أثار انخفاض حرارة المحيط الأطلسي قلق العلماء عالميا بعد انخفاض ملحوظ لدرجات الحرارة وفقا لما نشرته مجلة “ديلي ميل”.
ويوجد الكثير من الألغاز الغامضة حول محيطات العالم ولكن لم نشاهد مثل هذه الظاهرة من قبل والتى تتمثل في انخفاض الحرارة في مساحة شاسعة من المحيط الأطلسي فجأة.
وفى شهر مارس من كل عام يشهد المحيط الأطلسي أشد أحداث الطقس الدافئ منذ عام 1982 حيث وصلت درجات الحرارة إلى 30 درجة مئوية ولكن تبع ذلك تقلب كبير في درجات الحرارة، حيث انخفضت درجات المياه السطحية إلى أقل من 25 درجة مئوية.
وحاليا، يراقب العلماء شريط المياه الذي يمتد بضع درجات على جانبي خط الاستواء بين البرازيل وساحل شرق إفريقيا وأوضحوا أن الأمر لا يتعلق فقط بانخفاض حرارة هذه المنطقة المعروفة باسم المحيط الأطلسي الاستوائي المركزي بل بسرعة التغيير أيضا.
ويمر المحيط الأطلسي الاستوائي المركزي عبر دورة درجات الحرارة خاصة به سنويا، حيث يصل إلى أعلى نقاطه في مارس وأبريل قبل أن يبرد في الصيف.
ولكن بدءا من يونيو بدأت درجات حرارة المياه السطحية في الانخفاض بمعدل غير مسبوق وبحلول منتصف يونيو كانت درجات الحرارة في تلك المنطقة أبرد بمقدار 0.5-1.0 درجة مئوية من المتوسط لهذا الوقت من العام والآن بدأت درجات حرارة المياه في الارتفاع مرة أخرى نحو المستويات المعتادة.
وبشكل عام ترتبط مياه الصيف الباردة في المحيط الأطلسي برياح تجارية أقوى تهب فوق خط الاستواء وتتسبب في جرف المياه السطحية الدافئة إلى المياه العميقة الباردة لترتفع إلى السطح في عملية تسمى التصاعد الاستوائي.
ولكن الرياح في المنطقة التي تشهد تبريدا سريعا، كانت أضعف هذا العام من المعتاد.
وقال مايكل ماكفادن من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إنه في حين لا يمكن استبعاد تغير المناخ باعتباره السبب، فمن غير المرجح أن يكون مسؤولا.
وأشار العلماء إلى احتمال ارتباط الحدث بقدوم ظاهرة "نينيا الأطلسي" ومثل ظاهرتي النينيو والنينيا في المحيط الهادئ فإن ظاهرة النينيو/النينيا الأطلسي تمثل القمم والقيعان الشديدة لدورات الاحترار والتبريد في المحيط.
وإذا استمرت درجات حرارة المياه أقل من المتوسط لمدة 3 أشهر، فسيكون هذا كافيا لتصنيف الحالة على أنه نينيا أطلسي، وهو أمر لم يحدث منذ عام 2013. وهذه قضية مثيرة للقلق، لأن أحداث نينيا الأطلسي يمكن أن يكون لها تأثيرات واسعة النطاق على أنظمة الطقس القريبة.
وقال الدكتور فرانز توشين العالم في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: إن انخفاض هطول الأمطار فوق منطقة الساحل، وزيادة هطول الأمطار فوق خليج غينيا والتحولات الموسمية لموسم الأمطار في شمال شرق أمريكا الجنوبية كلها تعزى إلى أحداث نينيا الأطلسي.
وفي عام 2012 شهدت البرازيل جفافا شديدا في شمال شرق البلاد وفيضانات في منطقة الأمازون و تزامنت مع مياه المحيط الأطلسي الباردة.
كما أعقب حدث نينيا الأطلسي في عام 2013 فيضانات مدمرة في مناطق واسعة من البرازيل، بما في ذلك ريو دي جانيرو.