مع اقتراب فصل الشتاء تزداد مخاوف أوكرانيا من انقطاع التيار الكهربائي؛ بسبب الهجمات الروسية المتواصلة على البنية التحتية للطاقة، وشنت روسيا، خلال الأسبوع الماضي، واحدة من أكبر الغارات الجوية منذ بدء الحرب، مستهدفة البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء البلاد.
الغارات الجوية الروسية
وذكرت صحيفة الجارديان، أن السلطات الأوكرانية تسعى جاهدة لتقييم الأضرار الناجمة عن واحدة من أكبر الغارات الجوية الروسية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي استهدفت البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء البلاد، مما زاد من شل القطاع الذي استهدفته موسكو عدة مرات.
السلطات الأوكرانية
وتعمل السلطات الأوكرانية جاهدة لتقييم الأضرار، بينما تواجه أجزاء كبيرة من البلاد انقطاعات في التيار الكهربائي، مع تحويل بعضها إلى انقطاعات مجدولة في كييف ومدن أخرى.
الهجمات المستمرة
يحذر الخبراء من أن الوضع قد يتفاقم خلال فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب على الطاقة للتدفئة، وتخشى السلطات الأوكرانية من أن تؤدي الهجمات المستمرة إلى أزمة إنسانية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء القارس.
وأوضحت ناتاليا شابوفال، رئيسة معهد مدرسة كييف للاقتصاد: "من المؤكد أن هذا الشتاء سيكون قاسيًا".
انقطاع التيار الكهربائي
وقالت الصحيفة، إن الهجمات الروسية الأخيرة، التي استهدفت في المقام الأول البنية الأساسية للتوزيع مثل محطات الكهرباء الفرعية، تزيد من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير.
توليد الطاقة
تشير التقديرات إلى أن روسيا دمرت نحو نصف قدرة أوكرانيا على توليد الطاقة حتى قبل الهجمات الأخيرة، ورغم أعمال الإصلاح المكثفة طوال الصيف، فإن كييف تستمر في المطالبة بزيادة الدعم للدفاع الجوي من حلفائها الغربيين.
يخشى الخبراء أن تؤدي الهجمات الإضافية إلى تحويل الوضع الصعب إلى كارثة. وقال أندريان بروكيب، خبير الطاقة لدى معهد كينان في واشنطن العاصمة: "ليس من السهل تحسين الوضع، لكن الهجمات الإضافية قد تؤدي إلى تفاقمه".
وتابع بروكيب: "حتى في أفضل السيناريوهات، ستكون هناك فترات توقف مجدولة. وسيعتمد شكلها على درجة الحرارة. إذا كانت درجة الحرارة -٥ [درجة مئوية]، فيمكن توقع جدول زمني يتألف من سبع ساعات توقف وساعتين تشغيل".
فولوديمير زيلينسكي
من جانبه؛ أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر عقد في برلين خلال شهر يونيو الماضي، أن روسيا دمرت ٨٠٪ من توليد الطاقة الحرارية في أوكرانيا وثلث توليد الطاقة الكهرومائية.
ورفض زيلينسكي الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن الأضرار الإضافية التي تسببت فيها ضربات الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن "الإعلان عن حجم الأضرار لا يفيد عندما يعلم العدو حجم الضرر الذي أحدثه".
في غضون ذلك، يقدر معهد شابوفال، أن الضربات الروسية على البنية التحتية للطاقة منذ بداية الغزو، تسببت في أضرار بقيمة ١٦ مليار دولار، فضلًا عن خسارة ٤٠ مليار دولار من العائدات.
رغم التحديات، فإن أوكرانيا أصبحت أكثر استعدادًا لفصل الشتاء مقارنة ببداية الحرب. فالمستشفيات والبنية الأساسية الحيوية والعديد من الشركات لديها القدرة على تشغيل المولدات الكهربائية.
ولكن انقطاعات الكهرباء المتكررة المتوقعة خلال فصل الشتاء من المرجح أن تتسبب في مجموعة من التأثيرات غير المباشرة، من التأثير على كبار السن وأولئك الذين يعانون من مشاكل في الحركة والذين يعيشون في المباني الشاهقة، والذين لن يتمكنوا من استخدام المصاعد إذا لم يشتر المبنى مولدًا كهربائيًا، إلى انخفاض أداء الشركات، ونتيجة لذلك، انخفاض الضرائب المتدفقة إلى الميزانية.
ويثبت انقطاع التيار الكهربائي المستمر أنه كارثي للصناعة الثقيلة في شرق البلاد.
وتشير شابوفال إلى أن "الكثير من القصص الصغيرة والكبيرة" نشأت نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي. ففي معظم أنحاء الشرق، حيث يعني التهديد بالإضرابات أن الدراسة تتم عبر الإنترنت، فإن نقص الكهرباء يجعل من الصعب تشغيل الأجهزة والوصول إلى الإنترنت للدروس، وفي بعض المباني الشاهقة، يعني انقطاع التيار الكهربائي عدم إمكانية ضخ المياه إلى الطوابق العليا.
الاتحاد الأوروبي
يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد وعد بتمويل تطوير مولدات صغيرة الحجم في جميع أنحاء أوكرانيا، لتحقيق اللامركزية في نظام الطاقة وزيادة المرونة.
منطقة كورسك الروسية
وتأتي هذه الأحداث بعد التوغل الأوكراني المفاجئ في منطقة كورسك الروسية، حيث تسيطر كييف الآن على جزء من الأراضي الروسية، مما يغير الديناميكية على ساحة المعركة.
وتستمر روسيا في شن الهجمات المضادة لاستعادة الأراضي التي خسرتها، مما يزيد من مخاطر حرب متواصلة ودموية.