في ظل جهود الدولة المصرية لمكافحة الأمراض الوبائية، نظمت وزارة الصحة والسكان المصرية مؤخرا دورة تدريبية بعنوان "مكافحة الدرن وكوفيد-19 والتهابات الجهاز التنفسي في البلدان الأفريقية"، وذلك بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وبإشراف من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان ، استهدفت تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية في مكافحة الأوبئة، وتدريب الكوادر الطبية على التعامل مع الدرن والأمراض التنفسية.
دور مصر الرائد في مكافحة الدرن
تشير وزارة الصحة إلى أن مصر تتبنى استراتيجية متكاملة للقضاء على الدرن بحلول عام 2030، وذلك من خلال تعزيز القدرة على الوصول إلى العلاجات المتقدمة التي تركز على المريض، بما في ذلك علاج الدرن المقاوم للأدوية، لضمان الأهداف العالمية الجديدة التي تبنتها مصر تحقيق انخفاض بنسبة 90% في الوفيات بسبب مرض الدرن، والوصول إلى انخفاض بنسبة 85% في معدلات الإصابة بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2015، كما أكدت الوزارة أن الدولة المصرية قد طورت خدمات مكافحة الدرن عبر 32 مستشفى و123 مركزًا للصدر، والتي تعمل بالتكامل مع مستشفيات القطاعات الأخرى مثل الجامعات والجيش والشرطة.
التدريب الأفريقي على مكافحة الأوبئة
شارك في الدورة التدريبية 12 متدربًا من 12 دولة أفريقية، شملت السنغال، موزمبيق، ملاوي، غانا، نيجيريا، كينيا، مدغشقر، إيسواتيني، جنوب السودان، غينيا، زيمبابوي، والصومال. تم تدريب هؤلاء المتدربين على كيفية مكافحة الدرن، كوفيد-19، والتهابات الجهاز التنفسي من خلال نخبة من خبراء الأمراض الصدرية. وقد تركز التدريب على اكتساب المهارات التحليلية، التخطيط الاستراتيجي، والإشراف والتقييم.
التعاون المصري الياباني في مجال الصحة
ووفقا لما ذكرته وزارة الصحة و الإسكان الشهر الماضي ان التعاون بين مصر واليابان في مجال الصحة يعد نموذجًا ناجحًا للشراكة الدولية، حيث تدعم "جايكا" تطوير القطاع الصحي في مصر والدول الأفريقية من خلال تقديم الدعم التقني والتدريبي، وتشمل هذه الشراكة مشاريع متعلقة بمكافحة الأمراض المعدية، وتحسين جودة الرعاية الصحية.
التوعية المجتمعية ودورها في مكافحة الأوبئة
وفي هذا السياق أكد الدكتور حسن ثروت استشاري الأمراض الصدرية والجهاز التنفسي لـ(البوابة نيوز) على أهمية رفع الوعي لدى المجتمع بجميع فئاته، وخاصة المجتمعات العشوائية والمهمشة بمدى خطورة تلك الأمراض التنفسية، بما في ذلك الدرن وكوفيد-19. فالتوعية المجتمعية تعتبر ركيزة أساسية في برنامج مكافحة الدرن المصري، حيث يسهم التفاعل المجتمعي في تعزيز فهم الناس لخطورة الأمراض الوبائية، وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية كالتطعيمات والفحص المبكر والأهم سرعة التوجه لطبيب عند ملاحظة أي عرض من أعراض تلك الأمراض.
أعراض الدرن وكيفية التعرف عليه
وأوضح (ثروت) أن الدرن هو مرض معدٍ يؤثر عادة على الرئتين ويمكن أن ينتقل عن طريق الهواء، وتشمل أعراضه الشائعة السعال المستمر الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، فقدان الوزن غير المبرر، التعرق الليلي، والتعب كما يمكن أن يتسبب الدرن في تلف شديد للرئتين إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
فيروس كورونا وأعراضه
أما فيروس كوفيد-19 (كورونا) هو مرض تشمل أعراضه الشائعة الحمى، السعال الجاف، والتعب، بينما يمكن أن تتطور بعض الحالات إلى صعوبة في التنفس، فقدان حاسة التذوق أو الشم، وآلام في العضلات.
كيفية تجنب هذه الأمراض
وأشار استشاري الأمراض الصدرية إلى أن من الضروري للوقاية من الأمراض التنفسية المعدية كالدرن وكوفيد-19، يجب اتباع ممارسات صحية صارمة، مثل ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، وتهوية الأماكن بشكل جيد، وتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة، كما يجب الفحص المبكر للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض مثل السعال أو الحمى، وضرورة عزل تلك الأشخاص حتى يتبين إصابتهم، لتجنب انتشار العدوى، والالتزام بالعلاج الموصوف بالكامل في حال التشخيص، أما بالنسبة لكوفيد-19، يُعد الحصول على اللقاحات المتاحة خطوة رئيسية في تجنب الإصابة الشديدة بالفيروس وتقليل انتشاره.