تحت أشعة الشمس الذهبية، تتلألأ مياه البحر الأحمر، وكأنها مرآة تعكس تاريخاً حافلاً بالتحولات، الغردقة، تلك القرية الصغيرة التي كانت يوماً ما ملاذاً لصيادي السمك، تحولت اليوم إلى جوهرة السياحة في مصر، فكيف استطاعت هذه المدينة أن تحقق هذا النمو الهائل في ربع قرن.
من قرية هادئة إلى وجهة عالمية
شهدت الغردقة تحولات جذرية في العقود الأخيرة، حيث تحولت من قرية صيادين هادئة إلى وجهة سياحية عالمية تجذب ملايين الزوار سنويًا. هذه التحولات الشاملة شملت العديد، من بينها، التوسع العمراني، حيث شهدت المدينة توسعًا عمرانيًا هائلاً، وبُنيت فيها فنادق فارهة ومجمعات سكنية، مما أدى إلى تغيير ملامحها بشكل كامل.
التنمية الاقتصادية
أصبحت السياحة العمود الفقري للاقتصاد المحلي، مما خلق فرص عمل جديدة وساهم في تطوير البنية التحتية، فيما استقبلت الغردقة أعدادًا كبيرة من السياح والوافدين، مما أدى إلى زيادة التنوع الثقافي في المجتمع.
وتهدف الغردقة إلى ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية مستدامة، وذلك من خلال، السياحة المستدام، وذلك، بالتركيز على السياحة التي تحافظ على البيئة والموارد الطبيعية، من خلال تحقيق التنمية الشاملة التي تشمل جميع فئات المجتمع، و الحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة وتراثها، وتبني التقنيات الحديثة والابتكارات في مجال السياحة.
تطور كبير
وقال بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، إن الغردقة تطورت بشكل كبير خلال الربع قرن الماضي وتحولت من قرية صيادين صغيرة إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم.
وعن أبرز مراحل التطور أوضح نقيب المرشدين السياحيين الآتي:
التوسع العمراني:
شهدت المدينة توسعًا عمرانيًا هائلاً شمل بناء الفنادق والمنتجعات الفاخرة، والشقق السكنية، والمراكز التجارية، والبنية التحتية الحديثة.
التطوير السياحي:
تم التركيز على تطوير القطاع السياحي من خلال إنشاء شواطئ خاصة، ومراكز للغوص والرياضات المائية، ورحلات سفاري في الصحراء، مما جعلها وجهة جاذبة للسياح من جميع أنحاء العالم.
تحسين البنية التحتية:
تم تطوير شبكات الطرق والمواصلات، وشبكات المياه والصرف الصحي، والكهرباء، مما ساهم في تحسين جودة الحياة للمقيمين والسياح على حد سواء.
التنوع الاقتصادي:
لم يعد الاقتصاد يعتمد فقط على السياحة، بل توسع ليشمل قطاعات أخرى مثل التجارة والصناعة والخدمات.
الاهتمام بالبيئة:
واوضح ابو طالب ، انه صبح هناك اهتمام متزايد بالحفاظ على البيئة البحرية والشعاب المرجانية، وتطوير مشاريع صديقة للبيئة.
أبرز العوامل التي ساهمت في هذا التطور:
الدعم الحكومي:
قدمت الحكومة المصرية دعمًا كبيرًا لتطوير الغردقة من خلال الاستثمارات الحكومية والتشريعات التي تشجع الاستثمار السياحي.
شهد العالم زيادة في الطلب على السياحة، مما جعل الغردقة وجهة جاذبة.
واضاف نقيب المرشدين السياحيين: بعد أن شهدت الغردقة تحولات جذرية في بنيتها التحتية واقتصادها، كان لا بد أن تتأثر المجتمعات المحلية بهذه التغيرات. فالتنوع الثقافي المتزايد، وزيادة فرص العمل، أدت إلى تغييرات عميقة في نمط الحياة والعادات والتقاليد. ومع ذلك، فإن هذه التغيرات لم تخلو من تحديات.
تنافسية الغردقة في السوق السياحي
وأكد نقيب النرشدين السياحيين: انه للحفاظ على تنافسية الغردقة في السوق السياحي العالمي، يجب التنوع في المنتجات السياحية، لتلبي احتياجات شرائح مختلفة من السياح، مثل السياحة الثقافية، البيئية، والمغامرات، ورفع مستوى جودة الخدمات المقدمة في الفنادق والمطاعم والشواطئ، من خلال تدريب العاملين في القطاع السياحي على التعامل مع السياح وتقديم خدمات عالية الجودة.
وتابع: فيما يجب تطبيق معايير صارمة للحفاظ على البيئة البحرية والشاطئية، وتشجيع السياحة المستدامة، وذلك باستخدام وسائل التسويق الحديثة للترويج للغردقة في الأسواق العالمية، والمشاركة في المعارض السياحية الدولية، وتحسين شبكات الطرق والمواصلات، تطوير المرافق العامة مثل المطارات والموانئ، تسهيل إجراءات السفر، وتبسيط إجراءات الحصول على التأشيرات.
واضاف: ويجب توفير خدمات الإنترنت عالية السرعة وتطوير المنتجات الحرفية والتراثية، من خلال دعم الحرفيين المحليين وتسويق منتجاتهم، وذلك للحفاظ على التراث الثقافي للغردقة، بالإضافة إلى ذلك، يجب التركيز على:
الشراكة بين القطاع العام والخاص، لتنفيذ المشاريع السياحية وتطوير البنية التحتية، والتعاون مع المجتمع المحلي، بهدف إشراكهم في عملية التنمية السياحية والاستفادة من خبراتهم، والتقييم المستمر لأداء القطاع السياحي واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.
ولفت الى انه بتطبيق هذه الإستراتيجيات، يمكن للغردقة أن تحتفظ بمكانتها كوجهة سياحية عالمية جاذبة.
