الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

بعد هجمات 11 سبتمبر| الجماعات الإرهابية تتوحش وتتمدد.. و23 عاما من حرب لا تهدأ على الإرهاب

هجمات 11 سبتمبر
هجمات 11 سبتمبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نتائج كارثية وتغيرات عالمية، قادت إليها الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة الأمريكية المعروفة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، شنت واشنطن حربا عالمية على الإرهاب، دخلت أفغانستان وأسقطت حكم حركة طالبان، وغزت العراق وأسقطت حكم الرئيس الأسبق صدام حسين، ومن المفارقات العجيبة أن هذه الحرب التي بدأتها أمريكا ضد الإرهاب قبل أكثر من عشرين عاما، جاءت بنتائج ملغزة وغاية في الغرابة، فبعد نحو عشر سنوات من الحرب على الإرهاب توحشت الجماعات المتطرفة في المنطقة العربية بصورة فاقت التوقعات لدرجة أنها سيطرت على بلاد وأسقطت نظما سياسية، وأدخلت أخرى في موجة من العنف وعدم الاستقرار لأكثر من عقد كامل.
من المفارقات أيضا، أن حركة طالبان التي أسقطتها أمريكا وظلت تلاحقها في أفغانستان عادت بقوة لحكم كابول بعد عشرين عاما من التواجد الأمريكي، وكأنها لم تكن مطاردة ولم تكن تحت الضغط الأمريكي والعالمي، وتنامى التنظيمات المسلحة المتطرفة في العراق بصورة أكبر وصل لدرجة سيطرة تنظيم داعش على محافظات ومدن كبيرة في العراق، وشكل التنظيم تحديا أمنيا للقوات الأمنية العراقية حتى بعد هزيمته وانحسار تواجده في المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة.

زعماء العملية بعد مرور الزمن
استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية زعماء تنظيم القاعدة، وأعلنت حربا واسعة ضد كل جماعات تجعل من إرهابها عالميا، وتنامت الجماعات المحلية المتطرفة بصورة أكبر في المنطقة العربية، لدرجة أنها كانت تهديدا وجوديا للمنطقة ما بعد عام 2011.
قتلت أمريكا زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان 2011، واستهدف زعيمها أيمن الظواهري في أفغانستان يوليو 2022، بغارة جوية، وتعتقل واشنطن مجموعة من المتورطين في الحادثة في معتقل جوانتانامو.
قبل شهر، عقدت السلطات الأمريكية اتفاقا مع ثلاثة من المتهمين، يقضي باعترافهم بالذنب مقابل تخفيف العقوبة عنهم، من بينهم خالد شيخ محمد المعروف بأنه مهندس هجمات سبتمبر، وواضع خطط الاستيلاء على الطائرات المهاجمة. وأدى الإعلان عن هذا الاتفاق إلى إثارة الاستياء بين أهالي ضحايا الهجوم، مما جعل وزارة الدفاع الأمريكية تعلن إلغاء تنفيذ الاتفاق.  

أحد المتهمين أيضا ويدعى محمد القحطاني، أعادته واشنطن إلى موطنه السعودية لأنها رأت أنه لم يعد من الضروري احتجازه.

تعود قصة اعتقال القحطاني إلى أغسطس من العام 2001، حيث اشتبه ضباط مطار ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن المسافر محمد القحطاني، سعودي الجنسية، يرغب في إقامة غير قانونية، لذا تم توقيفه وترحيله إلى دبي، ثم كشفت تحقيقات هجمات 11 سبتمبر تورطه في مخطط العمليات، ونجحت السلطات الأمنية في اعتقاله في ديسمبر من العام 2001 في أفغانستان، ونقل بعدها إلى معتقل جوانتانامو في يناير 2002.
القحطاني، الذي أوصت السلطات الأمنية الأمريكية مؤخرا بالإفراج عنه، تم اعتقاله بناء على الاشتباه بتورطه في مخطط هجمات سبتمبر، ويعتقد أنه المهاجم رقم 20، بعد التأكد من تورط 19 مهاجما جرى تقسيمهم إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تضم 5 أفراد، ماعدا الأخيرة ضمت 4 أفراد، وهي المنوط بها خطف الطائرة الرابعة (الرحلة 93) التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا.
ونقلا عن وكالات أنباء عالمية، فإن التوصية بالإفراج عن القحطاني، جاءت على خلفية أنه لم يعد اعتقاله ضروريًا لحماية الولايات المتحدة، وأنه لم يعد يمثل خطرا أو تهديدا، كما أن لجنة مراجعة ملفات المعتقلين أخذت في الاعتبار حالته النفسية السيئة، وأمرت بضمه لمركز تأهيل مع وضعه تحت المراقبة، وفرض قيود على سفره.

في تصريحات سابقة، لجريدة “البوابة نيوز”:، قال المحلل السياسي نزار الجليدي، أن هجمات 11 سبتمبر تمت بواسطة أربع طائرات نقل مدني تجارية، تقودها أربع فرق تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وُجِهت لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت ثلاث طائرات منها في ذلك، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركّاب الطائرة السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدّى إلى سقوطها وانفجارها في نطاق أراضي ولاية بنسيلفانيا.

وتابع الجليدي، أن أهداف الطائرات الثلاثة في استهداف برجي مركز التجارة الدولية الواقعة في مانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، المعروف باسم البنتاجون، بينما لم تُحدّد التحريات حتى اليوم الهدف الذي كان يريد خاطفو الطائرة الرابعة ضربه.
وتحل الذكرى الـ 21 للهجمات في غياب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي قُتل بغارة أمريكية في أفغانستان مطلع أغسطس 2022.
 

مواجهة الإرهاب
غيرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001 وجه العالم، ونبهت إلى خطورة الحركات الإرهابية وتأثيرها على الجميع، حيث أطلقت أمريكا بعدها حربها على الإرهاب.
في كتاب "الإرهاب.. مقدمة قصيرة جدا" ترجمة محمد سعد طنطاوي، ومراجعة هبة نجيب مغربي، الصادر عن مؤسسة هنداوي، شرح مؤلف الكتاب الإنجليزي تشارلز تاونزند، أستاذ التاريخ الدولي بجامعة كيل، صعود الإرهاب الأصولي منذ تأسيس جماعة الإخوان وصولا لهجمات تنظيم القاعدة على برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت مؤلف كتاب "الإرهاب" إلى أن أسامة بن لادن نشط في عداء الوجود الغربي في الجزيرة العربية بعد أحداث الخليج 1991، وأنه استفاد مشروعية مواجهة الوجود الغربي من أفكار حسن البنا وسيد قطب، اللذين اعتبرا أن الوجود الغربي في الجزيرة يمثل عودة "الصليبيين" لضرب المسلمين.

وأكد مؤلف كتاب الإرهاب، أن الإرهاب يقض مضاجع الناس، ويفعل ذلك عمدا، فهذا هو الهدف منه، ولهذا السبب شغل جانبًا كبيرًا من اهتمامنا في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين. فبينما يتخذ الشعور بعدم الأمان صورا كثيرة، فلا شيء آخر يتلاعب بشعورنا بالخطر أكثر من الإرهاب. بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وجدنا أنفسنا في حالة طوارئ تبدو لانهائية ودائمة، حرب ضد الإرهاب، تتساوي تداعياتها في صعوبة تفسيرها مع الإرهاب نفسه. فليس من السهل مطلقا فهم الإرهاب، لا سيما في أعقاب هجوم إرهابي. عندما يشعر المجتمع بالتهديد، عادة ما تقاوم محاولات التحليل العقلاني علانية باعتبارها تساعد العدو وتواسيه، بل وتتعاطف معه. غير أنه بدون هذا التحليل، تبدو مقاومة الإرهاب نضالًا محيرًا ضد خطر غير محدد.

وغالبا تبدو صورة الإرهاب كأنه ينحرف عن جادة التفكير المنطقي بحيث يصبح ليس فقط غير مبرر، بل وعدوانيًّا، أو جنونيا، أو بلا عقل.

وفي إطار المواجهة الفعالة، أوضح مؤلف الكتاب أن أفضل استجابة عامة للإرهاب تتمثَّل في التحلي بعدم الخوف. يعتبر مجرد الذهاب إلى العمل، أو استخدام المواصلات العامة، بعد هجمات أكثر الإجراءات فعالية من جانب الأشخاص العاديين.