريس.. هاريس تبنى برنامجها على بناء «اقتصاد الفرص» ومساعدة الطبقة الوسطى.. وترامب: المهاجرون يأخذون وظائف يستحقها الأمريكيون

وفاز ترامب بقرعة اختيار ترتيب الكلمات واختار الإدلاء بالبيان الختامي، والذي كان بشكل أساسي هجومًا صريحًا على إدارة بايدن - هاريس، بدلاً من التركيز على حملته وبرنامجه للعمل، وقد وصفهما بأسوأ رئيس ونائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، مشيرًا إلى الفوضى التي يعتقد أن الديمقراطيين أحدثوها، أما كامالا هاريس، فقد دعت إلى الوحدة والتقدم، والتي كانت نفس النبرة التي استخدمتها طوال المناظرة، رغم محاولتها بشكل غير مباشر استفزاز ترامب لكي ينفجر على الهواء مباشرة.

الاقتصاد

ومع بداية المناظرة، كانت أول الأسئلة عن الاقتصاد، وافتتحت كامالا هاريس المناظرة بقصة عن نشأتها في الطبقة الوسطى وخطتها لبناء «اقتصاد الفرص» لمساعدة الأسر من الطبقة الوسطى. ركزت خطتها على الإسكان ودعم الأعمال الصغيرة (إعفاء ضريبي بقيمة ٥٠,٠٠٠ دولار) وإلغاء التخفيضات الضريبية التي حصل عليها أصحاب المليارات في عهد ترامب. وادعت أن سياسات ترامب كانت تدعم الأثرياء فقط وتزيد من الفجوة الاجتماعية.

أما ترامب فقد دافع عن سجله الاقتصادي، مؤكدًا أن هجوم هاريس غير صحيح، وركز على المشاكل التي تفاقمت خلال إدارة بايدن خاصة التضخم والهجرة وتأثير ذلك على الوظائف الأمريكية، مشيرًا إلى أن «المهاجرين يأخذون الوظائف التي يستحقها الأمريكيون». ووصف الوضع الاقتصادي تحت الإدارة الديمقراطية للبلاد بأنه كارثي.

وفيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، طمأن ترامب الأمريكيين بأنهم لن يدفعوا أسعارًا أعلى بسبب التعريفات الجمركية، وقال إن الدول الأخرى التي تخضع للتعريفات هي التي ستتحمل التكاليف، وأشاد بأنه جمع مليارات الدولارات من التعريفات. 

بينما انتقدت كامالا ما شهدته فترة رئاسة ترامب من حروب تجارية، واتهمته ببيع الرقائق الأمريكية إلى الصين للمساعدة في تحديث تكنولوجيا جيشها. ونفى ترامب ذلك، موضحًا أن الرقائق جاءت من تايوان، بل وقرر أن يصف كامالا بالماركسية بسبب خلفية والدها كأستاذ اقتصاد. بشكل عام، تجاهلت كامالا هجمات ترامب الشخصية عليها، وركزت بدورها على كيف أدت إدارة وسياسات ترامب في التجارة الخارحية إلى خلق عجز كبير في الاقتصاد الأمريكي.

حقوق الإجهاض

كان النقاش حول الإجهاض أحد أكثر الموضوعات حساسية في المناظرة حيث انتقدت كامالا ترامب وقالت إنه كان سببا في إيجاد بيئة عدائية تجاه النساء، بما في ذلك اللواتي يبحثن عن علاجات الخصوبة مثل التلقيح الصناعي، والتي تأثرت بحظر الإجهاض. 

رد ترامب قائلاً إنه يدعم التلقيح الصناعي ونفى انتقادات كامالا، وفقد أعصابه أثناء الحديث عن القضية، مدعيًا أن الإجهاض كان مسموحا به في الشهر التاسع بل وبعد الولادة وهو ما وصفه بأنه أمر غير مقبول- مما أدى إلى تدخل مدير الحوار ديڤيد موير الذي نفى أن أي ولاية قد شرعت قتل الأطفال بعد الولادة.

وأكد ترامب موقفه بأن الإجهاض يجب أن يُحظر باستثناء حالات قليلة مثل الاغتصاب أو إنقاذ حياة الأم. وردت هاريس بالإشارة إلى أن ٢٩ ولاية الآن لديها حظر كامل على الإجهاض بسبب تأثير وقوانين ترامب، حتى في الحالات التي ادعى ترامب دعمه لها. وتحدثت عن التأثير الأوسع لهذا الحظر، بما في ذلك رفض تقديم العلاج لحالات الإجهاض، وتعهدت بإلغاء هذه القوانين إذا تم انتخابها. 

وأكدت هاريس التزامها بإعادة حقوق المرأة فيما يتعلق بالإجهاض وتعهدت بإعادة العمل بقرار «رو ضد ويد». وقال ترامب أنه لا يدعم حظر الإجهاض على المستوى الوطني، وأنه اتبع ببساطة إرادة الناخبين. وذكر أن قرارات المحكمة العليا تعكس اختيار الشعب، مما كان مضللا بعض الشيء حيث إن قرارات المحكمة العليا ليست معتمدة على انتخابات شعبية. وأكد ترامب أن كامالا لن تحصل على الدعم الكافي من الكونجرس في توجهاتها نحو قضايا الإجهاض.

الهجرة وأمن الحدود

كانت الهجرة أيضًا موضوعًا مركزيًا في المناظرة، بشكل عام، تجنب كلا المرشحين معالجة تفاصيل مشكلة الهجرة بطريقة ملموسة، مما جعل من الواضح عدم وجود خطة واضحة ومدروسة لديهم لعلاج هذه الأزمة. ومن جانبه، حاول ترامب التهرب من النقاش حول الهجرة كلما أمكن، موجهًا اللوم إلى المهاجرين في الانهيار الاقتصادي وارتفاع معدلات الجريمة. 

كما اتهم الديمقراطيين باستخدام المهاجرين للتلاعب في الانتخابات، وحتى أنه أشار إلى أن محاولة اغتياله كانت نتيجة للكراهية التي أذكاها الديمقراطيون، وأدلى ترامب بتصريحات مثيرة حول المهاجرين. وادعى أن الهجرة هي واحدة من أسوأ المشاكل التي تواجه الولايات المتحدة، مؤكدًا أن المهاجرين يأخذون الوظائف ويساهمون في عدم الاستقرار الاقتصادي. وفي تعليق أقل ما يمكن وصفه به أنه شديد الغرابة، ادعى ترامب أن المهاجرين يأكلون الحيوانات الأليفة في مدينة سبرينجفيلد.

وردت هاريس على عدوانية ترامب ضد المهاجرين وحاولت إظهاره بشكل المخادع بالإشارة إلى دعمها لمشروع قانون أمني للحدود قدمه الجمهوريون في الكونجرس، ولكن عارضه ترامب. وتطرقت إلى أزمة الفنتانيل وألقت باللوم على ترامب في عرقلة الإصلاح الحقيقي للهجرة. وسخرت من خطاباته الطويلة في التجمعات الانتخابية، ودعت الناخبين إلى حضورها حتى يروا كيف أنها مليئة بالمؤامرات والموضوعات غير ذات الصلة.

هجوم الكابيتول ونزاهة الانتخابات

دافع ترامب عن تصرفاته خلال هجوم الكابيتول في ٦ يناير، قائلًا إنه طلب من أنصاره الاحتجاج «بشكل سلمي ووطني». وحمل نانسي بيلوسي المسئولية عن الفشل الأمني خلال الهجوم. كما أعاد تأكيد اعتقاده بأن انتخابات ٢٠٢٠ كانت مزورة، مشيرًا إلى أن المحاكم تجاهلت القضايا الـ٦٠ التي قدمها فريقه، ومن جهتها، أكدت كامالا أن دور ترامب في التحريض على الهجوم أدى إلى محاكمته. واتهمته بمحاولة تقويض الديمقراطية والعبث بإرادة الناخبين. وسخرت من مزاعم ترامب، مشيرة إلى أن قادة العالم يضحكون عليه، وأعادت التأكيد على أن المحاكم الأمريكية لم تتجاهل القضايا، بل وجدت أنها بلا أساس.

السياسة الخارجية

حول الصراع بين إسرائيل وحماس، أدانت كامالا هجمات حماس في ٧ أكتوبر وأكدت على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها أعربت عن قلقها بشأن العدد المتزايد من الضحايا المدنيين في غزة. ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وحل الدولتين لضمان السلام والأمن على المدى الطويل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. كما جددت دعمها لإسرائيل، لا سيما في مواجهة إيران.

أما ترامب، فقد ادعى أنه لو كان رئيسًا لما حدثت الحرب بين إسرائيل وحماس، وقال إن سياسات كامالا ستؤدي إلى تدمير إسرائيل في غضون عامين. كما اتهمها بأنها تكره الإسرائيليين والعرب على حد سواء حيث إن تدمير إسرائيل يعني حربا مؤكدة في المنطقة. وألقى باللوم على بايدن لرفعه العقوبات عن إيران، مما سمح لها بدعم الأنشطة الإرهابية.

بالنسبة لأوكرانيا، قال ترامب إنه يمتلك علاقات قوية مع كل من بوتين وزيلينسكي وسيعمل على إنهاء الحرب من خلال التفاوض، محذرًا من أن استمرار الصراع قد يشعل الحرب العالمية الثالثة. وأعرب عن إحباطه من تعامل بايدن مع الحرب، وزعم أن روسيا لم تكن لتغزو أوكرانيا إذا كان هو من يتولى السلطة.

وردت هاريس بالدفاع عن جهود إدارة بايدن في أوكرانيا، قائلة إن عملها ساعد أوكرانيا في مقاومة التقدم الروسي. وأشارت إلى أن الدعم العسكري الأمريكي منع بوتين من الاستيلاء على كييف، وحذرت من أن رئاسة ترامب ستشجع العدوان الروسي.

وحول أفغانستان، دعمت هاريس قرار بايدن بسحب القوات الأمريكية، مشيدة بكونه أول قرار في هذا القرن لم يترك جنودًا أمريكيين في معارك نشطة في الخارج. بينما انتقد ترامب انسحاب القوات واعتبره سيئ التنظيم، وذكر أن مفاوضاته مع طالبان منعت سقوط ضحايا أمريكيين لمدة ١٨ شهرًا.

العرقيات والرعاية الصحية

تناول ترامب المسألة العرقية باختصار، قائلاً إنه لا يهتم بخلفية كامالا وأنها «يمكن أن تكون ما تريد أن تكون». واتهمها باستخدام العرق لتقسيم الأمريكيين. 

وردت كامالا بالإشارة إلى تاريخ ترامب في التمييز العنصري، مشيرة إلى كيف تم التحقيق معه لرفضه تأجير العقارات للعائلات السوداء، ودوره في الدعوة لإعدام خمسة أطفال سود ولاتينيين في القضية المعروفة إعلاميًا باسم «قضية سنترال بارك».

وفيما يتعلق بالرعاية الصحية، تعهدت هاريس بمواصلة تعزيز خطة الرعاية الصحية بأسعار معقولة (أوباما كير) وجعل الرعاية الصحية متاحة للجميع، بما في ذلك تخفيض أسعار الأدوية وتحسين الوصول إلى الرعاية النفسية. كما أكدت أنها ستعمل على توسيع نطاق الخدمات الطبية للأمريكيين المحتاجين وتحقيق العدالة الصحية للجميع.

من جهته، انتقد ترامب «أوباما كير» باعتباره نظامًا فاشلًا، قائلاً إنه لم يوفر الرعاية الصحية التي وعد بها. وأكد أنه سيعمل على استبداله بخطة أكثر فعالية يركز على خيارات خاصة للأمريكيين لتحسين جودة الرعاية الصحية وخفض التكاليف.