أعلن أحمد أبوالغيط الأمين العام جامعة الدول العربية أن وزراء الخارجية العرب قرروا اليوم في ختام الدورة ال-١٦٢ لمجلس الجامعة العربية أن تكون القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي هو الموضوع الرئيسي والوحيد في الاجتماع.
وقال أبوالغيط أنه تم الاتفاق على تأجيل أي قرار سياسي آخر مطروح على هذه الدورة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في مارس القادم وذلك لإعطاء الفرصة والتركيز على نقاش مكثف بشأن القضية الفلسطينية والاتفاق على رؤية عربية فيما يتعلق بفلسطين قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مع وزير الخارجية اليمني شايع محسن الزنداني رئيس الدورة ال١٦٢ لمجلس جميع الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية عقب اختتام الدورة.
وقال أبو الغيط انه من المعروف انه في مثل هذه الاجتماعات تصدر مجموعة قرارات تتناول القضية الفلسطينية ولكن جميعها تم تجنيبها في هذا الاجتماع واتفق في المقابل على قرار وحيد تحت عنوان تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي .
وأضاف هذه القرارات تعطي اهتماما خاصا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ورؤية المحكمة الجنائية الدولية بشأن حرب غزة وكذلك رؤية مجلس الأمن وكافة المسائل والأنشطة الخاصة بفلسطين على مستوى الأمم المتحدة، مؤكدا اهمية هذه البنود بشكل خاص.
وتابع " اتفق أيضا على قرار إداري لتيسير أعمال الجامعة العربية".
وأردف قائلا " خلاصة القول أنه كان يوما فلسطينيا، حيث أراد الوزراء تأجيل القضايا الأخرى رغم أهميتها لتوجيه كل الزخم للقضية الفلسطينية.
وقال أبو الغيط،خلال المؤتمر الصحفي، "اليوم عقدت ثلاثة اجتماعات للجان فرعية هي لجنة الصومال حيث صدر عنها بيان يدعم الصومال في موقفه من رفض مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال ويؤكد الحفاظ على وحدة أراضي الصومال.
وأضاف عقدت اليوم ايضا لجنة سوريا حيث جرت مناقشة بين الوزراء في اللجنة ثم تناقشوا مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، مشيرا الى أن صلب عمل اللجنة التأكيد على أهمية استمرار الحوار بين الطرفين لتحقيق أهداف هذه اللجنة التي تسعى للدفاع عن حقوق سوريا في مواجهة العقوبات والموقف الدولي تجاه دمشق.
واشار إلى انه عقد اجتماع ثالث للجنة القدس واستمعت اللجنة لتقرير مستفيض من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن أعمال هذه اللجنة والجهد المبذول من الأردن و اللجنة بصفة عامة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية في القدس، وكذلك تقرير لوزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين شاهين عن رؤية السلطة للوضع في القدس ومحاولة إسرائيل المستمرة الاعتداء على الحقوق الفلسطينية الفلسطينية والعربية والإسلامية.
وردا على سؤال حول الكلمة القوية لجوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية وهل تعكس تغيرا في المواقف الأوروبية،وجه أبو الغيط التحية لجوزيف بوريل مشيرا إلى أن موقفه يعكس مواقف المفوضية الأوروبية ومواقف بعض الدول الأوروبية.
وأضاف أن هناك تيارات مختلفة داخل الاتحاد الاوروبي، فهناك إسبانيا وسلوفينيا والنرويج على سبيل اعترفوا بدولة فلسطين وهناك دول تتحدث عن حل الدولتين ولكن لا يتصرفون أو يتخذون مواقف تدعم ذلك والمواقف الأوروبية تتطور تدريجيا.
وقال "لقد رأينا بعد 7 أكتوبر مواقف أوروبية حادة في انتقاد عملية 7 أكتوبر وأعطوا الانطباع بأنهم يعطون لإسرائيل حق التصرف، ولكن بعد ما تبين قدر الاجرام والوحشية في التصرفات الإسرائيلية بدأت الدول الاوروبية تغير مواقعها وهناك تحول وضح جدا على مدى الأسابيع والشهور الماضية حيث تحولوا إلى الدفاع عن الشعب الفلسطيني في هذه المأساة التي يتعرض لها.
وأضاف اليوم تحدث جوزيف بوريل عن اجتماعات تعقد خلال الجميعة العامة للأمم المتحدة لتأكيد حل الدولتين.
وأشار إلى أنه سيقام يوم الجمعة القادم اجتماع ضيق لمجموعة من الدول العربية والأوروبية للترتيب والتحضير للدفع بفكرة حل الدولتين أمام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 26 سبتمبر الجاري.
وقال إنه رغم المأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني وفقدان ما يزيد عن 41 ألف شهيد إلا أن إسرائيل فشلت ليس في صراعها مع حماس وقتل القادة الحمساويين ولكنها فشلت لأن المجتمع الدولي لأول مرة يتنبه إلى أن إسرائيل تقف إلى الجانب المضاد للتاريخ، فالتاريخ يقول لكل شعب الحق في تحديد خياراته.
وأردف قائلا "الدولة الفلسطينية "البازغة القادمة قريبة لا ريب فيها ليس خلال عقود ولا سنوات ولكن قريبة أراها رؤى العين".
وحول الوضع في السودان، قال أبو الغيط انه اكد خلال كلمته على ضرورة حل ازمة السودان وضرورة تحرك المجتمع الدولي في هذا الصدد ومساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة.
وحول حضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للاجتماع،قال أبوًالغيط إن حضور وزير خارجية التركي الاجتماع يمثل إشارة قوية من الجانب العربي بأن الدول العربية مستعدة لتفاهم مع تركيا والعودة إلى إثراء العلاقة التركية- العربية مشيرا إلى أن القرارات التي كانت تتناول التدخلات التركية في الشؤون العربية جمدت ولم تلغ.
وحول العلاقات العربية- الإيرانية وهل تسير على المسار التركي،أشار أبو الغيط إلى أن قمة البحرين في مايو 2024 ألغت لجنة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية ولجنة التدخلات التركية في الشؤون العربية ولكن الوضع التركي له شكل وعلاقة متميزة مع الدول العربية عن الوضع الإيراني الذي مازال متأخرا عن تركيا في هذا السياق تحديدا.