قال الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا منذ توليه الحكم تعد خطوة تاريخية وتحولا نوعيا فى مسار العلاقات بين مصر وتركيا وتحمل هذه الزيارة فى طياتها دلالات مهمة وإشارات قوية على التغير الكبير الذى تشهده العلاقات بين البلدين، حيث باتت تستند إلى المصالح المشتركة والرغبة فى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة التى تتطلب تنسيقا وثيقا بين مصر وتركيا.
وأشار فرحات فى تصريحات صحفية اليوم، إلى أن هذه الزيارة تعبر عن مرونة السياسة الخارجية المصرية وقدرتها على تجاوز الخلافات من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة حيث تسعى مصر دائما لتعزيز الاستقرار الإقليمى وتحقيق التعاون البناء مع الدول المحورية، ومن هنا تأتى أهمية تطوير العلاقات مع تركيا وهذا التعاون يدعم التوازن فى العلاقات الدولية والإقليمية لمصر، مما يسهم فى تعزيز دورها القيادى فى المنطقة.
وتابع : تأتى أهمية الزيارة أيضا من البعد الاقتصادى، حيث ترتبط العلاقات بين مصر وتركيا بشكل مباشر بالاستراتيجية الاقتصادية لكلا البلدين ومن المتوقع أن تفتح هذه الزيارة آفاقا جديدة للتعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، حيث يمكن أن تشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم فى مجالات متنوعة ومثل هذه الاتفاقيات ستعزز التبادل التجارى بين البلدين وتفتح مجالات جديدة للاستثمار، بما ينعكس إيجابيا على الاقتصادين المصرى والتركي.
وأكد فرحات أن زيارة الرئيس السيسى لتركيا تأتى فى سياق التحسن الواضح فى العلاقات الثنائية على المستوى الرئاسى، والذى بدأ فعليا مع زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لمصر فى فبراير 2024 وساعدت هذه الزيارة التاريخية فى إزالة العديد من العقبات التى كانت تعرقل تحسين العلاقات بين البلدين على مدار العقد الماضى، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هى خطوة مهمة نحو فتح صفحة جديدة فى العلاقات الاستراتيجية بين قوتين إقليميتين عظميين.
وأضاف هذه الزيارة ليست مجرد فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية، بل تتيح أيضا مجالا لتبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك ومن بين هذه القضايا، الأوضاع فى الشرق الأوسط، والتعاون فى مكافحة الإرهاب، وقضايا الطاقة، وأزمة اللاجئين فالتنسيق بين مصر وتركيا فى هذه الملفات سيعزز من استقرار المنطقة ويسهم فى إيجاد حلول للمشكلات المعقدة التى تواجهها.
وشدد فرحات على أن هذه الزيارة التاريخية تحمل الكثير من الأمل فى بناء علاقات متينة ومستدامة بين مصر وتركيا، ترتكز على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل و هذه العلاقات، إذا ما تم تطويرها بالشكل الصحيح، يمكن أن تسهم فى تعزيز الاستقرار الإقليمى وفتح آفاق جديدة للتعاون فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، بما يعود بالنفع على شعبى البلدين والمنطقة بأكملها.