مع استمرار تسجيل حالات جديدة من الإصابة بمرض جدري القرود، تتزايد المخاوف من تفشٍ عالمي جديد قد يعيد إلى الأذهان ذكريات الجائحة التي اجتاحت العالم في بداية عام 2020 مع انتشار فيروس كورونا.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أن تفشي مرض جدري القرود في الكونغو وأجزاء أخرى من أفريقيا يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار الفيروس.
ما هو جدري القرود
جدري القرود هو مرض نادر ينتمي إلى مجموعة الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء. ينتشر جدري القرود بشكل رئيسي من خلال الاتصال المباشر مع حيوانات مصابة مثل القوارض والقرود، ويمكن أيضًا أن ينتقل من إنسان لآخر من خلال الاتصال الوثيق أو عبر الإفرازات الجسمانية.
تاريخ جدري القرود ومدى انتشاره
تم اكتشاف المرض لأول مرة في عام 1958، عندما تم تسجيل تفشي مرض مشابه للجدري بين مجموعة من القرود المخصصة للأبحاث العلمية، ومن هنا جاء اسم "جدري القرود".
أول حالة إصابة بشرية بالمرض تم تسجيلها في عام 1970 في جمهورية الكونغو، وكانت لطفل في السابعة من عمره على مر العقود، كان المرض يقتصر بشكل رئيسي على دول وسط وغرب أفريقيا.
قبل عام 2022، تم تسجيل حالات إصابة بالمرض خارج قارة أفريقيا ثلاث مرات فقط، في عام 2003 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ظهر المرض نتيجة لتفشي بين حيوانات قادمة من أفريقيا، في عام 2018 في إنجلترا، حيث تم تسجيل حالات نادرة، في عام 2021 في ولايتي تكساس وماريلاند في الولايات المتحدة، حيث ظهرت حالات إصابة أخرى.
تغيرت الأمور في عام 2022، عندما انتشر المرض بشكل أكبر خارج قارة أفريقيا، مما أثار مخاوف صحية دولية، وقد بدأ مرض جدري القردة يشكل قلقاً ابتداء من شهر مايو من عام 2022، حيث بدأ بالانتشار لبلدان متعددة غير الموبوءة، ومنها أستراليا، وبلجيكا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا.
ينتقل من الحيوانات إلى البشر
وفي هذا السياق يقول الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن جدري القرود هو مرض فيروسي نادر ينتمي إلى نفس عائلة الفيروسات التي تسبب الجدري، ولكنه أقل حدة بكثير من الجدري العادي حيث ينتشر هذا المرض في المناطق الاستوائية الممطرة والنائية، وخاصة في وسط وغرب إفريقيا ويمكن أن ينتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، ويُعد انتقاله من الحيوانات البرية إلى البشر أحد الوسائل الرئيسية للإصابة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للفيروس أن ينتقل من إنسان إلى آخر، مما يزيد من خطر انتشاره في المناطق التي يعيش فيها الناس بالقرب من الحيوانات المصابة أو في أماكن مكتظة بالسكان، خاصة في المناطق الاستوائية.
وأضاف بدران في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، خلال السنوات الأخيرة، شهد المرض تغيرات ملحوظة في نمط انتشاره حيث لوحظت تغييرات في الفئة العمرية للأشخاص المصابين، وكذلك في مواقع العدوى ومن المثير للقلق ظهور حالات جديدة من جدري القرود في مناطق خارج إفريقيا في البداية مثل لندن وشمال شرق إنجلترا، ثم انتشاره بشكل موسع في إفريقيا خاصة في جمهورية الكونغو مما يشير إلى أن المرض لم يعد مقتصراً على مناطق انتشاره التقليدية.