الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

قصة كفاح بائع فشار متجول: نشأت مع زوجة أب قاسية لكن عوضتني زوجتي وأولادي 

اكتشفنا إصابة زوجتي بالسرطان ورأس مالي هي وعربة الفشار

الشاب مصطفى أبو ستيت
الشاب مصطفى أبو ستيت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قرى تعاني من الفقر والتحديات الاقتصادية، يبرز مثال معبر لأسرة مكونة من أربعة أفراد، تعتمد بشكل كامل على دخل عربة فشار لتأمين احتياجاتهم اليومية، يتجول رب الأسرة بهذه العربة يوميًا بين القرى.

تدور عجلة العربة بين الأحياء والأماكن العامة، بينما تدور معها هموم الأسرة التي تجد نفسها دائمًا في مواجهة تقلبات غير متوقعة، ففي بعض الأيام، قد يكون الإقبال على الفشار جيدًا، مما يتيح للأسرة جمع دخل يمكنهم من تغطية بعض النفقات الأساسية، ولكن في الأيام الأخرى، قد يكون الطلب ضعيفًا، مما يؤدي إلى تقليص العائدات إلى مستويات لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسرة، ولعل إحدى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها الأسرة هي التحديات المتعلقة بالاستمرارية،  فبينما توفر العربة دخلًا يوميًا متقلبًا فهناك تحديات أخرى تشمل التكاليف غير المتوقعة مثل صيانة العربة أو شراء المواد الأولية، مما يضيف عبئًا ماليًا إضافيًا.

ورغم الجهود الكبيرة المبذولة لتحقيق أعلى قدر من المبيعات، فإن الأسرة تجد نفسها في كثير من الأحيان في وضع صعب عندما يتعلق الأمر بتلبية احتياجات أبنائها التعليمية والصحية، فمع ضعف الدخل، قد يكون من الصعب على الأسرة توفير موارد كافية للتعليم الجيد أو الرعاية الصحية اللازمة، وهذه الحالة تعكس الصراع اليومي للعديد من الأسر التي تعتمد على مصادر دخل بسيطة وغير مستقرة، حيث تبرز الحاجة الماسة لدعم أكبر من قبل المجتمع والحكومات لضمان توفير الحماية الاجتماعية والمساعدات للأسر التي تعاني من ظروف اقتصادية قاسية. 


فمنذ نعومة أظافره، كانت حياة الشاب مصطفى أبو ستيت مملوءة بالتحديات، فقد نشأ في ظل ظروف صعبة للغاية بعد انفصال والديه عندما كان عمره لا يتجاوز أربعة أشهر، وهذا الانفصال المبكر، والذي غمره في عالم من الفوضى والقلق، شكل بداية حياة مليئة بالصعوبات والتحديات، فكبر مصطفى في ظروف معيشية ضاغطة، حيث عانى من قلة الموارد المالية والتوترات الأسرية، مما أثر على استقراره النفسي والاقتصادي، وعندما انتقل إلى مرحلة النضج، وجد نفسه مجبرًا على تحمل مسئوليات كبيرة، حيث لم يكن للفرص التعليمية أو المهنية أن تفتح أمامه أبوابها على مصراعيها. 


بعد انفصال والديه، تزوج كل منهما، وانتقل الرضيع للعيش مع جده لوالدته، ثم انتقل للعيش مع والده وزوجته بعد وفاة جده عندما كان في التاسعة، حيث كانت تلك الفترة بداية لمعاناة جديدة، إذ عانى مصطفى من معاملة قاسية من زوجة والده، وتعرض للإهانة والضرب من والده أيضًا، مما أثر سلبًا على صحته النفسية ونموه العاطفي، وبعد فترة تزوج من امرأة ارتضاها وارتضته وأسسا بيتًا بسيطًا بحياة هادئة بعيدة عن الصراعات والضغط وقررا بدء حياة جديدة ورزقهما الله بولدين "يوسف ومحمد"، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فحياة مصطفى اليوم ليست أقل صعوبة من الماضي، حيث يعيش هو وزوجته وولداه في منزل صغير على المحارة وله سقف خشبي بـ "ألواح وعروق خشبية"، يقع على أطراف القرية، وتعاني الأسرة من فقر مدقع، حيث لا يتوافر لهم دخل مادي ثابت إلا من خلال عربة فشار يمتلكها مصطفى، ويقضي معظم وقته وهو يطوف بها بشوارع القرية والقرى المجاورة ويقف أمام قاعات الأفراح أو الموالد  لبيع الفشار، وهي وظيفة لا تفي إلا بأبسط احتياجات الأسرة.

ومع ذلك، فإن حياة مصطفى لم تتركه يهنأ بالراحة، فقد تلقي في شهر فبراير الماضي صدمة جديدة كانت قاصمة للظهر على حد وصفه؛ فقد تم تشخيص زوجته بمرض السرطان، وهي حالة طبية تتطلب علاجًا مكثفًا ومكلفًا، حيث تعاني الزوجة الآن من حالة صحية حرجة، ويشعر مصطفى بالضغط النفسي والمالي في آن واحد، وتضاف إلى هذه الضغوط التحديات اليومية في تربية وتوفير احتياجات ولديه، اللذين هما بحاجة إلى الرعاية والاهتمام في ظل هذه الظروف الصعبة، فمصطفى، الذي يكافح لتأمين العلاج لزوجته وتوفير حياة كريمة لعائلته، يجد نفسه في مواجهة عقبات متزايدة تتطلب منه استنفاد كل طاقته وصبره، ولكن اللافت في هذه القصة البطولية أنهم يتمتعون بكامل الرضا والصبر والترحاب وحسن الضيافة ويذهب الأطفال إلى مدارسهم ويعكفون على التحصيل الدراسي لإدخال الفرحة والسرور على قلب والديهما، فيما تتحامل الزوجة على نفسها وتلبي احتياجات بيتها قدر الإمكان، ووصف "مصطفى" زوجته بأنها هي رأس ماله ويتمنى لها دوام الصحة والعافية وأنه سيواصل العمل ليل نهار حتى تسترد صحتها. 

فعلى الرغم من كل ما يمر به، يظهر شجاعة وصمودًا ملحوظين، فهو مثال حي للقدرة على التحمل في وجه الأزمات، ويأمل في أن يجد دعم المجتمع والمؤسسات التي قد تقدم له العون في هذه الأوقات العصيبة، إذ يشير مصطفى إلى أنه على الرغم من كل الصعوبات، فهو متمسك بالأمل في أن تأتي الأيام المقبلة بفرج وخير لعائلته الصغيرة، مناشدًا المسئولين أن يلبوا له أمنية  لطالما راودته وهو أن يعمل في أحد المساجد، قائلًا "أشتغل عامل أو فراش المهم نفسي أخدم في بيت من بيوت ربنا".

458403999_943845047775233_5751710052487733968_n7
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n7
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n6
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n6
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n5
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n5
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n4
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n4
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n3
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n3
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n2
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n2
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n1
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n1
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n
458403999_943845047775233_5751710052487733968_n