أحيت الولايات المتحدة الذكرى الـ23 لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، عندما قتل ما يقرب من 3000 شخص في عملية اختطاف منسقة لأربع طائرات ركاب، بحسب ما ذكرت "يورو نيوز" اليوم الأربعاء.
وتحطمت ثلاث طائرات عمدا في البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بينما اصطدمت الرابعة بحقل في ولاية بنسلفانيا بعد صراع بين الخاطفين والأشخاص الذين كانوا على متنها.
وحضر مراسم الذكرى السنوية في مركز التجارة العالمي كل من نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية كمالا هاريس، والرئيس الأمريكي السابق والمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، بعد ساعات فقط من مناظرتهما فجر اليوم الأربعاء.
ومن المقرر أن يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي حضر أيضا مراسم الذكري السنوية في نيويورك، وهاريس أحداثا مماثلة في بنسلفانيا والبنتاجون، بينما سيزور ترامب النصب التذكاري الوطني للرحلة 93 بالقرب من شانكسفيل في بنسلفانيا.
ومع ذلك، لم تكن السياسة في صدارة اهتمامات عائلات الضحايا التي جاءت لتكريم من افتقدوهم في الهجمات الإرهابية.
وبعد ثلاثة وعشرين عاما، قالت أحدي اقارب الضحايا: "نريد أن نتأكد من أن الناس يتذكرونهم دائما، ونقول الأسماء دائما ولا ننسى أبدا." وأضافت: "مع مرور كل عام، لا يصبح الأمر أسهل."
وأسفرت الهجمات التي شنها 19 رجلا عن مقتل 2977 شخصا، وتركت ندوب في الآلاف من الأقارب والناجين.
ورفع البنتاجون، المقر العسكري الأمريكي، العلم الأمريكي فجر اليوم الأربعاء تكريما للضحايا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إنه "بينما قد يبدو أن العديد من الأمريكيين لم يعودوا يحيون الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر، يتذكر رجال ونساء وزارة الدفاع الضحايا".
وتركت الهجمات الإرهابية ندبة في تاريخ الولايات المتحدة، تاركة الآلاف من الأقارب والناجين مصابين بصدمات نفسية.
كما أدت الهجمات إلي تغيير السياسة الخارجية الأمريكية وممارسات الأمن الداخلي وغيرت عقلية العديد من الأمريكيين الذين لم يشعروا من قبل بأنهم عرضة لهجمات المتطرفين الأجانب.
وانتشرت آثار ذلك في جميع أنحاء العالم وعبر الأجيال حيث ردت الولايات المتحدة بقيادة "حرب عالمية على الإرهاب"، والتي تضمنت غزو أفغانستان والعراق. وقتلت تلك العمليات مئات الآلاف من الأفغان والعراقيين وآلاف القوات الأمريكية، بينما أصبحت أفغانستان موقع لأطول حرب للولايات المتحدة.
ومنذ عام 2001، شاركت المجتمعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة في إحياء ذكرى 11 سبتمبر، ووضع أكاليل الزهور، ورفع الأعلام وتنظيم المسيرات.
وكان الرؤساء والمسؤولون الآخرون يقرأون قصائد وأجزاء من إعلان الاستقلال الدستوري ونصوصا أخرى خلال مراسم الذكري السنوية لهجمات 11 سبتمبر.
واستخدم بعض أقارب الضحايا مراسم الذكري السنوية لانتقاد الانقسامات المحلية، وتشجيع القادة على إعطاء الأولوية للأمن القومي، والاعتراف بضحايا الحرب على الإرهاب، والشكوى من أن المسؤولين يقومون بتسييس هجمات 11 سبتمبر، بينما دعا آخرون إلى السلام.
وقال جاكوب أفوكواه، شقيق الضحية إيمانويل أكواسي أفواكوا، عامل مطعم: "أصلي من أجل ألا يحدث هذا العمل الشرير المسمى الإرهاب مرة أخرى".