الأب هو كنز لمن يُدرك قيمته، فالحياه بلا أب تجعلك تعيش فى الحياه بلا حماية.. فالأب هو سند لأولاده.. فهو يهتم ببنائه ويرعاهم منذ نعومه أظافرهم.. يتحمل مشقه الحياة ليبنى لهم مستقبلا يحموا به أنفسهم فى الحياة.. ولكن هناك من لا يدرك ذلك.. أو للأسف أدركه ولكن بعد فوات الأوان.
قصتنا اليوم هى عن شاب كان مدلل أبيه منذ الصغر.. كان والده يفرح به كثيرا عندما يراه يكبر أمام عينيه.. يحضنه طويلا ليشعر بقلبه يرقص ويكاد أن يُهلل من فرحته به.. ولكن الحياة لا تسير على خط مستقيم طويلا.. فكبر الصبى وأصبح شابا له متطلبات تختلف عن التى كان يريدها فى الطفولة.. ولأن كل طلباته كان مُجابة كان يجن جنونه إذا تأخر والده عنه فى أى طلب.
وذات يوم استيقظ الابن ليتوجه نحو أبيه ليسأله عن النقود الذى طالبه بها منذ فترة لكن والده أخبره أنه ليس متوفرا معه أى مال الآن.. لتحدث بينهما مشادة كلامية تنتهى بطعن الإبن لوالده عده طعنات ليفارق الوالد الحياه على الفور تاركا وراءه ابنا بلا أب.. بلا سند.. بلا حياة.
وكان الدكتور جمال فرويز استشارى علم النفس قد قال من قبل، إن السبب الرئيسى فى انتشار هذه الظاهرة هو الانحدار الثقافي، فهو خلف كل ما يحدث، غياب الثقافة الدينية التى تحرم قتل الإنسان وتجرمه، فى ظل وجود وسائل إعلام تنقل أشكالا لا تناسب المجتمع العربي، وتصور البطل الشخص الذى يقتل ويمارس الشذوذ، ويقوم بانتهاك المحرمات، ويجعل من القتل أسهل ما يمكن للوصول إلى ما يريد، ويصور بأن الحصول على المال هو أكبر المكتسبات التى يحصل عليها الإنسان بأى شكل من الأشكال.
وأضاف الدكتور جمال فرويز أن العمل على غياب الثقافة المصرية السبب الرئيسى فى هذه الجريمة، على سبيل المثال مصر مرت بأزمات مالية فى فترة الأربعينيات وتلتها هزيمة ٦٧ ومع ذلك لم نسمع على انحدار الثقافة المصرية فى المجتمع، فحافظ المصرى على تقاليده ولم يشهد تفشيا لظاهرة القتل كما هو الآن.
ويرى أن روشتة علاج هذه المشكلة تكون بتبنى الدولة خطة واضحة تكافح من خلالها الانحدار الثقافي، وتواجه الأفلام التى تصور أن النجاح من خلال القتل، كما يقوم المسجد والكنيسة بعقد دورات تبث روح حب الحياة وضرورة الحفاظ على الأسرة، وحماية الأبناء أما التحرك من خلال خطوط عشوائية لحل المشكلة لن يساهم فى حل وسيتكرر الأمر.
يذكر أن الأجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة قد ألقت القبض على شاب قتل والده بسبب خلافات على المصاريف بمنطقة المقطم . تلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة بلاغا من شرطة النجدة بوجود جثة لشخص مقتول بدائرة قسم شرطة المقطم.
وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة وعثر على جثة شخص مقتول بعدة بطعنات وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل الضحية بسبب خلافات عائلية بينهما على المصاريف، وألقى القبض على المتهم وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.
وإذا ثبتت التهمة بعد التحقيقيات والإحالة إلى المحاكمة، فإن المادة ٤٥ من قانون العقوبات نصات على أن الشروع فى القتل هو عقد العزم والنية على ارتكاب إزهاق الروح حتى تحدث بعض الأعمال الخارجة عن إرادة المتهم التى تعطل وتفسد تلك الجريمة وعقوبتها هى السجن المشدد من ١٠ سنوات وحتى ١٥ سنة، وفى حالة إتمام تلك الجريمة فإنها تصبح تهمة قتل عمد مع سبق إصرار وترصد ويعاقب المتهم بالإعدام.
والقتل العمد لا بد أن يتحقق فيه أمران، وهما: سبق الإصرار وعقوبته الإعدام، والترصد وهو تربص الجانى فى مكان ما فترة معينة من الوقت سواء طالت أو قصرت بهدف ارتكاب جريمته وإيذاء شخص معين وعقوبته الإعدام أيضًا والقتل المقترن بجناية عقوبته هو الإعدام أو السجن المشدد أحدهما قصد الشخص بالقتل.
فلو كان غير قاصد لقتله، فإنه لا يسمى عمدًا؛ وثانيهما، أن تكون الوسيلة فى القتل مما يقتل غالبًا، فلو أنه ضربه بعصا صغيرة، أو بحصاة صغيرة فى غير مقتل فمات من ذلك الضرب فإنه لا يسمى ذلك القتل قتل عمد، لأن تلك الوسيلة لا تقتل فى الغالب