نفذت القوات الأمنية العراقية عملية أمنية كبيرة في صحراء محافظة الأنبار باسم "وثبة الأسود"، بناء على معلومات استخبارية عن تحركات عصابات داعش الإرهابي، وقد نجحت العملية في تصفية 16 عنصرا إرهابيا، حتى صباح اليوم الثلاثاء، ودك مجموعة من الأوكار والمخابئ التي تهرب إليها العناصر الإرهابية، كما عثرت القوات الأمنية على معدات وأسلحة وذخائر وأحزمة ناسفة وقنابل يدوية تستخدمها العصابات الإرهابية.
ولاقت العملية الأمنية في الأنبار، إشادة كبيرة من المسئولين العراقيين، على رأسهم الفريق أول قيس المحمدي نائب قيادة العمليات المشتركة الذي زار منطقة العمليات، برفقة الفريق كريم التميمي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، ومن جانبه أيضا أشاد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بالعملية واعتبرها أنها أثبتت قدرة الأجهزة الأمنية بكل صنوفها على مطاردة العصابات الإرهابية.
إنجاز أمني في صحراء الأنبار
تفقد الفريق أول قيس المحمدي، نائب قائد العمليات المشتركة العراقية، منطقة العملية الأمنية "وثبة الأسود" بمنطقة الحزيمي بمحافظة الأنبار، وهي إحدى العمليات التي أطلقتها القوات الأمنية العراقية ضد كل من العناصر الإرهابية وتجار المخدرات والجريمة المنظمة.
ووفقا لبيان صادر عن خلية الإعلام الأمني، الأحد الماضي، فإن المحمدي نقل تحيات وتقدير القائد العام للقوات المسلحة إلى الأبطال في القطعات الأمنية بالفرقة الخامسة وجهاز المخابرات الوطني العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب، الذين يشاركون في العملية الأمنية التي حققت ضربات مؤلمة للعصابات الإرهابية.
وأشاد المحمدي بالإنجاز الأمني، حيث أسفرت العملية عن تصفية 14 إرهابيا حينئذ بينهم قيادات من داعش الإرهابي والاستيلاء على أسلحتهم ومعداتهم الفنية، كما وجه القطعات بالاستمرار في العمل التعرضي وأسبقية الأهداف المقبلة وأهمية عدم إعطاء أي فرصة للعناصر الإرهابية الخائبة حتى ولو كانت بشكل تواجد أو مرور وقتي في أي شبر من تراب الوطن الغالي.
وعثر منفذو العملية على عدد من الأحزمة الناسفة، جرى تفجيرها تحت السيطرة وأسلحة وأعتدة مختلفة ومستمسكات ومواد فنية، وأجهزة حاسوب وهواتف ومستمسكات أخرى مهمة جديدة.
ورصدت العملية المكلفة بهذا الواجب عجلة تقل إرهابيين اثنين، إذ شرعت بتطويق العجلة والقبض عليهما وحسب التحقيقات الأولية معهما تبين أنهما قد هربا من أحد الأوكار لنقل مستمسكات مهمة ومواد أخرى كانت بحوزتهما.
يشار إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب نفذ سلسلة عمليات اختصاصية في محافظات مختلفة، حيث ألقت قطعات الجهاز في محافظة الأنبار القبض على أحد الإرهابيين والذي يشغل منصب ما يسمى "إداري في المشتقات النفطية" في فلول عصابات داعش في المحافظة.
وبالتعاون والتنسيق مع مديرية عمليات جهاز أسايش إقليم كوردستان جرى إلقاء القبض على أحد الإرهابيين في محافظة السليمانية.
وضمن واجبات المداهمات والتفتيش تمكن أبطال جهاز مكافحة الإرهاب من تفتيش وتفجير وتدمير 5 مضافات في جبال حمرين.
وفي إطار واجبات استهداف تجار المخدرات تم إلقاء القبض على أحد تجار المخدرات في محافظة ذي قار وتسليم المتهم والمبارز الجرمية إلى مديرية شئون المخدرات والمؤثرات العقلية في المحافظة.
المتابعة الأمنية
عبر قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي عن سعادته بالإنجاز الأمني الكبير الذي حدث في صحراء الأنبار، مؤكدا أن هذه العملية نجحت لما تقوم به الأجهزة الأمنية من متابعة جادة من القيادة بالإضافة لعزيمة الأبطال المشاركين في العملية.
وقال الأعرجي، في تدوينة له على فيسبوك، إن نجاح العملية النوعية في صحراء الأنبار بمنطقة الحزيمي شرق وادي الغدف، أثبت قدرة أجهزتنا الأمنية والاستخبارية بكل مفاصلها وصنوفها على الوصول إلى أصعب بقعة جغرافية يتخذها الإرهابيون أوكارا لهم"
وأضاف، أن متابعة القائد العام للقوات المسلحة وهمة الغيارى في أجهزتنا الأمنية والاستخبارية مهدت الطريق لهذا الإنجاز النوعي"
مختتما تدوينته: تحية لكل الأبطال الذين شاركوا بهذه العملية الاستثنائية، ولن يبقى مكان للإرهاب في عراق الرجال والبطولات.
تهديد قائم
رغم إشادة الأجهزة الأمنية العراقية بالعملية الناجحة في صحراء الأنبار، فقد صمتت عن مشاركة قوات التحالف الدولي في العملية أو بالتحديد مشاركة قوات أمريكية، وهو ما أفصح عنه بيان القيادة المركزية الأمريكية، كاشفا عن وقوع إصابات في صفوف قواته خلال هذه العملية الكبيرة.
وجاء في بيان القيادة المركزية الأمريكية، أن قوات القيادة وقوات الأمن العراقية نفذوا غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس الماضي، مما أسفر عن مقتل 15 من عناصر داعش.
ولفت البيان، إلى أن عناصر داعش كانوا مسلحين بالعديد من الأسلحة والقنابل اليدوية وأحزمة "انتحارية" متفجرة. لا يوجد ما يشير إلى وقوع إصابات بين صفوف المدنيين.
وأضاف البيان، أن العملية استهدفت قادة داعش لتعطيل والحد من قدرة داعش على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك المواطنون الأمريكيون والحلفاء والشركاء في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وتابعت القيادة الأمريكية أن قوات الأمن العراقية تواصل استغلال المواقع التي تمت مداهمتها بشكل أوسع.
مؤكدة أنه لا يزال داعش يشكل تهديداً للمنطقة وحلفائنا وكذلك وطننا، وستواصل القيادة المركزية الأمريكية إلى جانب التحالف وشركائنا العراقيين ملاحقة هؤلاء الإرهابيين بقوة.
وقالت صفحة التحالف الدولي، إن شركاء قوات التحالف شنت الكثير من العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي، ما أدى إلى شل موارد تمويل التنظيم الإرهابي، مما أجبر داعش للجوء إلى عمليات الخطف والابتزاز للاستمرار في عملياتهم. يبقى التحالف ملتزما بتفكيك شبكات تمويل داعش وتقديم مموليها إلى العدالة.