بدا دونالد ترامب أكبر من عمره، وقد نفد منه الأكسجين وسخريته المعهودة، خلال أول مواجهة متلفزة بينهما، تشبث الرئيس السابق بإهاناته المعتادة والتي بدت مثل العوامة المثقوبة، في مواجهة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
الهوس القديم
وعاد ترامب إلى هوسه الذي يمثل برنامجه، وأهم ما فيه الهجرة غير الشرعية، لكن هاريس زعزعت استقرار الملياردير، لدرجة أنه شعر بعد المناظرة بأنه مضطر للقاء الصحافة للدفاع عن أدائه بنفسه، وقالت «كامالا» بثقة تامة، إنها مستعدة لمناظرة أخرى.
تم تنظيم المناظرة بدون جمهور في مركز الدستور الوطني في فيلادلفيا (بنسلفانيا)، وكشفت المناظرة التي تم بثها على قناة ABC لعامة الجمهور الأمريكي عن تناقض حاد، ورفعت التساؤلات حول قدرة كامالا هاريس على تحمل الصدمة عندما دخلت المسرح لمصافحة منافسها الذى بدا مترددا ومحبطا وغاضبا، وهذه الروح الهجومية لم تتخل عنها نائبة الرئيس أبدًا وواصلت الاتهام السياسي لخصمها.
مباراة كلامية
وتحولت المناظرة التليفزيونية الأولى بين هاريس وترامب إلى مباراة كلامية ساخنة تبادل فيها المرشحان الاتهامات في العديد من الملفات، وعلى رأسها الملف الاقتصادي والهجرة ومشكلة التضخم، إضافة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأطلق ترامب العديد من الشتائم ضد هاريس خلال المناظرة لكنها لم تهتم بهذا الأمر، وركزت أكثر على برنامجها وعلى المشاريع التي تنوي إطلاقها في حال فازت بالانتخابات الرئاسية في ٥ نوفمبر المقبل.
الشرق الأوسط
وفى المناظرة وعند الوصول إلى الأسئلة المتعلقة بملف الشرق الأوسط وبالتحديد الحرب بين إسرائيل وحماس، أعلنت هاريس مرة أخرى دعمها لإسرائيل وحقها في أن «تحمي نفسها»، وأكدت: «يحق على إسرائيل أن تدافع عن نفسها، لكن في نفس الوقت يجب على هذه الحرب أن تنتهي فورا. يجب وقف إطلاق النار وتحرير جميع الرهائن والعمل من أجل تمهيد الطريق نحو إنشاء دولتين تنعم كل واحدة منهما بالأمن والاستقرار»، كما أعلنت هاريس كذلك بأنها ستمنح لإسرائيل القدرة من أجل الدفاع عن نفسها ضد إيران».
ورد ترامب قائلاً: «لو كنت رئيسا لما كانت هناك حرب في الشرق الأوسط ولا بين روسيا وأوكرانيا»، متابعاً: «هي (هاريس) تكره إسرائيل والدليل أنها رفضت لقاء نتنياهو عندما جاء إلى الكونجرس».
الملف الإيراني
وأثنى عما قام به خلال عهده من أجل عزل إيران وإضعافها اقتصاديا بعدما أصبحت في عهدة جو بايدن «دولة غنية تملك ٣٠٠ مليار دولار وتواصل دعمها لليمن».
أزمة أوكرانيا
وفيما يتعلق بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، دعا ترامب إلى إنهائها بسرعة لأن «الناس تقتل بالملايين واستنزفت الملايين من الخزينة الأمريكية» وقال: «بايدن لم يتحدث مع بوتين منذ أكثر من سنتين، أنا سأحل الصراع قبل أن أصبح رئيساً لأننا على شفا حرب عالمية ثالثة».
وقبل أن تجيبه هاريس، قامت بتذكيره بأن المنافسة الانتخابية تجري بينها وبينه وليس مع جو بايدن، مضيفة أن «إدارة بايدن جمعت ٥٠ دولة حول العالم لمساعدة أوكرانيا.
ابنة الطبة المتوسطة
وكانت المناظرة قد بدأت بالحديث عن ملف الاقتصاد حيث أكدت هاريس مرة أخرى أنها ستساعد الطبقات الأمريكية الوسطى وستقوم بخفض نسبة الضرائب، قائلة: «أنا ابنة الطبقة الوسطى وأملك خطة لتخفيض الضرائب وتحسين معيشة الأمريكيين».
ورد ترامب: «جو بايدن وكامالا هاريس دمرا اقتصاد بلادنا. هي (هاريس) لا تمتلك سياسة اقتصادية. هي ماركسية ووالدها كان ماركسيا ومختصا في الاقتصاد. هم من دمروا بلادنا من خلال سياسات جنونية»، مضيفاً أن «هاريس لا تملك خطة للنهوض بالاقتصاد الأمريكي، بل نسخت خطة جو بايدن».
ثم أشار ترامب إلى أنه «خلق واحداً من أعظم اقتصادات العالم» عندما كان رئيسا للولايات المتحدة واستطاع أن «يجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا»، معلنا أنه «سيفرض حقوقا جبائية جديدة على المنتجات التي تدخل السوق الأمريكية، لا سيما من الصين والمكسيك».
وارتفعت سخونة المناظرة أكثر عندما طرح النقاش ملف الهجرة. واتهم ترامب الرئيس بايدن ونائبته هاريس بتشجيع المهاجرين بالقدوم إلى الولايات المتحدة.
وقال: «هم الذين سمحوا للإرهابيين وتجار المخدرات بالدخول إلى بلدنا. الجرائم في دول العالم انخفضت لأن هذه الدول أرسلت جميع مجرميها لبلادنا ولكامالا هاريس. هم يدمرون بلادنا ولم يسبق أن حدث مثل هذا. لقد سمحوا بدخول ٢٠ مليون مهاجر خلال عهد جو بايدن».
ودافعت هاريس عن موقفها إزاء ملف الهجرة بالقول بأن الكونجرس قام بتمرير قانون يسمح بنشر ١٥٠٠ جندي لحراسة الحدود وملاحقة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود.
