صفى الدين دياب - نيويورك
سباق الرئاسة الأمريكية
لم يكن يدري الرئيس الأمريكي الأسبق ومرشح الحزب الجمهوري في سباق الرئاسة الأمريكية لعام ٢٠٢٤، دونالد ترامب أنه بمجرد تخلي الرئيس الحالي جوزيف بايدن استكمال السباق، أنه سيواجه مساء الثلاثاء ١٠ سبتمبر امرأة ذات بشرة سوداء فى هذا السباق المحموم إلى البيت الأبيض.
توقعات ترامب
كانت توقعات ترامب أنه بمجرد خروج جوزيف بايدن من السباق سيخلوا له الجو وستسير الأمور على ما يرام وسيصبح كرسي المكتب البيضاوي مضمونا بين يديه، لكن سرعان ما هبت رياح لتأتي بما لا يشتهي «ترمب»، وقد تكلفه ما لم يكن فى الحسبان أو حتى يتوقعه، ليجد نفسه فى مواجهة كاميلا هاريس ذات التركيبة العرقية المعقدة، والتي يصعب توقع نتائج من يواجهها.
هناك عدة ركائز أساسية سوف تلعب دورًا بارزًا في تحديد من سيخلف بايدن وسيجلس على مقعد المكتب البيضاوى وهى:
- التركيبة العرقية والاجتماعية والدينية للمرشح وهى اللاعب الرئيسي والضربة الترجيحية فى هذه الانتخابات.
- موقف المرشح من قضايا الاقتصاد والضرائب وأسعار الطاقة التي تستحوذ على اهتمامات محدودي الدخل والتحول الجنسي.
- قضية الهجرة التي تلعب دورا بارزا فى جذب أصوات الملونين للمرشح.
- العلاقات مع إسرائيل، وأزمة غزة، ووقف إطلاق النار ويستخدمها المرشحان لنيل تأييد مناصري إسرائيل خاصة فى ولايتي نيويورك وبنسلفانيا، ويركز غير الملتزمين عليها دون أن يدركوا أن ملف غزة سيكون مجرد عامل ثانوي ( حاليا ) فى هذه المعادلة المعقدة، والتى نبت منها فكرا جديدا ربما يتعاظم ويكون جوهريا فى المرحلة المقبلة؛ لذا تم تداركه ورعايته وأحسنوا استخدامه من قبل المفكرين والباحثين المحايدين وهو متعلق بإعادة صياغة تاريخ منطقة الشرق الأوسط ورسم جغرافيا المنطقة من منظور محايد لهذه المنطقة وتحرير الفكر والوجدان الامريكى من أحضان أقلية تمسك بقبضة الأمور فى دهاليز القوة العظمى وتسخرها لصالح إسرائيل. عن طريق ولادة كتلة تصويتية وحزب سياسي جديد مؤثر فى الساحة الأمريكية.
ترامب وهاريس فى كفة الميزان
تلعب التركيبة العرقية للمرشح الأمريكى دورًا كبيرًا فى حشد أصوات الناخبين لصالح المرشح، كما كان الحال مع مرشحين سابقين هما باراك أوباما ذو الأصول الأفريقية ومايكل دوكاكيس ذو الأصول اليونانية، ونلاحظ هنا أن الديمقراطيين قد أجادوا اختيار من يمثلهم خلفا للرئيس جوزيف بايدن، واتجهت كل الأنظار إلى ضرورة لفت أنظار الملونين والمهاجرين والنساء من كل مكان باختيار كامالا هاريس ذات الأصول اللاتينية والهندية، والمنسوبة على الأمريكيين من أصول أفريقية لبشرتها الداكنة المعبرة عن الأصول الأفريقية اللاتينية.
كامالا هاريس
المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تحظى بقبول كبير لدى طوائف عدة لأن الديمقراطيين اجادوا تجهيزها من سنوات عدة، فالزج بها ليس من قبيل الصدفة فهى تلك السمراء الضاربة بجذورها في العديد من التجمعات اللاتينية والأفريقية، لتتجاوز ذلك وتدخل اروقة اللوبى اليهودى المناصر لإسرائيل من أوسع أبوابه بزيجتها الثانية من رجل أعمال يهودي من مواليد مدينة بروكلين معقل اليهود في نيويورك.
لم تكتف هاريس بهذا بل خرجت على المجتمع الأمريكى لتقول «نحن هنا نساء أمريكا» اللواتي لا يخيفهن عنف ترمب ولا انتقادتاته أو تجاوزاته بحق النسوة، وبذلك تؤكد هاريس أنها ثانى امرأة تترشح لرئاسة أميركا بعد السيدة البيضاء هيلارى كلينتون والتى لم تتمكن من الوقيعة بهذا المارد المعروف بتجاوزاته بحق المرأة.
سباق الرئاسة الأمريكية
بدأ سباق الرئاسة الأمريكية كحلبة صراع علت فيها الأصوات بتجاوزات لفظية واتهامات بالكذب، وسرد إنجازات لم يلمسها المواطن فى ظل بزوغ ظاهرة الثأر لدى الجمهوريين المتضررين من ترمب ليعلنوا تأييدهم للمرشحة الديمقراطية، فلم تنس أسرة جون ماكين غريم ترامب فى السعي لنيل ثقة الحزب فى انتخابات ٢٠١٦، أن مرشح حزبهم هو من أطاح بأبيهم فأعلنوا تأييدهم لهاريس ‘‘نكاية‘‘ فى ترامب، ويستمر مسلسل الثأر بحملة ساخنة من أسرة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشينى انتقاما لخروج ابنتهم ليز تشينى من سباق انتخابات الكونجرس بهزيمة منكرة دبرها لها دونالد ترامب وأعوانه، وسرعان ما أعلنت هى الأخرى تأييدها للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
التخلي عن دعم ترامب
أما المرشح الجمهوري دونالد ترامب والذى كان يعول على ضعف بايدن، وقوته كرجل أعمال ناجح اعتاد التلويح بالمؤشرات الاقتصادية وقدرته على تحويل حالة التراخي الاقتصادي إلى مرحلة ازدهار إلا أنه سرعان ما فوجئ بنبأ تخلى جيمس ماردوخ صاحب أكبر إمبراطورية إعلامية فى العالم عن دعم ترامب ليلحقه ٨٠ من أكبر الاقتصاديين ورجال الأعمال بأمريكا، وهو الأمر الذى سيزيد موقف ترامب تعقيدا وقد يعيق حركته فى مواجهة هاريس، لينقلب السحر على الساحر، فبدلا من تهكمه على بايدن فقد يجد ترامب نفسه فى موقف لا يحسد عليه فى المرحلة المتبقية من سباق الرئاسة، اللهم إلا إذا عدل نهج حملته وانفتح على قطاعات عدة لأصطياد أخطاء الديمقراطيين ومن بينها:
أصوات المستقلين بأمريكا
جذب أصوات المستقلين بأمريكا وهى الأكثر عددًا فى الانتخابات الأمريكية، والتى تتجاوب بأقصى سرعة مع من يلوح لهم بجزرة تخفيضات ضريبية، دفعة مالية لإعانة الأسر المتوسطة، زيادة مخصصات التأمين الصحي، والتعامل الإيجابي مع ملفي غزة والمهاجرين، وتحمل الدولة حصه فى قروض الدراسة، فليس مهما الوعد لكن الأهم هو الوفاء بالوعد وكيفية تدبير تلك المخصصات والجدول الزمني لتحويلها إلى واقع ملموس.
صناديق الاقتراع
من هنا نلاحظ أن سباق الرئاسة الأمريكية بين المرشحين سيظل متأرجحا ولن تحسمه مناظرة او زيارة إلى ولاية أو أخرى، بل ستظل صناديق الاقتراع حتى فرز آخر صوت هى القول الفصل فى هذا السباق ذو المرشحين المتنافسين والمتقاربين فى عدد المؤيدين وعدد الرافضين.
مناظرة الثلاثاء
ربما تكون مناظرة الثلاثاء خطوة للأمام للمرشح الجمهوري الذي تمرّس على مناظرات عدة، يجيد استفزاز منافسه، ويحسن اختيار نقاط الضعف لدى الخصم، وفى المقابل تقف هاريس ذات الابتسامة التى تعلو وجهها معتمدة على خبرتها فى احتواء الخصم واستدراجه إلى فخ يكشف نواياه فهى تلك المدعية العامة السابقة ذات الخبرة الكبيرة فى التعامل مع من يستخفون بعقول البشر، فقد كرست جهدها فى الأسابيع الماضية لانتقاء سهام النقد تلميحا لتاريخ ترمب وقضاياه السابقة.
التركيبة العائلية للمرشحين
- الجمهوري دونالد ترامب
- من أصول ألمانية هولندية مهاجرة لأمريكا عام ١٨٤٠
- من أصل مسيحي بروتستانتي محافظ من أتباع القديس مارتن لوثر -
- الأب ينحدر الى اصول افريقية عاشت بدولة جامايكا بأمريكا الجنوبية وأم هندية من إقليم التاميل
- تزوج ٣ مرات من زوجات تنحدر إلى أصول أوروبية
- تزوجت مرتين الاولى من أصول لاتينية والثانية رجل أعمال يهودي من نيويورك
- رجل أعمال ورث ثروات طائلة من والديه وجدته
عائلة «ترامب»
فر يدريك ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: الجد الأكبر
الجنسية: ألمانيا
العمل: مصفف شعر
الميلاد: 1880
الوفاة: 1966
–
اليزابيث ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: جدة الرئيس ترمب
الجنسية: أمريكية من أصول ألمانية
العمل: تجارة وبيع عقارات
الميلاد: 1905
الوفاة: 1999
–
فريد ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: والد الرئيس
الجنسية: أمريكى
العمل: مطور عقارات وبنى ٢٧ ألف شقة فى نيويورك
حوكم مرتين بتهمة التهرب ومخالفة القوانين
الميلاد: 1912
الوفاة: 2000
–
ماري آن ماكلويد ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: والدة الرئيس
الجنسية: إسكتلندية أمريكية
المهنة: عاملة
الميلاد: 1937
الوفاة: 2023
–
ماريان ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: شقيقة الرئيس
الجنسية: أمريكية
المهنة: عملت محامية ثم قاضية فى نيويورك
الميلاد: 1938
الوفاة: 1981
–
فريد ترامب الأصغر
العلاقة بالرئيس ترامب: شقيق الرئيس
الجنسية: أمريكى
المهنة: طيار
الميلاد: 1946
–
روبرت ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: شقيق
الحنسية: أمريكى
المهنة: رجل أعمال
الميلاد: 1949
الوفاة: 2022
–
ايفانا ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: الزوجة الأولى للرئيس
الجنسية: تشيكوسلوفاكيا
المهنة: سيدة أعمال
الميلاد: 1963
–
ماريا مابلز
العلاقة بالرئيس ترامب: الزوجة الثانية للرئيس
الجنسية: أمريكية
المهنة: ممثلة ومغنية ومقدمة برامج تلفزيونية
الميلاد: 1965
–
ماري ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: ابنة شقيقه
اعتادت الكتابة عنه وانتقاده واتهامه بسرقة الميراث
الجنسية: أمريكية
المهنة: محللة نفسية وكاتبة
الميلاد: 1970
–
ميلانيا ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: الزوجة الثالثة للرئيس
الجنسية: أمريكية من سلوفينيا
المهنة: عارضة أزياء وسيدة أعمال
الميلاد: 1977
–
دونالد ترامب الأصغر
العلاقة بالرئيس ترامب: ابن الرئيس من زوجته الأولى
الجنسية: أمريكى
العمل: ناشط سياسي ومقدم برامج سابقا
الميلاد: 1981
–
إيفانكا ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: ابنة الرئيس من زوجته الأولى
الجنسية: أمريكية
المهنة: سيدة أعمال وموظفة في المجال السياسي سابقا
الميلاد: 1984
–
إيريك ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: ابن الرئيس من زوجته الأولى
الجنسية: أمريكى
المهنة: رجل أعمال ومقدم برامج تلفزيونية سابقا
الميلاد: 1993
–
تيفنى ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: ابنة الرئيس من ماريا مابلز المذيعة
الجنسية: أمريكية
العمل: مساعدة باحثة قانونية
الميلاد: 2006
–
براون ترامب
العلاقة بالرئيس ترامب: ابن الرئيس من زوجته ميلانيا
يجيد لغة بلد الأم وجاري تطوير لغته الإنجليزية
الجنسية: أمريكي
المؤهل: طالب بالجامعة
أسرة كامالا هاريس
أما المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فهى من مواليد كاليفورنيا من أبوين مهاجرين كافحا من أجل استكمال تعليمها بأمريكا، وسرعان ما وصل الأب إلى مهنة التدريس بالجامعات الأمريكية بعد حصوله على درجة الدكتوراه.
أما الأم فكانت من أصول هندية وكافحت كثيرًا إلى أن أصبحت متخصصة وباحثة فى مجال مكافحة سرطان الثدي، وسرعان ما انفصلا عام ١٩٧٢ بعد ميلاد كامالا بست سنوات.
كامالا هاريس لها شقيقة واحدة هي مايا، وعملت كامالا فى مجال القانون وتدرجت فى المناصب حتى وصلت إلى منصب محامى عام ولاية كاليفورنيا عام ٢٠١٤، وتعرفت على زوجها الثانى دوج إمهوف وهو دارس القانون ورجل أعمال، وسرعان ما وصلت كامالا إلى منصب سيناتور بولاية كاليفورنيا بعد زواجها من إمهوف بعامين.