عقد مركز إعلام الفيوم لقاء موسعا بالتعاون مع مديرية التنظيم والإدارة وكلية الآداب بعنوان “مكافحة الفساد الإداري وتعزيز قيم النزاهة والشفافية”، بمشاركة عدد كبير من العاملين بمختلف الجهات التنفيذية بالمحافظة .
وذلك في ثاني فعاليات الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار “أيد في أيد هننجح أكيد” لتشجيع المبادرات الرئاسية
حاضر اللقاء الدكتور أسامة عبد الحميد مدير مديرية التنظيم والادارة ، الدكتور محمد كمال أستاذ الاجتماع بكلية الآداب .
استهلت اللقاء سهام مصطفى مدير مركز إعلام الفيوم بكلمة افتتاحية حول الهدف من الحملة التي ترمي الى توعية كافة المواطنين بالمبادرات المتنوعة من أجل المشاركة في تحقيق أهدافها لصالح الفئات المستهدفة من المواطنين ودعم المبادرة الرئاسية " بداية جديدة للتنمية البشرية" التي تأتي ضمن المشروع القومى لبناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وتحسين جودة الحياة، والاستثمار في رأس المال البشري في سبيل تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل، إيمانًا بأن التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا يمكن الوصول إليها دون إحداث تنمية بشرية حقيقة على مختلف المحاور والاتجاهات.
وأضافت، أنه في هذا الصدد أولت مصر قضية مكافحة الفساد اهتماما كبيرا حيث تم إطلاق الإستراتيجية الوطنية الأولى لمكافحة الفساد ٢٠١٤ - ٢٠١٨ ، ثم الثانية ٢٠١٩ - ٢٠٢٢، تبعها الاستراتيجية الوطنية الثالثة ٢٠٢٣ - ٢٠٣٠ وترتكز رؤية الاستراتيجية علي مجتمع يدرك مخاطر الفساد ويرفضه بدعم من جهاز اداري يعلي قيم الشفافية والنزاهة ومشهود له بالكفاءة والفعالية.وقد رسخت الاستراتيجية مبادئ المحاسبة والمساءلة.
وفي سياق متصل تحدث د.أسامة عبد الحميد عن مفهوم الفساد الإداري فعرفه بأنه: "سـلوك ينحرف فـيه الموظـف العـام، عـن معـايير أخلاقيات الوظيفة العامة، والقيم الاجـتماعية، بهـدف الحصـول علـى منفعة ذاتية، أو فئوية علـى حسـاب المصلحة العامة، مشيرا إلى أن محاربة الفساد والوقاية منه مسئولية مشتركة لكافة سلطات الدولة والمجتمع .
ثم تطرق الى أنواعه العديدة ومظاهره الكثيرة والمختلفة ومنها الرشوة، الاختلاس، اقصاء الكفاءات المؤهلة، المحسوبية، التكسب من وراء الوظيفة العامة، المحاباة، استغلال الممتلكات العامة، الواسطة على حساب الغير، إساءة استخدام السلطة الرسمية، استغلال النفوذ، الاستيلاء على المال العام، الابتزاز ، وضع الشخص المناسب في غير المكان المناسب، التهاون في تطبيق الأنظمة والتشريعات أو تطبيقها على البعض دون الآخر .
كما تحدث باستفاضة عن أسباب الفساد الاجتماعية، الاقتصادية، بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني.
وعن طرق مكافحة الفساد الإداري أوضح أن هناك عدة عناصر أساسية لمكافحة هذه الظاهرة ومنها المحاسبة، المساءلة، الشفافية، النزاهة، تطبيق العقوبات على الفاسدين.
وفي معرض حديثه أكد عبد الحميد، أن ظاهرة الفساد تهدد المجتمع و قد توسعت بشكل غير مسبوق.
لافتا الانتباه إلى طرق معالجة هذه الظاهرة ومنها التشريعات والقوانين والجزاءات الصارمة في حق المخالفين، وتوعية الموظفين بهذه الظاهرة الخطيرة وتداعياتها وتأثيرها على المجتمع ودورهم في الإخبار عن حالات الفساد في دوائرهم، عقد ندوات دينية للجهات المختلفة لمحاربة هذا الداء، والاعتماد على الكفاءة والإبداع العلمي وعدم الاعتماد على العلاقات الشخصية والمحسوبية والواسطة، وتوفير القيادات الشابة المؤمنة بالتطوير والتغيير لقيادة العمل الوظيفي، وكذلك نشر الوعي وثقافة النزاهة وروح المواطنة بين المواطنين والموظفين ،إشراك مؤسسات المجتمع المدني في مكافحة الفساد، وأخيرا تفعيل برنامج الحكومة الالكترونية ووضعه حيز التنفيذ ليتمكن المواطن من متابعة معاملاته من أي مكان على شبكة الإنترنت وتحديث البوابة الالكترونية للجهة دورياً .
ومن جانبه ذكر الدكتور محمد كمال أن الفساد الإداري ظاهرة اجتماعية لابد من إدراك مسبباتها الفعلية على نحو علمي لكي يكون بالامكان الحد من هذه الظاهرة وتنفير أفراد المجتمع منها منوها أن عملية مكافحة الفساد عملية طويلة وتحتاج لسنوات وتتعلق بمنظومة القيم المجتمعية وتوعية الأجيال القادمة.
وأشار إلى أهمية القضاء على المفاهيم الخاطئة السارية في المجتمع بما يسهم في تعزيز ثقافة مناهضة للفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية، لافتا إلى أهمية دور المرأة باعتبارها الأم والزوجة والأخت والابنة في تعزيز هذه الثقافة لإيجاد جيل يجرّم الفساد والإسهام بقوة في ترسيخ القيم والأخلاق لدى الأبناء، معربا عن أمله في أن تكون الأجيال القادمة أكثر وعيا ومعرفة بخطورة هذه الآفة التي تعيق عملية التنمية وتدمر القيم الجميلة في المجتمعات.
وأشار كمال، إلى أن الدراسات والبحوث الاجتماعية أكدت أن الفساد يؤثر سلبا على جودة الحياة، ويعرض حقوق وامتيازات الآخرين للخطر، كما يؤدي إلى عرقلة التنمية الاقتصادية وتفاقم عدم المساواة والفقر والانقسام الاجتماعي ومن هذا المنطلق فإن مكافحة الفساد يحقق مستويات عالية من الجودة النفسية والإنتاجية والترفيهية، كما وكيفا، بما ينعكس على إنتاجية المجتمع وارتقائه، وعلو شأنه فضلا عن الارتقاء بالإنسان، وبناء الإنسان السليم نفسيا وصحيا الملتزم نحو مجتمعه ووطنه، المدرك أن خيرات هذا الوطن كلما ارتقت ستنعكس عليه إيجابا، بالرضا والتوافق والنجاح في الحياة.
شهد اللقاء تفاعلا كبيرا من جانب المشاركين وأكد الجميع في الختام على ضرورة التعاون في مكافحة الفساد من أجل مجتمع أفضل
شارك في إعداد اللقاء فريق عمل مركز الإعلام نادية أبو طالب، شيماء الجاحد تحت إشراف سهام مصطفى مدير المركز.