دعا أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية في الضفة الغربية، معربا عن قلقه العميق إزاء التطورات الأخيرة فيها، بما في ذلك إطلاق الاحتلال الإسرائيلي لعمليات عسكرية واسعة النطاق في محافظات جنين وطولكرم وطوباس، شملت شن غارات جوية أسفرت عن سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن جوتيريش أدان بشدة فقدان الأرواح، بما في ذلك الأطفال، ودعا إلى الوقف الفوري لهذه العمليات، كما دعا إسرائيل إلى الامتثال لالتزاماتها ذات الصلة بموجب القانون الإنساني الدولي واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم.
وشدد جوتيريش على ضرورة أن يتمكن جميع المصابين من الحصول على الرعاية الطبية، وأيضاً العاملين في المجال الإنساني، محذراً من أن هذه التطورات الخطيرة من شأنها أن تغذي الوضع المتفجر بالفعل في الضفة الغربية وتزيد من تقويض السلطة الفلسطينية.
وأعرب الأمين العام عن قلقه العميق إزاء الأفعال والتصريحات الخطيرة والاستفزازية التي أدلى بها وزير إسرائيلي في الأماكن المقدسة في القدس، مشددا على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة. وأكد أن إنهاء الاحتلال والعودة إلى عملية سياسية ذات مغزى لإرساء حل الدولتين من شأنه أن ينهي في نهاية المطاف دوامة العنف.
وتعهد بمواصلة الأمم المتحدة العمل مع جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية، والسعي إلى خفض التصعيد في الوضع الحالي وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية (أوتشا) استمرار "العمليات العسكرية بالقرب من المستشفيات" وإلحاق "أضرار جسيمة" بالبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات عن بعض الأماكن.
وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية ستة عشر شهيدا في ثمان وأربعين ساعة، من بينهم، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني، مراهقين يبلغان من العمر ١٣ و١٧ عامًا، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنهما "إرهابيان".
أطلق جيش الاحتلال هذه العملية، يوم الأربعاء بإرسال أرتاله المدرعة إلى جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها للاجئين، في شمال الضفة الغربية.
واستمرت الاشتباكات بعد ظهر الخميس في جنين، كما واصل جنود الاحتلال عملياتهم في طولكرم، بحسب ما أفاد صحفيان من وكالة فرانس برس. لكن شهود عيان قالوا إن الجيش انسحب من مخيم طوباس للاجئين. منذ يوم الثلاثاء ٢٧ أغسطس، تم استهداف ثلاث بلدات في شمال المنطقة المحتلة كجزء من عملية مشتركة واسعة النطاق، جمعت قوات من عدة ألوية إسرائيلية، وأعضاء وحدات خاصة تعمل سرا وعناصر من شرطة الحدود، مع تعزيزات جوية.
استخدمت إسرائيل المروحيات القتالية وكذلك الطائرات بدون طيار والعربات المدرعة والجرافات العملاقة المعتادة التي مزقت الطرق بحثًا عن الأجهزة المتفجرة وكذلك دمرت البنية التحتية (المياه والكهرباء الصرف الصحي). وحاصرت أعداد كبيرة من القوات البرية من عدة ألوية، المخيمات والبلدات الفلسطينية.
وقد عُقد مؤخرًا اجتماع للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله بهدف تحديد سياسة استباقية لاستعادة النظام في المدن الكبرى في شمال الضفة الغربية. ووصف المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة العملية الإسرائيلية بـ"العدوان" و"التصعيد الخطير" وجزء من "استمرار الحرب الشاملة ضد الشعب الفلسطيني وأرضنا ومقدساتنا".
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فقد تم اعتقال ما لا يقل عن ٤٥ شخصًا منذ الأربعاء، فيما أعلن الجيش عن عشرة اعتقالات. وقال المسئول السياسي في طوباس محمد منصور لفرانس برس إن إسرائيل "تريد الضغط على المقاومة، لكن كل تصعيد صهيوني يعزز المقاومة".