الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"واشنطن بوست": كيف جعل الديمقراطيون من مشروع 2025 أحد أهم هجماتهم المناهضة للحزب الجمهورى؟

الحزب الديمقراطي
الحزب الديمقراطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه لم يكن من المتوقع أن تحظى وثيقة السياسة التى تبلغ ٩٢٢ صفحة بشهرة واسعة النطاق؛ إذ بدأت مؤسسة هيريتيج المحافظة العمل بهدوء على مشروع ٢٠٢٥ فى عام ٢٠٢٢.

حيث جمعت قائمة رغبات من مقترحات السياسة اليمينية المتطرفة، التى كانت المجموعة تأمل أن ينفذها الرئيس السابق دونالد ترامب إذا فاز بالبيت الأبيض مرة أخرى، ونُشر التقرير دون إشعار كبير فى عام ٢٠٢٣.

تحذيرات من مشروع ٢٠٢٥
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن حملة بايدن- هاريس بدأت فى شهر مارس، فى مهاجمة المبادرة المحافظة من خلال حملة منسقة على وسائل التواصل الاجتماعى تزامنت مع خطاب حالة الاتحاد الذى ألقاه الرئيس جو بايدن، محذرة الجمهور من أن مشروع ٢٠٢٥ كان بمثابة مخطط للأجندة المتطرفة والخطيرة التى ستدخلها ولاية ترامب الثانية.

وفى شهر يونيو، خصص الممثل الكوميدى جون أوليفر حلقة كاملة من برنامجه الشهير على قناة HBO لمبادرة السياسة، واستخدمت الممثلة تاراجى ب. هينسون دورها البارز كمضيفة لحفل توزيع جوائز BET لإثارة المخاوف بشأن هذه المبادرة، وقال هينسون للجمهور فى مقطع فيديو: «انتبهوا! إنه ليس سرًا: ابحثوا عنه!.. خطة مشروع ٢٠٢٥ ليست لعبة. ابحثوا عنها!».

ترامب يتنصل والديمقراطيون يوجهون رسالة قوية
وأشارت «واشنطن بوست» أنه بحلول الوقت الذى لجأ فيه ترامب إلى موقع Truth Social فى الخامس من يوليو للتنصل شخصيا من المبادرة ــ حيث كتب: «لا أعرف شيئا عن مشروع ٢٠٢٥»؛ مضيفا أن بعض المقترحات كانت «سخيفة وهزيلة تماما»ــ كان الموضوع قد انفجر بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، وركز الديمقراطيون على رسالة قوية يمكن أن تلحق الضرر بـ«ترامب» سياسيا.

وأضافت أن قصة ظهور كتاب غامض لمؤسسة «هيريتيج» باعتباره هجومًا ديمقراطيًا محددًا لانتخابات عام ٢٠٢٤ هى قصة إشارات عرضية وزخم عضوى عبر الإنترنت واسم يبدو مشؤومًا ووثيقة تجسد المخاوف التى لا تعد ولا تحصى التى يشعر بها العديد من الناخبين الديمقراطيين بشأن ما قد يعنيه فوز ترامب برئاسة أخرى.

ما هى وثيقة السياسة الشاملة؟
وتوضح وثيقة السياسة الشاملة كيف يمكن للرئيس القادم تركيز السلطة فى السلطة التنفيذية وإزالة حماية الخدمة المدنية لجيوش من العاملين الفيدراليين لاستبدالهم بالموالين.

كما تقدم خططًا مفصلة لتنفيذ بعض أفكار ترامب الأكثر إثارة للجدل؛ مثل: «إلغاء وزارة التعليم، ونقل وزارة العدل تحت السيطرة الرئاسية، وإغلاق الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التى تتنبأ بالطقس وتتبع تغير المناخ، وإلغاء الحماية البيئية الأخرى، وإطلاق عمليات الترحيل الجماعي، بما فى ذلك للمهاجرين الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال، والمعروفين غالبًا باسم (الحالمين)».

وتتضمن الوثيقة أيضًا سياسات أخرى لم يتبنها ترامب، بما فى ذلك الدعوة إلى إلغاء برنامج Head Start الشهير، وإلغاء موافقة إدارة الغذاء والدواء على الميفيبريستون- وهو دواء رئيسى للإجهاض- واستخدام قانون عام ١٨٧٣ لمنع شحنات أدوية الإجهاض عبر البريد، والذى أخبر شبكة «سى بى إس» نيوز مؤخرًا أنه لن ينفذه.

وقد حددت مراجعة سطرية لسطر من وثيقة مشروع ٢٠٢٥ التى أجرتها شبكة "سى بى إس نيوز" ٧٠٠ مقترح سياسي، ووجدت أن ما لا يقل عن ٢٧٠ منها تطابق مقترحات حملة ترامب السابقة أو الحالية.

كما وجدت أن ما لا يقل عن ٢٨ من المؤلفين الرئيسيين للمشروع البالغ عددهم ٣٨ مؤلفًا - ما يقرب من ٧٥ بالمائة - عملوا فى إدارة ترامب.

وقال جيف بولوك، صاحب شركة جلوبال ستراتيجى جروب، وهى واحدة من شركات استطلاعات الرأى للحملة الرئاسية لنائبة الرئيس كامالا هاريس، إن الطبيعة التطلعية لمشروع ٢٠٢٥ - الذى يحدد بالتفصيل الدقيق كيف يمكن أن تبدو فترة ولاية ترامب الثانية الافتراضية- ساعدت فى بلورة مخاوف الناخبين بطريقة ملموسة.

كما قال: «يدرك الناخبون أن هذه خطة مكتوبة فعلية لأفكار متطرفة وخطيرة سيتم تنفيذها»، وأضاف: «نحن نعلم أن الناخبين يعانون من فقدان الذاكرة لدى ترامب. فهم لا يتذكرون كل الأشياء السيئة التى فعلها كرئيس. والآن أصبح الأمر أشبه بقول: حسنًا، حتى لو نسيت ما فعله من قبل، فإن ما يريد أن يفعله الآن أسوأ».

«تشتيت غير مرغوب فيه»
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التى بذلتها مؤسسة هيريتيج، لم يكن هناك سوى القليل من الضجة عندما نشرت هذه المؤسسة البحثية المحافظة لأول مرة وثيقة مشروع ٢٠٢٥، بعنوان «تفويض القيادة: الوعد المحافظ»، فى أبريل ٢٠٢٣.

ولكن بمجرد أن بدأ مشروع ٢٠٢٥ يحظى باهتمام وسائل الإعلام السائدة بعد أشهر، حاول ترامب وحملته إبعاده عن الوثيقة، على الرغم من أن العديد من كبار مساعديه السابقين- بما فى ذلك مدير مكتب الإدارة والميزانية السابق راسل فوغت ورئيس الموظفين السابق جون ماكنتي- نصحوا أو ساهموا فى الجهود المبذولة.

فى نوفمبر ٢٠٢٣، أصدر مستشارو ترامب بيانا جاء فيه أنه فى حين أن مثل هذه الجهود الخارجية «موضع تقدير بالتأكيد ويمكن أن تكون مفيدة للغاية»، إلا أنها كانت مجرد «توصيات».

وفى ديسمبر، صدر بيان آخر، عندما كتب المستشارون أنفسهم أن الاقتراحات الخارجية لم تتم الموافقة عليها رسميا وكانت «تشتيتًا غير مرحب به».

كما أعادت حملة ترامب توجيه الناخبين إلى أجندة الرئيس السابق ٤٧ - وهى رسالة من ٢٠ نقطة تحدد أولوياته، بالإضافة إلى منصة الحزب الجمهوري، والتى قامت حملته بتبسيطها بعناية قبل اعتمادها فى يوليو.

وقال المتحدث باسم ترامب، برايان هيوز: «إنه حرفيًا تعريف نظرية (الكذبة الكبرى)- إذا قلت نفس الشيء مرارًا وتكرارًا مرات كافية، فيمكنك إقناع الناس بأنه صحيح وقد حاولوا ذلك».

وتابع هيوز: «الشخص الوحيد الذى يقرر ما سيقوله الرئيس ترامب أو ما سيفعله الرئيس ترامب كرئيس هو دونالد ترامب».

وذكرت «أسوشيتد برس» أن الأمر الأكثر إثارة للسخرية هو أنه بينما يقضون كل هذا الوقت فى محاولة الكذب بشأن السياسات التى يتبناها الرئيس ترامب أو سيدافع عنها كرئيس، لا يزال لدينا موقع هاريس على الإنترنت يحتوى على نصف دزينة أو أكثر من أزرار التبرع ولكن لا يوجد علامة تبويب للسياسة.