سلط تقرير لصحيفة تشاينا ديلي الصينية، اليوم الأربعاء، الضوء على مساعي الصين وتعهداتها بتطوير الشراكات مع مختلف الدول الأفريقية، وذلك بالتزامن مع عقد قمة المؤتمر الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني - الإفريقي (فوكاك).
وقالت الصحيفة إن حجم التجارة بين الصين والقارة بلغ 282.1 مليار دولار العام الماضي، بينما بلغ إجمالي استثمارات الصين في القارة 40 مليار دولار.. وكانت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 15 عاما متتالية، وظلت أكبر وجهة تصدير لأفريقيا.
وفي هذا السياق أكد المبعوث الصيني الخاص للشؤون الأفريقية، التزام الصين الثابت وإجراءاتها الدؤوبة نحو تعزيز التعاون مع أفريقيا، قائلا إن الأمة ستواصل تطوير شراكاتها البراجماتية في القارة.
ونسبت الصحيفة إلى ليو يوشي، الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأفريقية، قوله - في مؤتمر صحفي عقد قبل قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي لعام 2024 - إن الصين وأفريقيا ستواصلان توسيع نطاق التعاون في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأزرق، الذي يركز على موارد المحيط والتنمية الخضراء وتعزيز محاذاة الهياكل الاقتصادية والصناعية وجعل تعاونهما أكثر دينامية.
وقال ليو إن هذه القمة - التي تستمر من اليوم الأربعاء وحتى بعد غد الجمعة - هي أكبر حدث دبلوماسي تستضيفه الصين خلال السنوات الأخيرة من حيث الحجم وعدد القادة الأجانب الحاضرين، مشيرا إلى أنه سيتم اعتماد إعلان وخطة عمل خلال القمة.
وأضاف أن الإعلان من شأنه أن يعكس التوافقات بين الصين والدول الأفريقية بشأن القضايا الرئيسية، بما في ذلك العمل معا نحو دفع عجلة التحديث وبناء مجتمع صيني-أفريقي رفيع المستوى بمستقبل مشترك، وفي الوقت ذاته إظهار عزمهما وثقتهما في تعزيز التعاون في مجال الحوكمة العالمية والسلام والأمن، إضافة إلى التعاون التجاري، مشيرا إلى أن خطة العمل ستكون بمثابة دليل للأمة والقارة لتعزيز التعاون عالي الجودة على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ووصف ليو التعاون الصيني - الأفريقي بأنه "منفتح وواثق ورائد" وليس حصريا، قائلا إنه أصبح مثالا رائعا بشأن ممارسة التعددية.
وأوضح أن التعاون كان سببا في دعم قدرة أفريقيا على التنمية وساعد في تحسين بيئة الأعمال في القارة وخلق ظروف أفضل لتعزيز التعاون الدولي مع أفريقيا، مضيفا: "لن يعود التاريخ إلى الأيام القديمة للاستعمار ومواجهة الحرب الباردة.. لا ينبغي لأفريقيا أن تصبح ساحة مصارعة للدول الكبرى"، داعيا المجتمع الدولي إلى الاستماع إلى أصوات القارة وتبني موقف منفتح فيما يختص بدعم السلام والتنمية.. وأضاف أن التعاون بين الصين وأفريقيا متكامل للغاية في طبيعته ويحظى بإمكانات هائلة.
وقال المسئول الصيني إنه في حين تتمتع أفريقيا بعائد ديموغرافي وتسرع من وتيرة تحضرها، تتمتع الصين أيضا بمزايا من حيث التمويل والتكنولوجيا وخبرة التنمية، مشيرا إلى أن الشركات الصينية قامت باستثمارات مفيدة للجانين في أفريقيا والتي تلبي احتياجات القارة، مضيفا أن الشركات الخاصة من الصين أصبحت تدريجيا المصدر الأساسي للتعاون الاقتصادي والاستثماري للبلاد مع أفريقيا.
وأبرز ليو المرونة القوية للتعاون الصيني الأفريقي، قائلا إنه يتجه نحو التنمية المستدامة عالية الجودة مع هيكل تعاون متنوع، مؤكدا أن التعاون بين الصين وأفريقيا يشهد تحولات كبيرة، حيث يضطلع السوق بدور أكبر.
