تشهد مصر نموًا سكانيًا مستمرًا وسريعًا، حيث سجّل عدد سكانها زيادة ملحوظة خلال فترة قصيرة، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ففي غضون 206 أيام فقط، ارتفع عدد السكان داخل مصر بواقع 750 ألف نسمة، ليصل إجمالي عدد السكان إلى 106.75 مليون نسمة ويُبرز هذا النمو السكاني التحديات المتزايدة التي تواجهها البلاد في مجالات التنمية، وتوزيع الموارد، والخدمات الأساسية، خاصةً في المحافظات الكبرى التي تستحوذ على النصيب الأكبر من السكان.
حيث كشفت الساعة السكانية الموجودة أعلى مبنى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع عدد سكان مصر الموجودين بالداخل ٧٥٠ ألف نسمة خلال ٢٠٦ أيام، ليصل إلى ١٠٦ ملايين و٧٥٠ ألف نسمة، بعد أن سجل عدد السكان ١٠٦ ملايين نسمة بالداخل فى ٨ فبراير الماضى.
ووفقًا لجهاز الإحصاء، فإن مصر سجلت الربع مليون نسمة الأول بعد تحقيق ١٠٦ ملايين بالداخل، فى ٢٠ أبريل الماضى أى خلال ٧٢ يومًا ليصبح إجمالى عدد سكان مصر ١٠٦ ملايين و٢٥٠ ألف نسمة، ثم زادت ربع مليون نسمة ثانٍ فى ٢ يوليو الماضى أى خلال ٧٢ يومًا ليصبح إجمالى عدد السكان ١٠٦ ملايين و٥٠٠ ألف نسمة، ثم زادت ربع مليون نسمة ثالث أمس خلال ٦٢ يوما.
وجاءت محافظة القاهرة، وفقًا لجهاز الإحصاء، على رأس قائمة أعلى ١٠ محافظات من حيث عدد السكان، حيث بلغ عدد سكانها ١٠.٤ مليون نسمة، وجاءت الجيزة فى المرتبة الثانية ٩.٧ مليون نسمة، ثم الشرقية ٨ ملايين نسمة، ثم الدقهلية ٧.١ مليون، ثم البحيرة ٧ ملايين، ثم المنيا ٦.٥ مليون، ثم القليوبية ٦.٢ مليون، ثم سوهاج ٥.٩ مليون، ثم الإسكندرية ٥.٦ مليون، وأخيراً الغربية ٥.٥ مليون نسمة.
الزيادة السكانية سيف ذو حدين
وفي هذا السياق تقول الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع، أن الزيادة السكانية هي واحدة من القضايا المهمة التي تؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من الدول، وخاصة في الدول النامية، موضحة يعتبر تزايد عدد السكان سيفًا ذو حدين؛ فمن ناحية قد يكون دافعًا للتنمية إذا ما تم استغلال الموارد البشرية بشكل فعال، ومن ناحية أخرى يمكن أن يشكل عبئًا إذا لم يكن هناك تخطيط واستغلال جيد للموارد.
وأضافت خضر، أن هناك عدة أسباب لزيادة معدلات الزيادة السكانية من بين تلك الأسباب ارتفاع معدلات الخصوبة في العديد من المحافظات حيث ما زال معدل الإنجاب مرتفعًا، خاصة في المناطق الريفية، إلى جانب تحسن الرعاية الصحية لأن تلك الرعاية في القطاع الصحي ساهمت بشكل كبير في في تقليل معدلات الوفيات وزيادة العمر المتوقع.
الضغط على الموارد
وفي نفس السياق يقول الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، إن هناك تأثيرات للزيادة السكانية من بينها الضغط على الموارد حيث يؤدي تزايد عدد السكان إلى زيادة الطلب على الموارد مثل الماء والطاقة والأراضي الصالحة للزراعة، بالإضافة إلي تزايد أعداد البطالة لأنه في حال عدم وجود فرص عمل كافية، يمكن أن تسهم الزيادة السكانية في ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
وأضاف الشافعى، يؤدي ارتفاع عدد السكان إلى زيادة الأنشطة البشرية مثل الزراعة والصناعة، مما يؤثر سلبًا على البيئة ويزيد من معدلات التلوث، ويؤدي الضغط السكاني إلى تحديات كبيرة في توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة لذلك من الضروري تعزيز الوعي بأهمية تنظيم الأسرة وتقليل معدلات الإنجاب والعمل على توفير فرص عمل جيدة وتحسين الظروف المعيشية يمكن أن يقلل من الحاجة إلى زيادة الإنجاب كوسيلة لضمان الأمن الاقتصادي.
