عالم من الغموض والأسرار داخل ممرات منحوتة فى قلب الصخور تفوح منها رائحة التاريخ يطلق عليها سراديب الغموض والأسرار فهى تجذب الزوار والسائحين من اجل الدخول فى هذا العالم الغامض لذى يقع فى منطقة تونا الجبل في مركز ملوي بالمنيا، إذ تعد السراديب الأربعة تحت الأرض مقصد الكثيرين،كأكبر جبانة لدفن مومياوات الطيور والحيوانات في مصر تم اكتشاف سراديب "تونا الجبل" عام 1937 على يد عالم الآثار الكبير الدكتور سامي جبره، مدير حفاير بعثة جامعة القاهرة، والذي ظل يعمل فيها حتى 1952 ، وتعد تلك هي البعثة الوحيدة التي عملت هناك حوالي 21 سنة .
وتُعد "السراديب الغامضة" بمثابة مدينة كاملة تحت الأرض تقدر بمساحة تصل لأكثر من 3 كم في جميع الاتجاهات، خُصصت لدفن الحيوانات المقدسة ( قرد البابون، والطائر الأيبس، وهو المعروف بمالك الحزين - أبو منجل - أبو قردان ) رموز المعبود تحوت أو توت، فكانت تحنط وتوضع بتوابيت ( خشبية أو حجرية أو فخارية ) بغرفة خاصة خارج أعلى السرداب C وتدفن كقرابين للإله .
وتبلغ مساحة سراديب تونا الجبل تحت الأرض حوالي 50 فدانًا، وتضم 4 شوارع رئيسية يتفرع منها مئات الشوارع الجانبية بأطوال تصل إلى 3 كيلو متر تقريبًا، وتضم 4 سراديب وهم السرداب ( a ) وهو أعمق السراديب ولم يتم العثور فيه على مومياوات، والسرداب ( b ) وله باب منفصل، ويتميز بأن الأرض الخاصة به مليئة بالمنحنيات ويملأ السرداب مومياوات لطيور الأيبس المقدس كما نجد السرداب ( c ) وهو السرداب الوحيد المسموح فيه بالزيارات، وبه قاعة للآله "جحوتي" وتمثال لقرد البابون من الحجر الجيري ومومياء القرد المحنطة، وأهم ما يميزه وجود ما يشبه الأرفف في جدرانه بشكل كثير، وتضم توابيت من الفخار والحجر الجيري والخشب، وتضم مومياوات لطيور الأيبس، و مكان مخصص لمومياء القرد "البابون"، كما تم العثور فيه على آلاف المومياوات، كما أن في نهايته قبر لكبير الكهنة عنخ حور وتعني "حورس الحي" وكان المشرف على أعمال السراديب ويديرها قديمًا برفقة كهنة آخرين .
ويقول حارس السراديب أنها تضم أربعة سراديب، الأول، خُصص للطائر "توت" المقدس "أبيس" أبو منجل وبعض الطيور الأخرى ومنها الصقر، وليس في هذا السرداب أثر للقرد، والسرداب الثاني هو الأوسع تتخلله طرقات طويلة تنتشر متقاطعة في جميع اتجاهاته وتشكل انحناءات مخيفة والسرداب الثالث يعتبر من أهم الآثار الموجودة ففيه كانت تنتظم ندوات المجتمعين من كهنة "توت" بداخل غرفة بها مقصورة داخلها مومياء لقرد البابون أمامها مائدة لتقديم القرابين وعن يساره بالغرفة تمثال لقرد البابون .
ولم تقتصر تلك الإكتشافات بتونا الجبل على تلك السراديب ولكن تم اكتشاف منطقة الغريفة منذ ست سنوات، والتى سلسلة من الاكتشافات الأثرية المهمة والمتنوعة، التي تعكس تاريخًا ثريًا للحضارة المصرية في عصور مختلفة، وقد بدأت هذه الاكتشافات في عام 2017، عندما تولى فريق من علماء الآثار المصريين، بإشراف المجلس الأعلى للآثار، أعمال حفائر واستكشاف في هذه المنطقة.
ومن بين أبرز الآثار التي تم العثور عليها في منطقة الغريفة، توابيت حجرية كبيرة، تحمل نقوشًا وزخارفًا ملونة، وتعود لفترات زمنية مختلفة، وقد تضمنت هذه التوابيت بعض المواد الدفينة، مثل التمائم والحلي والأواني الكانوبية، التي كانت تستخدم لحفظ أحشاء الموتى، كما تم العثور على عدد كبير من التماثيل الأوشبتي، التي كانت توضع في المقابر لخدمة الموتى، وقد بلغ عدد هذه التماثيل حوالي 25000 تمثال، مصنوعة من مواد مختلفة، مثل الخزف والخشب والحجر، وقد كانت هذه التماثيل تحمل أسماء وألقاب أصحابها، وبعضها كان يحمل أدوات زراعية أو حرفية.