لم يتخيل «عبدالسلام» الرجل الأربعيني أن الفصل الأخير من حياته سوف يكتب على يد أبناء منطقته وزملائه في العمل، بعد قيامه بكشف نشاطهم الإجرامي إثر قيامهم بسرقة كابلات الكهرباء من المواقع تحت الإنشاء والتي يعملون بداخلها بنطاق محافظة كفر الشيخ، في مشهد مأساوي أضحي حديث الساعة علي لسان الأهالي حزنا على الضحية.
حكاية جريمة كفر الشيخ
"زوجي كان طيبا ودفع حياته ثمنا لكشفه الحقيقة".. بكلمات الحزن التي فاضت بدموع الفراق، كشفت زوجة «عبدالسلام» العامل المقتول، على يد زملائه في محافظة كفر الشيخ، عن تفاصيل مقتل زوجها.
وأشارت زوجة القتيل، إلى أن «شريف وحماد» القاتلين حضرا قبل وقوع الجريمة بيوم وطلبا من المجني عليه التوجه للعمل معهم في منطقة مطوبس، ونظرا لضيق الحال وافق الزوج كون المنزل يحتاج إلي أموال لشراء مستلزمات البيت ومصاريف الأبناء.
وتابعت زوجة المجني عليه: «المتهمان خدوه الساعة ١٢ بالليل وقالا له هنبات في مطوبس، وفي صباح يوم السبت اجري معي اتصالاً هاتفياً أخبراني خلاله أن الأمور تسير بشكل طبيعي.
وفي ذلك الوقت؛ التقي شقيقه هناك بذات موقع العمل وأخبره شقيقه أنه سوف يعود نحو مسقط رأسهم لحضور مراسم تشييع جثمان أحد أقاربهم الذي وافته المنية في صباح ذاك اليوم، وطلب منه الحضور معه: "ليرد عليه قائلا روح أنت اعمل الواجب وتعالى".
صرخات تهز أرجاء القرية
وأضافت: «في نهاية اليوم، علت الصرخات في محيط منزلنا هنا داخل العزبه، عقب اكتشاف الأمر أخبرني الأهالي قائلين: «زوجك مات».. الخبر نزل علي سمعي مثل الصاعقة لا سيما وأنه خرج من المنزل ولم يكن يشكو من أي أعراض أو آلام؟.
وتابعت: وحينما وصلنا مكان تواجده أخبرونا أنه توفي نتيجة تعرضه لسكتة قلبية، وعندما دخلت إلي ثلاجة الموتى لإلقاء النظرة الأخيرة علي جثمانه، وحال قيامي بتقبيل رأسه ووجهه وجدت آثار اعتداء على رأسه وسحجات في مناطق متفرقة من الجسد".
وأوضحت: بعد ذلك أبلغنا الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، مشيرة إلى أن زوجها قبل وفاته أخبرها أنه لا يحب العمل مع هؤلاء الأشخاص بسبب قيامهم بسرقة الأسلاك الكهربائية من المواقع تحت الإنشاء بمحل عملهم بحجة تأخير الشركة صرف المستحقات المالية، وفي إحدى المرات قام بتصويرهم مما جعلهم يعقدون العزم علي تأديبه والانتقام منه وإخفاء هاتفه المحمول".
واستطردت الزوجة: «أناشد كل الأجهزة المعنية والمستشار محمد شوقي النائب العام، بالوقوف معنا حتي نسترد حق زوجي الذي قتل غدرا».
