ذكر تليفزيون /تي في 5/ الفرنسي، أن تصاعد اليمين المتطرف الألماني الذي فرض نفسه كعنصر أساسي بعد النتائج القياسية في انتخابات إقليمية في شرق البلاد، زاد من إضعاف ائتلاف يسار الوسط بزعامة أولاف شولتس، وأحدث زلزالا سياسيا شرق ألمانيا قبل عام من الانتخابات التشريعية.
وأضاف التليفزيون ـ في تقرير له عن نتائج الانتخابات الإقليمية في ألمانيا ـ أن تينو شروبالا الرئيس المشارك لحزب البديل من أجل ألمانيا هذا الحزب المناهض للمهاجرين ذي المواقف المؤيدة لروسيا، والذي حقق انتصارا غير مسبوق يوم الأحد، حذر قائلا: "لن تكون هناك سياسة أخرى بدون حزب البديل من أجل ألمانيا".
وأعلن الحزب اليميني المتطرف على الفور أنه يتصدر المنطقة حيث جاء في المركز الأول بنسبة 32.8% من الأصوات، بحسب النتائج الأولية... ويقول زعيمه في تورينجيا بيورن هوكي، وهو أحد أكثر الشخصيات الراديكالية في الحزب، إنه "مستعد للتعاون" ولكن لا يوجد حزب آخر يريد التحالف معه.. في الوقت الذي سجل فيه الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لأولف شولتز فى تورينجا، أسوأ نتائج له في اقتراع إقليمي بحصوله على 6،1% فقط.
وأشار التليفزيون إلى تعليقات الصحف الألمانية حول هذه النتائج حيث تحدثت صحيفة "تاج شبيجل" اليومية عن "زلزال سياسي في الشرق"، بينما وصفتها صحيفة "سوديتشه زيتونج" بأنها "نتيجة مقلقة للديمقراطيين".
وبالإضافة إلى حزب البديل من أجل ألمانيا، فضل الناخبون أيضًا حزب BSW الجديد (تحالف سارة فاغنكنيشت)، الذي يعتبر شديد القسوة ضد الهجرة والذي يطالب بوقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، وتأسس الحزب قبل الانتخابات حول شخصية يسارية متطرفة تدعى سارة فاغنكنشت، وحصل على 11.8% في ساكسونيا و15.8% في تورينجيا.
وفي ساكس، تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا 7 نقاط (30،6%) وحصل على المركز الثاني بعد المحافظين من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (31.9 %) الذي يستبعد أي تحالف مع اليمين المتطرف ولكنه سيجد صعوبة في إيجاد غالبية إقليمية في درسدن.
من جانبها، رحبت المجر (التي تعد الدولة الوحيدة بأوروبا التي لديها حزب يميني حاكم بفضل الأغلبية التي يتمتع بها) بنجاح حزب البديل من أجل ألمانيا، وقالت: "لقد أرسلت الولايات الألمانية رسالة إلى بروكسل وبرلين: لا هجرة، لا حرب".
وتشكل نتائج اليمين المتطرف في هذه المناطق التي ترسخ فيها خلال السنوات العشر الماضية، انتكاسة جديدة لأحزاب الائتلاف الحاكم الثلاثة، الديمقراطيين الاشتراكيين والخضر والليبراليين، قبل الانتخابات التشريعية في سبتمبر 2025، كما تعرضت تلك الأحزاب، في الانتخابات الأوروبية التي جرت في يونيو الماضي، لهزيمة قاسية على يد المعارضة المحافظة واليمين المتطرف.
وتدفع السلطة التنفيذية ثمن استياء جزء من الرأي العام، الذي يغذيه التضخم أو التحول البيئي الذي تحاول الحكومة تحقيقه، تحت قيادة حزب الخضر.