اختار الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان العراق كوجهة لأول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه في يوليو ٢٠٢٤، ما يسلط الضوء على أهمية العلاقات الإيرانية العراقية وسط تصاعد التوترات الإقليمية، وتؤكد هذه الزيارة الدور الحاسم الذي يلعبه العراق في طموحات إيران الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية حيث تتطلع طهران إلى تعزيز نفوذها في المنطقة.
تعزيز العلاقات
تأتي زيارة الرئيس بيزشكيان التي تستغرق ثلاثة أيام في لحظة محورية لكلا البلدين. حيث يعمل العراق كثاني أكبر شريك تجاري لإيران بعد الصين، ومن المتوقع أن تعمل هذه الزيارة على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وأكد حميد حسيني، عضو غرفة التجارة الإيرانية العراقية المشتركة، على الروابط الأمنية والثقافية المتشابكة، مضيفًا أن التجارة بين البلدين تضاعفت تقريبًا منذ عام ٢٠٢٣.
مصالح مشتركة
لا يمكن المبالغة في أهمية هذه العلاقة. وترى إيران في العراق بوابة إلى العالم العربي الأوسع وشريكًا رئيسيًا في الأمن الإقليمي، خاصة أن الدولتين تشتركان في مصالح مشتركة في مواجهة الوجود الأمريكي ومعالجة التهديدات من الجماعات المسلحة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). تعكس رحلة بيزيشكيان هدفين سياسيين رئيسيين: الإحياء الاقتصادي والتعاون الإقليمي. ويضم وفده كبار المسئولين ورجال الأعمال، مما يشير إلى التركيز على تعزيز موطئ قدم إيران الاقتصادي في السوق الناشئة في العراق.
تلوح مسألة الوجود العسكري الأمريكي في الأفق على العلاقات الإيرانية العراقية. وفي حين أن هناك مفاوضات جارية لانسحاب القوات الأمريكية المتبقية البالغ عددها ٢٥٠٠ جندي في العراق، فمن المتوقع أن تستغرق العملية ما يصل إلى عامين - أبطأ مما تفضل إيران. يعد سحب القوات الأمريكية هدفًا رئيسيًا لإيران.