مع بداية زيارته إلى بابوا غينيا الجديدة توجه البابا فرنسيس صباح السبت بالتوقيت المحلي إلى قصر الحكومة في العاصمة بورت مورسبي، حيث قام بزيارة مجاملة إلى الحاكم العام السير بوب بوفنغ. بعدها انتقل الحبر الأعظم إلى مركز المؤتمرات المعروف باسم Apec Haus حيث كان له لقاء مع ممثلين عن السلطات المدنية والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني.
وجه البابا للحاضرين خطاباً مسهباً استهله معرباً عن سعادته الكبيرة لهذه الزيارة متمنياً للجميع السلام والرخاء. ولفت إلى أن بابوا غينيا الجديدة هي عبارة عن أرخبيل يتكون من مئات الجزر، وتوجد فيه ثمانمائة لغة مختلفة، ما يعني ثراءً كبيراً، معتبرا أن هذا التنوع يشكل تحدياً بالنسبة للروح القدس الذي يصنع الانسجام والتناغم وسط الاختلافات.
أضاف فرنسيس أن البلاد غنية أيضا، بالإضافة إلى الجزر واللغات، بموارد الأرض والمياه، مشيرا إلى أن الله يوجّه هذه الخيرات كلها إلى المجتمع بأكمله، وبالتالي لا بد أن تؤخذ في عين الاعتبار احتياجات السكان المحليين، من أجل تحسين الظروف المعيشية، لدى توزيع العائدات واستخدام القوى العاملة.
بعدها شدد البابا على أن هذا الثراء البيئي والثقافي الذي تتمتع به بابوا غينيا الجديدة تترتب عليه مسؤوليات كبيرة، لأنه يُلزم السلطات والمواطنين في استثمار الموارد الطبيعية والبشرية بطريقة تقود إلى التنمية المستدامة والعادلة، وتضمن تعزيز الرفاهية للجميع دون استثناء أي أحد، من خلال برامج عملية قابلة للتنفيذ، وفي إطار التعاون الدولي والاحترام المتبادل، وضمن اتفاقات تعود بالفائدة على الجميع. واعتبر الحبر الأعظم أن الشرط الأساسي لبلوغ هذه الأهداف هو استقرار المؤسسات، وتعزيز دورها وتحقيق إجماع حول الخيارات الأساسية، لأن هذا يقود إلى التنمية المتكاملة والمتضامنة. هذا بالإضافة للحاجة إلى رؤية بعيدة المدى ومناخ من التعاون مع الجميع، مع احترام التمييز بين الأدوار واختلاف الآراء.
لم يخل خطاب البابا من الحديث عن ضرورة وضع حد لأعمال العنف القبلية والتي تسببت بسقوط العديد من الضحايا، ولا تتيح العيش بسلام وتعيق التنمية. وقال: أناشدُ الجميع أن يتحلوا بروح المسؤولية فيوقفوا دوامة العنف، ويسلكوا بحزم الطريق الذي يؤدي إلى تعاون مثمر لصالح جميع أبناء البلاد. وفي الجو الذي تولده هذه المواقف، يمكن التوصل أيضا إلى حل نهائي لوضع جزيرة بوغانفيل وتجنب العودة إلى النزاعات القديمة.