يتفاقم الصراع العربي الإسرائيلي، وتتسع مظلة أهداف الكيان الصهيوني؛ التي أعلنت عنها الحكومة الثيوقراطية، من القبض على قيادات حماس وتحرير الأسرى، إلي اتساع رقعة الاستيطان في الضفة، وكأن رحى الحرب انتقلت إلى الضفة الغربية بالتوازي مع الجرائم الوحشية التي تحدث في قطاع غزة.
تلك القضية ليست قضية محلية بل إنها قضية مؤثرة في مقدرات إقليم بأكمله، كما أنها قضية معظم البشر، فالقدس مدينة المقدسات، مدينة تهم كل الأديان، خاصة مصر والتي كان لها دور في تلك القضية على مدار قرابة قرن من الزمان، تغير شكل الدور المصري ولكن كان دائمًا حائط الصد المنيع أمام الكيان المحتل.
قضية بدأت بوعد وتغذت علي أفكار دينية متعصبة، وأطماع استعمارية تلوثت بالدماء،منذ وعد بلفور في 1917 وحتى رجوع نتنياهو إلى سدة الحكم 2022م، مرورا بحرب 48 والانتهاء الرسمي للاحتلال البريطاني ودخول أول وحدة من القوات النظامية المصرية تدخل حدود فلسطين، وحرب أكتوبر حيث كشرت مصر عن أنيابها ولقنت إسرائيل درسًا لن تنساه ووقفت كحائط صد ضد انتهاك الأراضي المصرية وحلم الدولة من النيل للفرات والتي ذكرت في مذكرات مناحم بيجن.
الأطماع ثابتة ولكن يتغير المشهد، وفى منتصف عام 2010، تصدر ورقة سياسية آثمة في قمة الخبث، تزداد لعنتها عن لعنات وويلات الحروب من كيورا ايلاند ؛ رئيس مجلس الأمن القومي السابق ونشرها مركز بيجن - السادات للدراسات الإستراتيجية وهي مقترح لوطن بديل للفلسطينيين في سيناء ! فما أعجب تلك الصدفة عام 2010 والمستهدف سيناء ! لإزاحة الفلسطينيين في سيناء الحبيبة والاستيلاء علي أرضهم وقضيتهم، وهنا كانت مصر حائط الصد أيضًا ولم تر تلك الورقة النور، التي حظت بتغطية إعلامية واسعة وكانت تبلغ قيمة المشاريع الممنوحة لمصر 9 مليارات و167 مليون دولار منها 917 مليون دولار منحة لا ترد، وكانت من ضمن تلك المشاريع، تنمية سيناء، جعل مصر مركز اقليمى لتداول الطاقة، مشاريع سياحية مقابل تنازل مصر عن أراضى من سيناء قد تبلغ 770 كيلو متر مربع.
ولكن دحرت مصر هذا الحلم الصهيوني وثبتت أقدام القوات المسلحة على الحدود المصرية حتى إبان التوترات ما بين 2011 وحتي بلوغ قمة تأمين الحدود المصرية بل ونفذت كل تلك المشاريع الاقتصادية والسياحية ولكن دون التفريط في الأرض وطهرت سيناء رمن كل بؤر الإرهاب.
حتى جاءت عملية طوفان الأقصى 2023 م، وكأن دولة الاحتلال سئمت من الترغيب ومن فكرة الوطن البديل وصفقة القرن وبدأت تضرب بيد من حديد وتمارس أقصي درجات الترهيب حتي يهرب أهالي غزة إلي الدول المجاورة وهنا وقفت مصر بحائط صد أيضًا ثلاثي الأبعاد ؛ تعلن للعالم أن كل محاولات التهجير هو وأد للقضية، تبذل كافة المساعي الدبلوماسية للتهدئة، ترسل مساعدات اغاثية لا حصر لها للشعب الفلسطيني وتعلن أن الحدود الشرقية خط أحمر.
وستظل مصر هي حائط الصد المنيع أمام كل الأفكار الآثمة، فالانتصار في العقيدة المصرية هو انتصار الحق فحسب.
آراء حرة
عُذرًا كيورا ايلاند..إنها مصر!
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق