الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

تداعيات كارثية واضطرابات دولية.. أمريكا ستدعم إسرائيل لو اندلعت مواجعة شاملة مع حزب الله.. إيران لن تقف مكتوفة الأيدي.. والحرب العالمية الثالثة لم تعد محض احتمال

حزب الله
حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينذر اشتعال الحرب على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بكارثة إنسانية واقتصادية إقليميًا ودوليًا، خاصة أن استمرار الهجمات منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، قادت إلى عدم الاستقرار الأمني، وتهديد الأمن المجتمعى فى الداخل اللبنانى والإسرائيلي، ونزوح نحو ١٥٠ ألف مدنى على جانبى الحدود الإسرائيلية - اللبنانية بنحو ٨٠ ألفًا من شمال إسرائيل و٧٥ ألفًا من جنوب لبنان، الأمر الذى يخلق مزيدًا من الضغوط على الحكومات لتغيير الأوضاع الأمنية حتى يتمكن المدنيون من العودة إلى منازلهم. 

ردود محسوبة

ورغم استمرار الهجمات بين حزب الله وإسرائيل خلال الأشهر الماضية، حافظ الطرفان على ردود فعل محسوبة كشكل من أشكال الردع، لكن فى سياق الحرب الإعلامية والنفسية بين الطرفين بالرد والرد المضاد فى حال إشعال الحرب فى لبنان، يبدو أن الأوضاع تتجه إلى مزيد من التصعيد، خاصة فى ظل العوامل المحفزة لذلك، إذ يدعم اليمين المتطرف الإسرائيلى الحرب على لبنان، ويحرص رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» على البقاء فى السلطة، وعدم سقوط حكومته. 
 

عوامل محفزة

كذلك تمثل تصريحات المسئولين الأمريكيين عن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل فى حال إشعال الحرب على الجبهة اللبنانية، والتحركات الأمريكية بزيادة الدعم العسكرى والموافقة على صفقة أسلحة تتجاوز ١٨ مليار دولار لإسرائيل – عوامل محفزة فى هذا السياق.

وربما ما يحفز الطرف الإسرائيلى على التصعيد فى الجبهة اللبنانية الاعتبارات السياسية للائتلاف الإسرائيلى الحاكم والبقاء فى السلطة، وأهداف نتنياهو بالإصرار على إشعال جبهة لبنان فى الوقت الراهن، فى ظل عدم تحقق هدفه من استمرار الحرب فى غزة، بالقضاء على قادة حماس والإفراج عن جميع الرهائن، بالإضافة إلى إدراك نتنياهو لخطورة إنهاء الحرب فى غزة فى ضوء محاسبته داخليًا على الإخفاق الاستخباراتى والسياسى وخارجيًا على الجرائم المرتكبة فى حق الفلسطينيين. 

تعاظم قدرات حزب الله

وإن كان تعاظم قدرات حزب الله الحالية والتى تختلف كثيرا عن قدراته فى حرب لبنان ٢٠٠٦ فى القدرات التسليحية والتنظيمية، إذ يمتلك نحو ١٢٠ إلى ٢٠٠ ألف صاروخ باليستى موجه قصير المدى، وأخرى باليستية قصيرة ومتوسطة المدى وغير موجهة، بالإضافة إلى صواريخ قصيرة وطويلة المدى غير موجهة.

كما يمتلك الحزب قوة قتالية من ٣٠ ألف مقاتل ونحو ٢٠ ألف جندى احتياطي، ولديه قدرة على تدمير البنية التحتية فى إسرائيل ومصافى النفط، والقواعد الجوية، ومفاعل ديمونا الخاص بالأبحاث النووية.

وتمثل جغرافية جنوب لبنان عنصرًا مهمًا لحزب الله يمكن استغلالها فى حربه مع إسرائيل، وتتكون المنطقة عبر الحدود الإسرائيلية المباشرة من التلال الصخرية، وقد سبق واستخدم مقاتلو حزب الله فى حرب ٢٠٠٦ الكهوف والأشجار والمبانى على طول سفوح التلال، لإخفاء تحركاتهم وإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على المواقع الإسرائيلية على الحدود. وكانت البنية التحتية عاملًا مساعدًا للحزب لإخفاء مراكز القيادة بدلًا من التحصينات العسكرية. 

أنفاق ومخابئ

ويستخدم حزب الله الأنفاق والمخابئ لمهاجمة القوات الإسرائيلية. كما أن الخبرة القتالية التى يمتلكها فى سوريا تمنحه القدرة على القتال البري، ومن ثم يُعد الحزب أكبر حجمًا، وأفضل تسليحًا، وأكثر خبرة. بالإضافة إلى أن للحزب قدرة على استهداف منصات استخراج الغاز من الحقول البحرية الإسرائيلية، فقد سبق وحذر حسن نصر الله  فى العام الماضى بأنها ضمن بنك أهداف المقاومة.

مع احتمالية أن يكون مطار رفيق الحريرى الدولى أحد أهداف إسرائيل إذا اندلعت الحرب كما حدث فى حرب ٢٠٠٦، من ناحية ثانية قد يكون مطار بن جوريون الدولى فى تل أبيب أحد أهداف حزب الله فى حال تصاعد الحرب. 

كل ذلك يجعل إسرائيل تتجنب الدخول فى حرب شاملة مع حزب الله والاكتفاء بعمليات خاطفة وقصف جوى فقط.

كما تنذر الحرب الشاملة بين حزب الله وإسرائيل بالتوسع إقليميًا، وتدخل وكلاء إيران فى الجبهات الأخرى لدعم حزب الله، وقد نجحت إيران عقب الحرب فى سوريا منذ عام ٢٠١١ فى إنشاء جسر برى وجوى ينقل الأسلحة من العراق إلى سوريا ثم إلى حزب الله فى لبنان، ولن ترغب طهران فى إضعاف حزب الله فى حربه مع إسرائيل بما يُقوض النفوذ الجيوسياسى الإقليمى لطهران فهو أحد وأهم وكلائها فى الإقليم. 

تداعيات الحرب لو اشتعلت

كما تقع إيران على مضيق هرمز الذى يعد نقطة الدخول إلى الخليج العربي، وفى حال توسع الحرب إقليميًا فإنه من المحتمل إغلاق إيران للمضيق بما يعنى رفع أسعار النفط عالميًا. كذلك يضر اتساع نطاق الحرب بالمصالح الغربية فى المنطقة حيث الأهداف الاقتصادية التجارية وحركة تدفق النفط والتأثير فى سلاسل الإمداد، وأسعار الطاقة، وقطاعات الاستثمار والتجارة، كذلك يُنذر إشعال الحرب فى لبنان بتصعيد فى شرق المتوسط، واستهداف خطوط نقل النفط والغاز، بما يشبه ما فعله الحوثيون فى البحر الأحمر باستهداف حركة مرور السفن والتجارة فى البحر الأحمر، بما فرض تأثيرات على حركة التجارة الدولية.