افترشت شوارع محافظة قنا منذ أيام وككل عام بحلاوة المولد النبوي الشريف و التي ينتظرها صناع الحلوة كل عام لأن ذلك هو السوق الأكبر لهم سنويا في صناعة الحلوة وبيعها.
وقام شباب تلك المهنة القديمة من أهالي قنا وأهالي محافظات دمياط وغيرها بفرش حلاوة المولد في ميادين قنا و الساحات العامة بالإضافة الي وضع العرائس و الالعاب التي تجذب الاطفال في الشوارع.
وسط كل هذه الأحوال المبهجة التي تشهدها محافظة قنا ولكن يعاني هذا العام صناعة وتجارة حلاوة المولد النبوي الشريف من كساد الصنع بالإضافة الي كساد حركة البيع حيث لم تشهد الصناعة هذا العام اي تطور في الأطعمة المعروضة للحلويات كما هو يقع كل عام يرجع ذلك الي غلو سعر الخامات فضلا عن عدم توافر جزء منها بالإضافة الي حرارة الجو المرتفعة التي لم تساعد علي بقاء الحلوي مدة طويلة في العلب.
وقال عادل حقي تاجر حلويات المولد بقنا: أننا نشهد كل عام انتشار واسع لتجارة حلاوة المولد النبوي الشريف خصيصا في محافظة قنا التي لا تزال محتفظة بهذا الاحتفال الديني العريق حيث يقوم الأهالي بشراء حلاوة المولد لأسرهم و اخواتهم و أمهاتهم فضلا عن قيام بعض الأهالي باهدائها لاصدقائهم للتعبير عن محبتهم لهم.
وأشار التاجر عادل أن هذا العام الإقبال حتي الآن لا يتخطي الربع عن الأعوام السابقة حيث أن سوق حلويات المولد شهد ارتفاعًا كبيرًا جدا في الخامات نظرا لعدم توفرها فضلا عن عدم توافر بضاعة متنوعة، حيث اكتفي صناع الحلوة هذا العام بصناعة الحلوة التقليدية المعروفة و الاكتفاء بها نظرا لحالة السوق والذي يشهد كساد كبير في عملية الشراء.
هذا وقد أعرب محمد علي تاجر حلويات عن تفاؤله بأن تشهد الصناعة خلال الأيام المقبلة انفراجة كبيرة مع قرب ايام المولد النبوي حيث أن القنائيين لا يستطيعون الاستغناء عن العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي اعتادوا عليها منذ زمن خصيصا والتي تتعلق بالجوانب الدينية مؤكدا علي أن الصناعة فعلا تمر بأزمة لكن لم تكن هي الأولي منذ عمله بالمهنة منذ 20 عام متوقعا أنها ستمر كغيرها من الازمات.
وأضاف التاجر محمد علي أن هذا العام صناعة الحلوي لم تشهد تغير ولكن صناعة عرائس المولد و الالعاب شهدت تطور كبير وذلك ما سيساعد علي مواكبة العادة الدينية القديمة للعصر من خلال انتشار العاب تخاطب الاطفال والكبار من حيث شكلها الحديث و صناعتها الاكثر متانه واناقه.
ومن جانبها أعربت زينب محمود أحد سكان مدينة قنا عن فرحتها بقرب المولد النبوي الشريف مؤكدة علي قيامها بشراء حلاوة المولد النبوي هذا العام كباقي الأعوام حيث أنها عادة عائلية شراء الحلوي و العرائس للاطفال لا يمكننا تغيرها مشيرة إلى أن صحيح هذا العام الاسعار أغلي كثيرا مما سبق من الأعوام الماضية ولكن ذلك لا يمنع أن نشارك فرحتنا بمولد النبي ولو بجزء بسيط.
كما أشار عدلي فكري أحد سكان مدينة قنا إلي أنه قبطي ولكن ينتظر كل عام حلول المولد النبوي الشريف لشراء حلاوة المولد لاطفال وأهدائها إلى جيرانه تعبيرًا منه عن حبه لهم وعن الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد فضلا عن أنه عادة مصرية لا نستطيع الاستغناء عنها حتي لو أننا نعاني من ازمات مادية بسبب غلاء الأسعار لكننا لا نستطيع أن نحرم أنفسنا وأطفالنا من فرحتهم بتلك الاعياد والمناسبات التي تجدد وحدة نسيج الوطن.